البث المباشر

تفسير موجز للآيات 124 حتى 127 من سورة البقرة

الأربعاء 22 يناير 2020 - 15:46 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 38

بسم الله الرحمن الرحيم …الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين.و السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته. اهلا بكم في لقاء جديد في ظلال القران الكريم حيث تفسير موجز للايات الرابعة و العشرين بعد المئة الى السابعة والعشرين بعد المئة من سورة البقرة فكونوا معنا.

 

اعزائنا المستمعين فلنستمع في البداية الى قوله تعالى في الاية الرابعة و العشرين بعد المئة من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:

 

مستمعينا الكرام النبي ابراهيم عليه السلام له مكانة خاصة بين انبياء الله ورسله وهو خليل الرحمن و قد ورد اسمه المبارك في القران الكريم تسعا و تسعين مرة في خمس و عشرين سورة منه و تتحدث هذه الاية المباركة و ثمانية عشرة اية اخرى تتبعها من سورة البقرة عن هذا النبي العظيم و احد الانبياء اولي العزم . ان ابراهيم عليه السلام هو باني صرح التوحيد و قد امتحنه الله عدة مرات فخرج من الامتحان الهي مرفوع الرأس فنال للإمامة مقاماً.

الامتحان الالهي سنة ربانية لكل الناس و الامتحان الالهي هو لتشخيص قابليات الانسان و قدرته…. اما الكلمات التي وردت في هذه الاية فهي تعبير عن مجموعة من الواجبات الالهية القيت على عاتق النبي ابراهيم عليه السلام اداها جميعا من دون قصور فنال رضا الرب الجليل. كان ابراهيم عليه السلام هو الوحيد بين قومه على عقيدة التوحيد و قد نهض بوجه الشرك و عبادة الاوثان حيث دخل ذات مرة المعبد بمفرده وكسّر كل اصنام الجهل والخرافة.

و من بعد ذلك كما هو معروف في قصة هذا النبي القاه قومه المشركون في النار فدخل هذا النبي الكبير بنفسٍ مطمئنة و فؤاد وادع . و شائت ارادة الخالق المتعال ان ينجي ابراهيم عليه السلام من كيد الاعداء حين اصبحت النار بامره تعالى بردا و سلاماعليه…..

لم ينجب ابراهيم عليه السلام حتى اصبح شيخا و في تلك السن وهبه الله اسماعيل عليه السلام بيد ان خليل الرحمن عليه السلام امتثل امر ربه و اراد ان يذبح ولده قربانا في سبيل الله …الا ان ارادة رب الجليل شائت ان يفدى اسماعيل عليه السلام بكبشٍ كما جاء في قصة هذا النبي و ابيه عليهم السلام .و سئل ابراهيم عليه السلام الله ان يجعل الامامة في ذريته لكنه تعالى قال: ان لا ينال عهدي الظالمين …. ان منزلة الامامة اسمى من منزلة الرسالة الرسول يبلغ شريعة الله اما الامام فهو الذي يصونها و يذود عنها. و بعبارة اخرى الامامة مكملة للرسالة… و حسب اعتقاد مدرسة اهل البيت عليهم السلام فان الامامة كالنبي لابد ان يكون معصوما و لعل في الاية التي تليت على مسامعكم ما يوشر على هذا المعنى المهم و هو قوله تعالى: لا ينال عهدي الظالمين.

 

اما الان مستمعينا الكرام فلنستمع الى قوله تعالى في الاية الخامسة و العشرين بعد المئة من سورة البقرة:

 

نعم مستمعينا الافاضل من مناسك الحج في مكة المكرمة الاتيان بركعتي الصلاة الطواف عند مقام ابراهيم عليه السلام و قد اراد الله ان يثمن مساعي ابراهيم عليه السلام في بناء البيت العتيق فجعل الحجر الذي وقف عليه هذا النبي حين البناء يحمل اية من ايات الله هي بقاء اثر قدميه على الحجر الى يوم القيامة.

و لذلك دعا الله الناس الى اتخاذه مصلى يذكرهم بعظمته جل جلاله. لم يكن ابراهيم و ولده اسماعيل بنّائين للكعبة فحسب بل طهرا المسجد الحرام للعابدين من الراكعين و الساجدين.

 

مستمعينا الكرام ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.

والان لنستمع الى قوله تعالى في الاية السادسة و العشرين بعد المئة من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:

 

نعم مستمعينا الكرام بعد ان بنا ابراهيم عليه السلام الكعبة المشرفة طلب من الله تعالى ان يمن على اهل مكة المكرمة بنعمتين من لدنه

الاولى: نعمة الامن و الهدوء و الاستقرار

والثانية: نعمة الرزق و الرفاه المعيشي

و كان دعاء ابراهيم عليه السلام للمؤمنين فقط لكن ارادة الله تعالى شائت ان ينعم بالماديات المؤمنون و الكفار لكن للكفار في القيامة والاخرة عذاب مهين.

 

و في الاية السابعة و العشرين بعد المئة من سورة البقرة يقول اصدق القائلين:

 

مستمعينا الافاضل يستفاد من الادلة و القرائن التاريخية ان الكعبة بيت الله الحرام كانت مبنية منذ عهد ادم عليه السلام و ان الخليل عليه السلام قد جدد بنائها و لعل هذا المعنى يتضح اكثر فاكثر في قوله تعالى على لسان ابراهيم عليه السلام: ربنا انني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم.

و اما الدروس المستقة من هذه الايات الكريمات:

اولا: ان الله تعالى يمتحن عباده قبل ان يتبوؤا المكانة السامية التي يرتئيها لهم جلت عظمته.

ثانيا: الامامة والقيادة منصب الهي لا مقام دنيوي.

ثالثا: المساجد اماكن مقدسة ينبغي ان يشرف عليها الصالحون المتقون.

ورابعا: مكة المكرمة هي المدينة النموذجية في الاسلام و هي مركز العبادة و مثاب الامن و الاستقرار.

رزقنا الله واياكم زيارة بيته الكريم و جعلنا واياكم من اتباع الحنيفية السمحاء واتباع ابراهيم عليه السلام انه تعالى خير ناصر ومعين.

 

مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران قدمنا لحضراتكم حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة.

نشكركم على حسن متابعتكم و نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني:

[email protected]

دمتم سالمين وفي امان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة