البث المباشر

إهتداء المحامي الأردني المرحوم أحمد حسين يعقوب

الأربعاء 31 أكتوبر 2018 - 11:27 بتوقيت طهران

السلام عليكم إخوة الإيمان، تحية طيبة وأهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج ننقل لكم قصة اهتداء المفكر الإسلامي الأردني الأستاذ المحامي أحمد حسين يعقوب المتوفى في الثاني عشر من شهر رمضان سنة ۱٤۲۸ وننقل لكم أيها الأعزاء هذه القصة ملخصة مما كتبه – رضوان الله عليه – بقلمه ونشر على كثير من المواقع الإلكترونية المعتبرة نقلاً عن مجلة المنبر الكويتية، وكذلك ما نقله في مقدمة كتابه القيم (كربلاء، الثورة والمأساة).. تابعونا على بركة الله.

لم تكن مناظرة عقائدية أو شخصية علمائية أو تباحثاً شخصياً أو كتاباً شيعياً ذلك الذي دفع المحامي الأردني الشهير أحمد يعقوب إلى التشيع واعتناق عقيدة أهل البيت عليهم السلام بل كانت الومضة الأولى التي قادته إلى هذا المعين العذب كتاباً أفجعه لكاتب سني هو خالد محمد خالد، الأديب المعروف (أبناء الرسول في كربلاء) إن إسم هذا الكتاب الذي وقعت عينا أحمد حسين يعقوب عليه فقرأه بشغف ليكتشف كيف أن الظالمين وثبوا لتبديل شريعة الله تعالى ومحو ذكر محمد وعلي – صلوات الله عليهما – بما ارتكبوه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
 

إنه الحسين.. سيد الأحرار والشهداء – صلوات الله وسلامه عليه – هو من فتح ذراعيه لأحمد حسين يعقوب الذي ظل يبكي ألما ويئن لوعة لما جرى على أبي عبدالله، فكان جرحه النازف ودمعه الهادر طريقاً سلك به إلى بر الأمان.
 

يتحدث المحامي الذي عاهد ربه أن يدافع طوال حياته عن قضية أهل البيت – عليهم السلام – العادلة عن قصته فيقول: (أنتمي لعشيرة بني طه أبو عتمة ولدت في كفر خل الواقعة شمال جرش عام ۱۹۳۹ حصلت على الثانوية العامة من مصر وأكملت دراسة الحقوق في جامعة دمشق وسجلت للدراسات العالية دبلوم القانون العام في الجامعة اللبنانية وسجلت لدراسة الماجستير في جامعة الحكمة، كنت موظفاً ومعلماً وخطيب جمعة ورئيس بلدية وأنا أعمل في مهنة المحاماة، ألفت ستة عشر كتاباً مطبوعاً منها النظام السياسي في الإسلام، نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام، الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية.
 

أما (كيف اهتديت) فقد سافرت إلى بيروت لمناقشة بحث قدمته للجامعة اللبنانية عن رئاسة دولة الخلافة في الشريعة والتاريخ وأثناء وجودي في بيروت قرأت بالصدفة كتاب (أبناء الرسول في كربلاء) لخالد محمد خالد، ومع أن المؤلف يتعاطف مع القتلة ويلتمس لهم الأعذار إلا أنني فجعت إلى أقصى الحدود بما أصاب الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيت النبوة وأصحابهم وكان جرحي النازف بمقتل الحسين هو نقطة الحول في حياتي كلها.
 

وأثناء وجودي في بيروت قرأت كتاب (الشيعة بين الحقائق والأوهام) لمحسن أمين، وكتاب المراجعات للإمام العاملي، وتابعت بشغف بالغ المطالعة في فكر أهل بيت النبوة وأوليائهم، لقد تغيرت فكرتي عن التاريخ كله وانهارت تباعاً كل القناعات الخاطئة التي كانت مستقرة في ذهني وتساءلت إن كانت هذه أفعال الظالمين بابن النبي وأهل بيته فكيف تكون أفعالهم مع الناس العاديين؟
 

