هناك اعداء كثيرون يتربصون بالعلاقات بين ايران والصين، الا ان اكثر هؤلاء الاعداء تضررا من هذه العلاقات هي امريكا، التي ترى في وثيقة التعاون الاستراتيجي بين ايران والصين ضربة موجعة ستوجه الى سياستها الرامية لخنق، لا بهدف ضرب اقتصادها وشله فحسب بل لدفعها لتغيير سياستها والانضمام الى المعسكر الامريكي الذي يلعب فيه الكيان الاسرائيلي دور الضابط.
قد تكون ايران تأخرت كثيرا في اقامة مثل هذه العلاقة مع الصين، التي تعتبر من الدول المعارضة لسياسات اميركا الاحادية والتوسعية، كما انها، وهذا الاهم، لا تضع "إسرئيل" بوصلة لتحديد سياستها مع الدول الاخرى، كما تفعل امريكا والدول الاوروبية والغربية بشكل عام، فهذه البوصلة الغربية هي السبب الاول والاخير لكل المؤامرات التي حاكها الغرب ضد الجمهورية الاسلامية في ايران منذ اكثر من اربعة عقود.
العالم اجمع اعتبر الاتفاق النووي بين ايران والقوى الست الكبرى اكبر انتصار للدبلوماسية الدولية في العصر الحديث، الا ان هذا الاتفاق تحول الى ورقة لاقيمة لها لمجرد ان "اسرائيل البوصلة" رفضت الاتفاق الذي اعتبرته تهديدا لها، فتراجعت الدول الغربية عن كل ما تعهدت به في الاتفاق، ومسح قادتها تواقيعهم عن ذيل الاتفاق بألسنتهم وسحبوا شركاتهم من ايران وبلعوا الاهانة في ذلة مقززة.
اليوم يحق لايران التعامل مع دولة لا تضع "اسرائيل" امامها كبوصلة لتحديد اتجاهات علاقاتها الدولية، ولا يملي عليها سفاح مثل نتنياهو سياستها ازاء ايران، كما ان هذه الدولة صاحبة ثاني اكبر اقتصاد في العالم بنسبة 15.5 بالمائة باجمالي انتاجها المحلي البالغ 14.14 تريليون دولار، وتلتقي مع ايران في العديد من المواقف ازاء القضايا الدولية، وكانت من اشد المعارضين للحظر الامريكي والغربي ضد ايران.
ان القيادة الايرانية ماضية في دراسة وثيقة التعاون الاستراتيجي مع الصين على ضوء المصلحة الايرانية العيا، على امل الانتهاء منها لعرضها على مجلس الشورى الاسلامي لمناقشتها والمصادقة عليها، دون ادنى اكتراث لما يثار حولها من مزاعم واكاذيب، من قبل اعداء الشعب الايراني وعلى رأسهم امريكا والكيان الاسرائيلي واذنابهما في المنطقة، الذين اصبحوا بين ليلة وضحاها اشد حرصا على سيادة واستقلال ايران ومصالح الشعب الايراني من الايرانيين انفسهم!!.