سلام من الله عليكم أيها الأطائب وطابت أوقاتكم بكل خير، أعددنا لكم في هذا اللقاء من ثمار روضة أخلاق حبيبي رسول الله ووارثيه – صلى الله عليه وآله – روايتين في الأول تعريف حسني بمعاني طائفة من كرائم الأخلاق التي يحبها الله عزوجل، وفي الثانية درس حسيني في نبذ التشدد وتحميل الآخرين فوق طاقتهم، تابعونا على بركة الله.
نقرأ مستمعينا الأفاضل، في ترجمة الإمام الحسن المجتبى – عليه السلام – من كتاب (تأريخ دمشق) لإبن عساكر الشامي وهو من مشاهير محدثي أهل السنة فقد روى بسنده عن محمد بن الحرث عن المدائني: قال: قال معاوية للحسن بن علي بن أبي طالب: ما المروءة يا أبا محمد؟ فقال: فقه الرجل في دينه وإصلاح معيشته وحسن مخالفته – يعني معاشرته الآخرين – قال: فما النجدة؟ قال: الذب عن الجار، والاقدام على الكريهة والصبر على النائبة. قال: فما الجود؟ قال: التبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال والإطعام في المحل.
ونلاحظ أيها الأكارم أن الإمام المجتبى – صلوات الله عليه – في بين بوضوح البعد الإلهي في الأخلاق الفاضلة وبه يصبح المتحلين بها أحباء الله تبارك وتعالى.
ونقرأ في كتاب (دعائم الإسلام) للقاضي النعمان المغربي الرواية التالية في جميل الإحترام الحسيني لإرادة وحرية الآخرين في إطار ما أباحه الله عزوجل، فقد نقل عن بعض أصحاب أبي جعفر بن محمد بن علي (عليهما السلام) أنه قال: دخلت – يعني على أبي جعفر (عليه السلام) – في منزله، فوجدته في بيت منجد قد نضد بوسائد وأنماط ومرافق وأفرشة، ثم دخلت عليه بعد ذلك فوجدته في بيت مفروش بحصير، فقلت: ما هذا البيت، جعلت فداك؟ قال: هذا بيتي، والذي رأيت قبله بيت المرأة – يعني زوجته عليه السلام – وسأحدثك بحديث حدثني أبي، يعني الإمام السجاد – عليه السلام -، قال: دخل قوم على الحسين بن علي (عليهما السلام) فرأوا في منزله بساطاً ونمارق وغير ذلك من الفروش، فقالوا: يا ابن رسول الله! نرى في منزلك أشياء لم تكن في منزل رسول الله – صلى الله عليه وآله - !؟ قال: إنا نتزوج النساء فنعطيهن مهورهن فيشترين بها ما شئن، ليس لنا فيه شيء.
وفقنا الله وإياكم أيها الأكارم للمزيد من حسن التخلق بأخلاق سيدي شباب أهل الجنة – صلوات الله عليهما – ولكم جزيل الشكر على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (من أخلاق السبطين) ودمتم بكل خير.