البث المباشر

تجربة المفكرالاسلامي صائب عبد الحميد في الاهتداء بالحسين عليه السلام

الأربعاء 31 أكتوبر 2018 - 11:44 بتوقيت طهران

السلام عليكم أيها الأعزاء...أهلاً بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج وقصة أخرى من قصص الذين هداهم الله الى صراطه المستقيم ببركة وليه سيد الشهداء _عليه السلام_ في لقاء اليوم ننقل لكم إخوة الإيمان قصة اهتداء المفكر الإسلامي العراقي الإستاذ صائب عبد الحميد، تابعونا مشكورين.

يبقى الحسين مناراً يستضاء به

فإن أغاروا عليه فهو بركان

هذي القباب سراجٌ لا انطفاء له

وكيف يطفئ نورالله طغيان!

مازال فيها نشيد الحقّ منطلقاً

يصحو به الدهرحيث الدهر سكران

شعائرٌ قد أعزّ الله جانبها

لها من النجم سمّارٌ وندمان

تحنى الرؤوس على أعتابها فرقاً

وتستجير أكاليلٌ وتيجان

وتستظلّ بها في كلّ نازلةٍ

أئمّةٌ...وبطاريقٌ...ورهبان

للساجدين ترانيمٌ وهينمةٌ

وللمصلّين إنجيلٌ وقرآن


مستمعينا الأفاضل، الإستاذ صائب عبد الحميد هو من مواليد العراق- ولد عام ۱۹٥٦ م بمدينة (عانة)، ترعرع في أجواء غذته العقيدة وفق مذهب أهل السنة والجماعة، واصل دراسته الاكاديمية حتى نال شهادة البكالوريوس في فرع الفيزياء، ثم توجه الى مهمة التدريس في هذا الاختصاص وباشر عمله في احدى المدارس الثانوية.
 

ثم شاءت الأقدار الإلهية أن توفر له الاجواء المناسبة لنيل مراتب الوعي الديني فوسع آفاق رؤاه، فكانت النتيجة أن أحاط علماً بقضاياً قلبت له الموازين التي كان عليها فيما سبق، ثم لم تمض فترة من الزمن إلا وألفى نفسه مولعاً بمذهب أهل البيت (عليهم السلام)، فاتخذ قراره النهائي ولم تأخذه في الله لومة لائم ثم أعلن انتماءه لمذهب عترة الرسول – صلى الله عليه وآله-، ثم توجه بعد ذلك بعزيمة فاعلة وجدارة فائقة الى نشر علوم ومعارف أهل البيت عبر التأليف والتدوين، وكان كتابه الأول هو( منهج في الانتماء المذهبي) وهو الكتاب الذي ذكر فيه منطلق اندفاعه لاعتناق مذهب أهل البيت – عليهم السلام-.
 

قال الإستاذ صائب في بداية كتابه ( منهج في الإنتماء المذهبي): ليس هو كتاباً مذهبياً يراد منه تعميق الخلاف بين المسلمين فما أحوجنا اليوم الى كلمة تلمّ شملنا، وتؤلف بين قلوبنا، وما أحرانا باجتياز الحواجز التي ركزت بيننا. وهذا الكتاب هو تجربة شخصية... تجربة فيها كل ما في التجارب الكبيرة من مشاكل وصعوبات، وفيها ما في اخواتها عندما تكلل بالنجاح.
 

وقد لا تكون التجارب في ميدان العقيدة عزيزة، فربما خاضها كثيرون من أبناء كل جيل، ولكن انتصار اليقين والحق المجرد على العاطفة هو العزيز في تلك التجارب…. ورأيت اثناء رحلتي ان الوفاء للذكريات لا ينبغي ان يكون عاطفياً ، فربما ينعكس أثره فلا يكون عندئذ وفاءً...وإنما المطلوب من الوفاء ان يكون وفاءً عملياً ان صح التعبير.
 

من هنا وجدت لزاماً علي ان أسجل تجربتي بكل أمانة، لتكون جاهزة تختزل الكثير من عناء هذا الطريق الطويل، وتقدم حلولاً للكثير من تلك الأسئلة الحائرة...فوضعت هذا الكتاب...
 

فاصل
 

أيها الإخوة والأخوات...وتحت عنوان (هكذا كانت البداية) يضمّن المفكرالإسلامي العراقي الإستاذ صائب عبد الحميد كتابه ( منهج في الإنتماء المذهبي) قصة إهتدائه ومنطلقها...قال:-(مع الحسين مصباح الهدى كانت البداية...ومع الحسين سفينة النجاة كان الشروع. بداية لم أقصدها أنا ، وإنما هي التي قصدتني فوفقني الله لحسن استقبالها وأخذ بيدي إلى عتباتها...ذلك كان يوم ملك علي مسامعي صوت شجّي، ربّما قد طرقها من قبل كثيرا فأغضت عنه، ومالت بطرفها، وأسدلت دونه ستائرها، وأعصت عليه.
 

حتى دعاني هذه المرّة، وأنا في خلوة، أو شبهها، فاهتزّت له مشاعري ومنحته كلّ إحساسي وعواطفي، من حيث أدري ولا أدري...فجذبني إليه... تتبادلني أمواجه الهادرة... وألسنة لهيبه المتطايرة...حتى ذابت كبريائي بين يديه، وانصاع له عتوّي عليه...
فرحت معه، أعيش الأحداث، وأذوب فيها...أسيرمع الراحلين، وأحطّ إذا حطّوا، وأتابع الخطى حتى النهاية...
تلك كانت قصّة مقتل الإمام الحسين ( عليه السلام)، بصوت الشيخ عبد الزهراء الكعبي يرحمه الله، في العاشر من محرّم الحرام من سنة ۱٤۰۲ للهجرة، فأصغيت عنده أيّما إصغاء لنداءات الإمام الحسين ( عليه السلام)...
 

وترتعد جوارحي، مع الدمعة والعبرة، وشيء في دمي كأنه الثّورة...وهتاف في جوارحي...لبّيك، يا سيّدي يا بن رسول الله...
وتنطلق في ذهني أسئلة لا تكاد تنتهي، وكأنّه نور كان محجوباً، فانبعث يشقّ الفضاء الرحيب دفعةً واحدة...إنطلاقة يؤمّها الحسين، بقيّة المصطفى، ورأس الأمّة، وعلم الدين انطلاقة الإسلام كلّه تنبعث من جديد، ورسول الله يقودها من جديد، بشخص ريحانته، وسبطه الحسين ( عليه السلام).
وهذه نداءات الإسلام يبثها أينما حلّ، والجميع يعرفها! ولا يعرف للإسلام معنى في سواها. ومصارع أبناء الرسول!!
وتيّارالانحراف يجرف الحدود، ويقتحم السدود! وأشياء أخرى لا تنتهي.
 

ولا زلنا مستمعينا الأفاضل مع المفكرالإسلامي الإستاذ صائب عبد الحميد وهو يتابع قصة هدايته فيشرح آثار سماعه للمقتل الحسيني والى أين نقلته يد الهداية الإلهية، قال:-
وتعود بي الأفكار إلى سنين خلت، وأنا أدرج على سلّم الدرس، لم أشدّ فيها عن معلّمي، فقلت: ليتني سمعت إذ ذاك ما يروي ضمئي...لكن ما هو ذنب معلّمي! إنّه مثلي، كان يسمع ما كنت أسمعه، ليتها مرّت علي فصول تلك الملاحم، ولو مرور العابرين! من غير تعظيم أو تمجيد، أو ثناء...
 

فليس ثمّة حاجة إلى شيء من هذا القبيل، فقد تألّق أولئك الأبطال فوق ذروة المديح والثناء، فكأنني أنظر إلى منابر التبجيل والإطراء مهطعة تحدّق نحوهم، وهم يحلّقون في قبّة السماء!!
ثمّ أنت يا حلق الوعظ، ويا خطب الجمع ويا بيوتات الدّين، أين أنت من هذا البحر اللامتناهي؟!
لقد صحبتك طويلاً، فليتني وجدتك اتّخذت من أولئك الأبطال، وتلك المشاهد أمثلة تحتذى في معاني اليقين والجهاد، أو الإقدام والثبات، أو التضحية والفداء، أو النصر والإباء، أو الحبّ والعطاء، أو غيرها مما يفيض به ميدان العطاء غيرالمتناهي ذاك، كما عهدتك مع نظائرها، وما هوأدنى منها بكثير!
وأين أنت أيّتها الدنيا؟!
وعلى أيّ فلك تجري أيّها التاريخ؟!
ألا تخشى أن يحاكمك الأحرار يوماً؟
عتاب لاذع، وأسئلة لا تنتهي، والناس منها على طرق شتى...
فهي تمرّ على أقوام فلا يكاد يوقظهم صداها، ولا يفزعهم صخبها!!
ورأيتها تمرّ على آخرين فتكاد تنتزع أفئدتهم، من شدّة ما لهم معها من هياج ونحيب، وأدمع تجري فلا تريد أن تكفّ...
ويلتهبون على الجناة غيظاً ونقمة وحنقاً...
فتمتليء صدورهم من هذا وذاك بكلّ معاني الموالاة والبراءة...موالاة لله وأوليائه، وبراءة من أعدائه...
ولم لا تنفطر الأكباد لفاجعة كهذه!
وبدلاً من أن تهربي من ذكراها أيتها الدنيا في العام مرّة، أولى بك أن تقفي عندها كلّ يوم ألف مرّة، ولا تستكثري.
أكثير أن يحيا الحسين السّبط بيننا على الدّوام، وليس كثيراً ان يقتل بين يديك كلّ يوم ألف مرّة؟!
وعندما رحت أتعجب من هذا الانقسام، عدت مع هذه الواقعة إلى الوراء، فإذا النّاس من حينها كحالهم الآن، فهم بين من حمل الحسين ( عليه السلام) مبدأ، وتمسّك به إماماً وأسوةً ودليلاً إلى طريق الفلاح، فوضع نفسه وبنيه دون أن يمسّ الحسين، وبين من حمل رأس الحسين هدية إلى يزيد!!
وبين هذا وذاك منازلٌ شتى في القرب والبعد من معالم الحسين (عليه السلام)...وأشياء أخرى تطول، فقد استضاءت الدنيا كلّها من حولي، وبدت لي شاخصة معالم الطريق...
فرأيت الحكمة في أن أسلك الطريق من أوّله، وأبتديء المسيرة بالخطوة الأولى لتتلوها خطى ثابتة على يقين وبصيرة...
كانت هذه أيها الإخوة والأخوات قصة إهتداء المفكر الإسلامي العراقي الإستاذ صائب عبد الحميد الى الصراط المستقيم نقلناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامج (بالحسين إهتديت) نجدد لكم من صوت الجمهورية الاسلامية في ايران أطيب التحيات ودمتم في رعاية الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة