البث المباشر

قصة علي بدر من مصر - ۱

الأربعاء 31 أكتوبر 2018 - 13:55 بتوقيت طهران

بسم الله وله الحمد والثناء على عظمى النعماء والآلاء، مودة وموالاة سيد الأنبياء وآله الرحماء صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم آناء الليل وأطراف النهار. السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته، بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نزيد فيها إلى زيادة معرفتنا بمصاديق وآثار الهداية الإلهية التي يفيض بها التفاعل الوجداني مع ملحمة سيد الشهداء من الأولين والآخرين أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه. في هذا اللقاء ننقل لكم، مستمعينا الأفاضل، قصة معاصرة تحمل درساً كبيراً هو: إن حب الحسين نجاة من السقوط في حبائل المضلين.. تابعونا على بركة الله.

مستمعينا الأكارم، صاحب قصة هذه الحلقة هو الأخ علي بدر من مصر وقد كتبها بنفسه تحت عنوان (بنور فاطمة والحسين – عليهما السلام – دخلت المدينة) ونشرها موقع مركز الأبحاث الإسلامية بتأريخ الرابع والعشرين من شهر جمادي الثانية سنة ۱٤۳۲ للهجرة وقال في مقدمتها:
 

أهدي قصة استبصاري إلى السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء وإبنها الإمام الحسين (عليهما السلام) لأنهما الذين أخذا بيدي إلى المذهب الحق مذهب آل محمد عليهم السلام متوسلاً بهما إلى الله تعالى أن ينال أمي بالمغفرة والرحمة لأنها كانت من تأخذ بيدي لزيارة آل محمد (عليهم السلام) كانت تأخذني إلى حرم مولانا الإمام [الحسين] يعني مشهده في القاهرة، والسيدة عقيلة آل البيت زينب والسيدة الكريمة نفيسة وأم الحنان فاطمة النبوية عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام ولا زلت أتذكر قولها يا ليتنا شعره في بدنهم بالرغم من أمّيتها وعدم معرفتها بفضائلهم وكل ما تعرفه عنهم أنهم نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وريحانته وأهل بيته ولكنها كانت مشدودة بروحها إلى زيارتهم وخدمتهم لا زلت أذكر أن العيد لا يكون عيد إلا بزيارة الإمام (عليهم السلام) بعد صلاة العيد مباشرة وإلا لن يكون العيد عيد، رحمة الله عليها، علمتني زيارتهم والتقرب إليهم والتوسل بهم منذ الصبا اللهم إجعلها من المشمولين بشفاعتهم وشفاعة أبائهم وأقدم شكري إلى من شجعني على كتابة قصة استبصاري وأشعل حماسي للتعبير عن ما بداخلي فهو صاحب فضل لأنه جعلني أعيش مع أئمتي (عليهم السلام) مع كتابة هذه القصة جزاه الله عني خيرا وجعله من الناصرين لآل محمد (عليهم السلام).
 

إخوتنا الأفاضل، وقبل أن نتابع نقل حكاية الأخ علي بدر المصري نشير إلى الدرس المهم الذي استلهمتموه من هذه المقدمة، وهو أهمية دور الوالدين في بذر بذور مودة أهل البيت المحمدي في القلوب من خلال اصطحابهم منذ الطفولة إلى مشاهدهم – عليهم السلام – وتعريفهم بقيمهم، فإن لذلك عظيم الأثر في هدايتهم إلى الدين الحق.
 

وبعد هذه المقدمة يتحدث الأخ علي بدر عن نشأته قائلاً؛
(نحن نشأنا في أسرة متصوفة يحبون آل البيت وتنتمي أسرتنا إلى أحد أولياء الله الصالحين الذي ينتهي نسبه إلى الإمام السجاد بن مولانا الإمام الحسين بن مولانا الإمام علي بن أبي طالب وبن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول الله عليهم جميعاً أفضل صلاة وأتم سلام. ولجدي هذا مقام يزار وكنا نعرف في البلدة بأبناء العارف هذا وكنت أشعر وأحس بمدى الحفاوة والحب الذين أراهما في وجوه أهل القرية لإنتسابنا إلى هذا السيد الذي ينتهي نسبه إلى رسول الله، وهكذا نشأنا على محبة زيارة آل البيت وهكذا أحسست بمدى أهمية وجود آل محمد (عليهم السلام) وأنهم لهم الكرامة والشرف بمواضع بذرتهم (صلى الله عليه وآله) ولهذا نشأت أنا أيضاً محباً لآل محمد (عليهم السلام).
 

أيها الإخوة والأخوات، لقد كان لمحبة أهل البيت – عليهم السلام – ولو بصورة إجمالية، أثرها في تحصين هذا الشاب الأزهري الأخ علي بدر من الإنسياق وراء الشعارات المخادعة الدينية للشاب وتوجيهها باتجاه خدمة سياسات ومصالح أعداء الله ودينه الحق؛ كما يتضح من تتمة حكاية هذا الأخ الذي تابع حديثه عنها وهو يكتب قائلاً؛
 

في الحي الذي نشأت به كان يكثر به مساكن للطلبة المغتربين الذين يفدون من أنحاء البلاد للدراسة بالكلية القريبة من منزلنا، وعندما كان عمري ۱٦ عاماً سكن أمامنا طلبة ذوي ذقون وجلالبيب قصيرة ويقال عن هذه الهيئة أنها هيئة أهل السنة رأيتهم يصلون ويقرأون القرآن ويصومون أعجبت بهم وتقربت منهم وأصبحت أذهب إليهم ويأخذوني معهم للصلاة وتعلم قراءة القرآن حتى جاء يوم وقلت لهم إني ذاهب لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) فما رأيت إلا الدماء انفجرت من وجوههم والسباب واللعن من أفواههم، هذا غير التكفير والفسوق الذي أتهمت به لزيارة مولانا (عليه السلام)، أحسست بمدى كراهيتهم لآل محمد وكانت هذه الزيارة نقطة الفراق والإبتعاد عنهم).
 

وهكذا، مستمعينا الأطائب، كان حب الحسين وزيارته – صلوات الله عليه – العامل الذي أنقذ أخانا الشاب علي بدر المصري من براثن الوهابية بعد أن انخدع بظواهر أتباعها لكن سرعان ما فتح حب الحسين عينيه على حقيقة عدائهم لله عزوجل وأوليائه – عليهم السلام – وكشف له مواقفهم تجاه الدين الصحيح.
 

كتب الأخ بدر ملخصاً حقيقة عدائهم لمقدسات الدين الحق بقوله؛
(فالرسول عندهم بشر إنتهى أمره وأنه يخطأ ويصيب وله ذنوب غفرها الله له، وهو وآله لا يملكون نفعاً ولا ضراً سواء في حياتهم أو بعد انتقالهم وأيضاً أن من يعبد الله فمن الممكن أن يكون كمولانا الإمام الحسين (عليه السلام) أعجبت كيف يكون مثله؟! أيعقل أن يكون سفينة نجاة؟! أيعقل أن يكون سيد شباب أهل الجنة؟! وهل لنا جد كجده أم أمٌ كأمه أم أخ كأخيه أم أخت كأخته أم إبن كإبنه أو عم كعمه أو صاحب كصحبه (عليه السلام)؟! هيهات هيهات أن يصل أحد لعشر معشاره (عليه السلام) هل يمكن لأحدنا أن يكون من أصحاب الكساء (عليهم السلام)؟! هل فينا أحد باهل به رسول الله (صلى الله عليه وآله) النصارى؟! هل بكى رسول الله على أحد منا مثلما بكى على الحسين؟! هل حمل أحد منا على كتفه؟! هل وهل وهل ما لا أعلمه أكثر من الذي أعلمه، فما أعلمه إلا نقطة في يم شرف الحسين وعظمته (عليه السلام)، ولذلك فقد هالني ما هم عليه وبين ما تربيت عليه).
 

مستمعينا الأطائب، وكما تلاحظون فإن المعرفة الأولية بالإمام الحسين – عليه السلام – وطبقاً للأحاديث المروية عند مختلف الفرق الإسلامية كانت كافية لإنقاذ هذا الشاب المصري علي بدر من ضلالات ذيول التيار الأموي والمنخدعين بالإسلام اليزيدي، فاتخذ حفظه الله قرار اجتنابهم، يقول هذا الأخ؛
 

تركتهم وانتبهت إلى تربيتي التي عشقت بها مولانا الحسين (عليه السلام)؟ كيف أترك مولانا الحسين إلى هؤلاء الطلبة الذين يدعون أنهم من أهل السنة كيف أترك أبي وأمي وجدي وما ربوني عليه لكلام وفكر لأول مرة أراه أو أسمع عنه؟ كيف أمتنع عن زيارة سيد الشهداء وهو المكان الذي ترتاح له نفسي وتسكن فيه روحي فبعدت عنهم؟ كيف لا أذهب والله أمرنا بزيارة آل البيت (قل لا أسألكم عليه من أجر إلا المودة في القربى) وأتركهم لأمر طلبة لا يعرفون من دينهم إلا تربية الذقون ولبس الجلباب القصير).
وبهذه البارقة التي تجلت في قلب الأخ علي بدر ببركة حب الحسين – صلوات الله عليه – بدأت رحلته لمعرفة الحقيقة وطلب الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده.. يقول هذا الأخ المصري؛
 

بعد ذلك بفترة قابلت في بلدتنا أحد شيوخ الصوفية شدني إليه حلو كلامه عن مولانا الحسين (عليه السلام) وآل البيت على العموم وأن الرسول (صلى الله عليه وآله) قال: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله وعترتي آل بيتي فقد نبأني العليم الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض. عرفت منه على قدر فهمي من هم آل محمد وما هي قيمتهم ومدى احتياج الدين لهم على حسب مفهوم الصوفية ولكن كان هذا أقصى المتاح لي للقرب من آل البيت (عليهم السلام) حتى سمعت حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتي من الباب، هذا الحديث هزني وجعلني أشعر بالنقص في معرفة آل محمد (عليهم السلام) أين علم الإمام (عليه السلام) الرسول (ص) جعل لمدينة العلم باب واحد هو الإمام (عليه السلام) لم يكن لهذه المدينة أبواب متفرقة بل باب واحد ولم يجعل كل أصحابه قدوة نقتدي بها للهداية أين علم الإمام أين باب الرسول الذي فهمته من الحديث عند ربطه بالقول الشهير عند الصوفية نوم العالم خير من عبادة الجاهل والمدينة هنا واحدة وبابها واحد إذاً ليس هناك طريق إلا طريق الإمام (عليه السلام) لأنه الباب الأوحد للمدينة الوحيدة هكذا فهمت الحديث).
 

أيها المستمعين الأطائب، واستمرت رحلة الأخ المصري السيد علي بدر لمعرفة الدين المحمدي النقي لتكون خاتمتها بارقة حسينية هي من أوضح البينات إلى أوصلته مناه ومعرفة إمام زمانه الذي بها ينجو الإنسان من ميتة الجاهلية وهذا ما سنتعرف عليه لاحقاً في الحلقة المقبلة من برنامجكم (بالحسين اهتديت) نشكر لكم جميل إصغائكم ومتابعتكم لهذا البرنامج الذي يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة