تحت عنوان (شفاء طفل عند السيدة زينب – عليها السلام) نشرالأخ سليمان صبري حكايته على موقع مركزالأبحاث العقائدية والتي جرت سنة ألفين للميلاد....
والأخ سليمان صبري هو من مواليد إحدى قرى مدينة حماة سنة خمس وسبعين وتسعمائة وألف للهجرة، وقد شاء الله عزوجل أن يمن عليه بالهداية ببركة زيارةلم يقصدها للحرم الزينبي في دمشقٍ...فقد ذهب الى جواره لأنجاز بعض أعماله ...فعاد بما لم يكن يتوقعه من أنوار الهداية...يقول الأخ سليمان وهو يحكي قصة الهداية:-
موقف رأيته في أثناء زيارتي لدمشق لقضاء بعض الأعمال، وتحديدا في منطقة السيدة زينب (ع) وكان ذاك الوقت يصادف ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) حيث أنني وقفت أمام حشد كبير كان يقف أمام رجل يضع بجانبه طفلاً على كرسي خاص للمصابين بالعجز (الشلل النصفي) وهذا الطفل لا يتجاوز من العمر ۱٦ ستة عشر ربيعا.
كانت ملامح البراءة ممزوجة بالألم ترتسم على وجهه ولكن رأيت في عينيه بريق آمال كأنها تدور في مخيلته وكان والده يقف ويدعو أمام مرقد السيدة العقيلة زينب (ع) ويبكي ويطلب منها أن تشفي ولده الوحيد، بكاؤه قد آلمني كثيرا ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أبكي ونظرت من حولي رأيت الناس يبكون أيضاً رحمة بهذا الرجل وشفقة وهم ينظرون للطفل.
وكما قال الأخ سليمان صبري فإن بكاءه كان بدافع الشفقة والرحمة...ولكن كان له أثره في جلاء قلبه وتهيأته لقبول كلمة الحق...لم يكن عمر سليمان يومذاك يتجاوز الخمسة والعشرين عاماً...والشباب في هذا العمر لا يتأثرون عادة بمثل هذه المشاهد، ولكن دموع سليمان سالت من عينيه دون اختيار منه، سالت لتنبأ أن ما في قلبه من رحمة وشفقة تعني أنه قلب مستعدٌ لقبول الحق...ولإزالة غبار ما علق في ذهنه من أفكار خاطئة قفزت الى ذهنه في تلك اللحظات...افكار سمعها لا يريدون لنور الله أن يصل الى القلوب يقول هذا الاخ متابعاً نقل حكايته:-
كفكفت دمعي ونظرت إلى المرقد وقلت في نفسي ما هذا؟ أيمكن لميت أن يشفي حي! ما هذه التقولات وبدأت أضرب أخماس بأسداس وأقول ما هذا الجنون، قلت ذلك وبصوت عال، وإذا برجل كبير
يقول نعم إنه جنون لكن لو تعلم بمن جننا لبطل عنك العجب، هذه السيدة هي عقيلة الطالبين تدري من هذه السيدة؟
قلت له نعم هذه السيدة زينب بنت جحش زوجة رسول الله (ص)
ابتسم الرجل وقال أحسنت ولكن من أين جئتنا بهذه المقولة الجديدة وهذا الإستنتاج؟
قلت له: أحد مشايخ منطقتنا قبل أسابيع كان يتحدث حول السيدة زينب بنت جحش وزواج رسول الله (ص) منها وقال إن قبرها موجود بدمشق!!
فقال لي الرجل، ما الذي جاء بالسيدة زينب بنت جحش للشام برأيك؟!!
فقلت له ربما أستقرت هنا بعد وفاة رسول الله (ص)
فقال الرجل لي: هذه المعلومات التي تمتلكها مغلوطة والبعض يريد أن يضلل عباد الله عن القصد وعن صاحبة هذا المرقد الحقيقية، هذا مرقد السيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب، وأمها الصديقة فاطمة الزهراء بضعة المصطفى (ص) وأخت الإمامين السبطين الحسن والحسين، سيدي شباب أهل الجنة.
فقلت له نعم أعلم أن الإمامين الحسنين هما أبناء الإمام علي بن أبي طالب (ع) ولكن كيف جاءت السيدة زينب إلى الشام ودفنت فيها علما أنهم كانوا في المدينة المنورة.
فقال الرجل هذه أيضاً معلومة مغلوطة، هم جاؤوا من كربلاء، عموما إذا لديك متسع من الوقت أدعوك لتناول طعام الغداء بعد قليل في المكان الذي أقيم فيه / يبدو أنك لست من سكان دمشق.
فقلت له نعم، وذكرت له شيئا عن نفسي وسبب مجيئي إلى دمشق...
وهكذا – أيها الأخوة والأخوات- هيأ الله عزوجل لهذا الشاب ذي القلب الرحيم من يعينه على سلوك طريق الإهتداء الى الحق ومعرفة الوسائل التي ارتضاها الله لعباده ودعاهم أن يبتغوها ويتوسلوا بها إليه جلت قدرته.
نقرأ لكم أيها الأعزاء تتمة حكاية الأخ سليمان صبري قال:
وبالفعل ذهبت برفقته بعد أن شاهدت ماذا يفعل الناس وكيف يصلون، وإذا بالرجل وإسمه أبو حسين هو أيضاً ضيف على دمشق وهو من الأخوة الكويتين حضر للزيارة في هذه المناسبة ويقيم في شقة مفروشة خلف الحرم الزينبي، وبدأ يشرح (أبو حسين) لي أسباب ذهاب السيدة زينب (ع) إلى كربلاء مع أخيها الإمام الحسين (ع) وما جرى في الواقعة الأليمة، الحقيقة أنني رغم تعبي وإرهاقي لم أشعر بالوقت كيف مضى وإذا بجلستنا تطول خمس ساعات، تركني الأخ (أبو حسين) ليقوم بتحضير الشاي وعندما عاد وجدني أغفوا على كتاب كان أعطاني إياه لأتصفحه، وهو كتاب مقتل الإمام الحسين (ع)، ولم يوقظني حتى لاح وقت الغروب وبدأ يتجهز للصلاة، شعرت بحركة بالغرفة واستيقظت وأنا حقيقة خجل منه على فعلي، ولكن رأيت الرجل مبتسما، ويقول هيا قم بنا للصلاة ونعود لمتابعة سهرتنا.
فقلت له لا أعذرني فلدي عمل ضروري وعلي الذهاب لمدينتي اليوم ولكن سأذهب للصلاة أولا معك وبعدها نفترق.
فقال لي إذا عزمت فلا بأس أن تأخذ مني هذه المجموعة من الكتب لتقرأها علك تجد الفائدة. بعد أداء فريضة الصلاة، تبادلنا أرقام الهواتف، وقال لي بعد فترة أتصل بك لأرى ما وصلت له من نقاط هامة، وقمت بتوديعه وشكره على سعة صدره واستقباله لي وعلى الهدية الجميلة، وعدت أدراجي، وقضيت أسبوعا كاملا وأنا أقرأ هذه الكتب وأعيد قرائتها
وبدأت بذلك – مستمعينا الأكارم- رحلة الأخ سليمان صبري لمعرفة الحقيقية، لم يكتف بما قرأ بل عمد الى البحث والتحقيق أيضاً لكي يكون وصوله للحق عن علمٍ ودرايةٍ وبصيرةٍ ويقين أثارت قراءته لتلك الكتب وكان منها كتاب مقتل الحسين- عليه السلام- وكتاب المراجعات...أثارت في ذهنه أسئلة كثيرة سعى للحصول على أجوبتها من مختلف الإتجاهات...لكي يكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه:
يقول هذا الأخ في القسم الأخير من حكايته وهو يتحدث عن خاتمة رحلته الى الحق: بدأت بطرح أسئلتي على هذا وذاك ممن أعرفهم من أصحاب المتابعة التاريخية والدينية فالبعض أنكر وأشاح بوجهه عني والبعض تكلم بكلام غامض واتهمني بالتشيع، إلى أن اتصل بي الأخ أبوحسين من الكويت يطمئن عني ولمست فيه معنى الإيمان والتفاعل مع المؤمنين لما يملكه من مصداقية ومودة للآخرين، فأخبرته بما جرى معي.
فقال لي سأرسل لك بعد أيام عدد من الكتب عبر صديق لي سيزور دمشق في نهاية ربيع الأول، وطلب مني أن أبحث وأقرأ أكثر وليس معيبا إن تقدمت بسؤال أصحاب العلم، وإن أمكنتني الظروف الذهاب للسيدة زينب (ع) بدمشق، وزيارة أحد مكاتب السادة المراجع وسؤال المختصين عما يدوربذهني فهذه المسائل هي مدار بحث منذ مئات السنين والقضية قضية عقيدة ودين سنسأل عنها يوم الدين، والحقيقة أن اتصال الرجل الطيب قد أراح نفسيتي وأعطاني دفعا للإمام وبدأت مشوار البحث الذي لم يطول كثيرا سوى بضعة أشهر، علمت وقتها سر الدعاء عند العقيلة زينب (ع) وأنه ببركة هذه السيدة العظيمة يقبل الدعاء عندها ويشفى المرضى وتتحقق أماني المؤمنين كل حسب رغبته ومدى ارتباطه بآل محمد الأطهار (ع).
"اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم".
كانت هذه مستمعينا الأكارم قصة إهتداء الأخ سليمان صبري من أهل حماة السورية والتي نشرها تحت عنوان ( شفاء طفل عند زينب – عليها السلام)
قدمناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامج (بالحسين إهتديت)، نجدد لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أزكى التحيات ودمتم بكل خير.