بسم الله وله المجد والحمد فاطر السوات والارض العزيز الحكيم والصلاة والسلام على مطالع نوره المشرقة في العالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أحباءنا، اهلاً بكم ومرحباً في حلقة اخرى من هذا البرنامج نخصصها للحديث عن بقية المراقد الشريفة في طيبة المدينة المنورة بطيب سيد الرسل محمد (صلى الله عليه وآله) ومن اهم هذه المشاهد المشرفة قبر مولاتنا الصديقة الزهراء سلام الله عليها.
تصرح الاحاديث الشريفة ان منشأ القدسية الخاصة التي تحظى البقعة الواقعة بين منبر النبي (صلى الله عليه وآله) وقبره الشريف في مسجده المبارك؛ أن منشأ ذلك وجود قبر سيدة نساء العالمين الصديقة الزهراء (سلام الله عليها) في هذه البقعة المشرفة.
أجل اعزاءنا فقد روى الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه) في كتابه معاني الاخبار بسنده عن مولانا الامام الصادق (عليه السلام) انه قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على ترعة من ترع الجنة لأن قبر فاطمة (عليها السلام) بين قبره ومنبره، قبرها (عليها السلام) روضة من رياض الجنة واليه ترعة من ترع الجنة».
أما عن زيارتها (سلام الله عليها) فقد رويت احاديث تحث عليها حتى قال العلامة الحلي رضوان الله عليه في كتابه التحرير (يُستحب زيارة فاطمة (عليها السلام) بالمنقول استحباباً مؤكداً).
وقد رويت عدة احاديث شريفة في ذلك منها، ما في كتاب تهذيب الاحكام أن احد الصحابة قال:
«دخلت على فاطمة فإبتدأتني بالسلام ثم قال: ما عذابك؟
قلت: طلب البركة.
قالت: اخبرني ابي ـ وهوذا ـ من سلم عليه وعلي ثلاثة ايام أوجب الله له الجنة.
قلت لها: في حياته وحياتك؟
قالت: نعم وبعد موتنا».
وروي في كتاب مصباح الانوار أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لها: «يا فاطمة من صلى عليك غفر الله له والحقه بي حيث كنت من الجنة».
وقد قال بعض العلماء: ان من عظيم الجفاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ان يزور الزائر قبره الشريف ولا يزور من جواره او في الروضة المشرفة قبر بضعته الصديقة الزهراء (سلام الله عليها).
ويستحب الافاضل الاستغفار عند زيارة قبر مولاتنا الصديقة الزهراء (سلام الله عليها) فقد روي في كتاب الاقبال بعد ذكر نص احدى زيارتها، وكذلك في كتاب مصباح الانوار عن الامام الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قالوا: «من زار قبر الطاهرة فاطمة (عليها السلام)، ثم استغفر الله غفر الله له وأدخله الجنة».
وأشهر نصوص زيارتها (سلام الله عليها) ما روي في كتاب تهذيب الاحكام مسنداً عن مولانا الباقر (عليه السلام) أنه قال للسيد العريضي من ذريتها: إذا صرت الى قبر جدتك فاطمة (عليها السلام) فقل: يا ممتحنة، امتحنك الله الذي خلقك قبل ان يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة، وزعمنا انا لك اولياء ومصدقون وصابرون لكل ما أتانا به ابوك وأتانا به وصيه، فانا نسئلك إن كنا صدقناك الا الحقتنا بتصديقنا لهما لنبشر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك.
احباءنا ونختم هذا اللقاء بحديث رواه الشيخ الكليني في كتاب الكافي يحمل دلالات مهمة ـ لمن تدبر فيه ـ عن بركات المشاهد المشرفة، جاء في الحديث عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال:
«قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة،
فسأله الراوي قال: هي روضة اليوم؟
قال (عليه السلام): نعم أنه لو كشف الغطاء لرأيتم».