سلام من الله عليكم أيها الأطائب ورحمة الله.. أهلاً بكم في هذه الروضة العابقة بعبير أحب الأخلاق الى الله ورسوله – صلى الله عليه وآله –.
إخترنا لكم في هذا اللقاء – أعزاءنا – روايتين من سيرة سبطي الرحمة المحمدية – صلوات الله عليهما – تشتملان – رغم قصرهما – على إشارات جميلة تهدينا الى معالم النصيحة الخالصة والصادقة للمؤمنين وإنما الدين النصيحة كما جاء في حديث الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، الرواية الأولى نختارها لكم من سيرة السبط المحمدي الأكبر الحسن المجتبى – صلوات الله عليه -.
نقدم لهذه الآية بالإشارة الى أن اقتران النصيحة الحسنية فيها بالهداية الكاملة الى سبل تحقق ما يطلب من المنصوح.
ننقل لكم هذه الرواية من كتاب (موسوعة كلمات الإمام الحسن – عليه السلام -) وجاء فيها:
(قال رجل للحسن بن علي – عليهما السلام – أنا من شيعتكم فقال – عليه السلام – في جوابه: "يا عبد الله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت، وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها لا تقل لنا أنا من شيعتكم ولكن قل أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم، وأنت في خير والى خير".
أيها الإخوة والأخوات، ومن سيرة مولانا الإمام الحسين – عليه السلام – نقرأ لكم الرواية التالية من كتاب (إرشاد القلوب) وقد جاء فيها:
(قال أبو عبد الله، جعفر بن محمد الصادق – عليه السلام - : وفد إلى الحسين – عليه السلام – وفد فقالوا: يا ابن رسول الله! إن أصحابنا وفدوا الى معاوية ووفدنا نحن إليك.. فقال: إذن أجيزكم بأكثر مما يجيزهم، فقالوا: جعلنا فداك! إنما جئنا مرتادين لديننا – أي نطلب معالم الدين والعمل بها - .. فقال الصادق – عليه السلام -: فطأطأ (ع) رأسه ونكت في الأرض وأطرق طويلاً، ثم رفع رأسه فقال: من أحبنا لم يحبنا لقرابة بيننا وبينه، ولا لمعروف أسديناه إليه، إنما أحبنا لله ورسوله، فمن أحبنا جاء معنا يوم القيامة كهاتين، وقرن الحسين – عليه السلام – بين سبابتيه).
هذا هو أيها الأحبة ما أعددنا لكم اليوم في روضة (من أخلاق السبطين) وفقنا الله وإياكم للتخلق بأخلاق سيدي شباب أهل الجنة – عليهما السلام – ودمتم بأطيب الأوقات.