وهكذا مستمعينا الأفاضل، بدأت رحلة اهتداء المفكر الإسلامي الأردني المحامي أحمد حسين يعقوب، بدأت من التأثر بالمظلومية والملحمة الحسينية واستمرت ببحث دؤوب للوصول إلى الحق.. يقول رحمه الله في جانب آخر عما توصل إليه في هذه الرحلة: (لقد تبين لي أن أهل بيت النبوة ومن والاهم موالاة حقيقية هم المؤمنون حقاً وهم الفئة الناجية وهم شهود الحق طوال التاريخ وأن الإسلام النقي لا يفهم إلا من خلالهم، فهم أحد الثقلين وهم سفينة نوح وهم باب حطة وهم نجوم الهدى ولو لا هم لضاع الإسلام الحقيقي ولما بقي للحق من شهود، لقد رفعوا لواء المعارضة طوال التاريخ وتحملوا في سبيل الله فوق ما يتحمله البشر العادي حتى أوصلوا لنا الدين الحنيف بصورته النقية الكاملة المباركة وباختصار شديد لقد اهتديت وعرفت أن لأهل البيت قضية عالمية عادلة وعاهدت ربي أن أدافع عن هذه القضية ما حييت، فكانت كل مؤلفاتي مدافعات عن عدالة هذه القضية واستنهاضات للعقل المسلم خاصة وللعقل البشري عامة لينتقل من التقليد الأعمى إلى الإيمان المستنير المبدع.
 

أنا وأهلي والمجتمع لقد اهتديت وأولادي والحمد لله فصارت أفراح أهل البيت أفراحنا وأتراحهم أتراحنا وأنا على بينة من ربي ولست معنياً بما يتقوله المجتمع عني.
 

أيها الإخوة والأخوات، واستمرت ملحمة سيد الشهداء – عليه السلام – تنير بأنوارها طريق الهداية للمفكر الإسلامي الأردني المحامي أحمد حسين يعقوب وهو يخوض هذه التجربة، قال رحمه الله في كتابه (كربلاء، الثورة والمأساة): قبل بضع سنين دعيت لحضور مؤتمر في طهران، كنت يومذاك قد استوعبت المقاطع والكليات الأساسية لقضية أهل بيت النبوة العادلة، ولم أكن قد تعرفت بعد على تفاصيلها الدقيقة، وكنت أعرف بالضرورة أن مذبحة كربلاء هي جرح غائر في قلوب أهل بيت النبوة وأوليائهم، وأن تلك المذبحة قد أصابت من الإسلام ومن أهل بيت النبوة مقتلاً، وأنها قد فضحت نظام الخلافة السياسي التاريخي وأظهرته على حقيقته، ولكني كنت أجهل تفاصيل تلك المذبحة ومقدماتها ودقائقها.
 

كان من برنامج الدعوة، زيارة ضريح الإمام الخميني بمناسبة الذكرى السنوية لوفاته، وفي صبيحة هذا اليوم ذهبنا لزيارة الضريح، فوجئت بعدد لا يقل عن ثلاثة ملايين رجل وامرأة متحلقين حول ذلك الضريح، وهم يرفعون قبضات أيديهم في الهواء ويرددون باللغة الفارسية شعارات لها نغم يشق طريقه بيسر على القلب.
 

قلت لمرافقي: ترجم لي حرفياً ما يقوله هذا الجمع، فقال الفتى: إنهم يقولون لن نكون كالذين تركوا إمامهم وحيداً، نحن معك يا إمام، فانفجرت بالبكاء وعرفت أن الإمام الذي ترك وحيداً ليقاتل جيش الخلافة وحده هو الإمام الحسين!! في ذلك اليوم بالذات نبتت في ذهني وقلبي فكرة الكتابة عن مذبحة كربلاء، وتكونت لدي القناعة بضرورة الوقوف على تفاصيل تلك المذبحة، ونذرت جزءاً من وقتي لهذا الموضوع، وبدأت أقرأ وأجمع وأخزن لهذه الغاية، وكلما زرت مقام السيدة زينب في ضواحي مدينة دمشق، كنت أستعرض صور المأساة، وتتعمق وتتأصل وتتجدد عن كربلاء.. إستعنت بالله، وشمرت عن ساعدي، وبدأت كتابة هذا البحث، بلغة العصر وروحه، وكانت فترة كتابته من أقسى وأكثر فترات عمري حزناً على الإطلاق، فقد كنت أنفعل مع الأحداث وأبكي مرات عديدة يومياً، وأي إنسان لا تبكيه فصول مأساة كربلاء!!
 

وبهذا تنتهي مستمعينا الأكارم حلقة أخرى من برنامج (بالحسين اهتديت) نقلنا لكم فيها قصة إهتداء المفكر الإسلامي الأردني الأستاذ أحمد حسين يعقوب رضوان الله عليه.
 

نجدد لكم من طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أزكى التحيات ودمتم بكل خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة