سلام من الله عليكم، مستمعينا الأطائب، طبتم وطابت أوقاتكم بكل ما تحبون وأهلاً بكم في هذه الروضة المباركة بعطاء الرحمة الإلهية التي تجلت في أخلاق سبطي نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله -.
أيها الأحبة، تتنوع مظاهر الكرم والعطاء في سيرة سيدي شباب أهل الجنة – عليهما السلام – لتشمل نماذج فريدة لم يسبقهما إليهما أحد غير جدهما المصطفى وأبوهما المرتضى عليهما وآلهما أفضل الصلاة والسلام.
وهذه النماذج تعبر من جهة عن أجمل مصاديق الجود وأعطاها وأعظمها إخلاصاً لله عزوجل.. نختار منها روايتين مع أبيات جميلة للحسنين – عليهما السلام – في الحث على الجود والعطاء،،، تابعونا على بركة الله.
نبدأ أحباءنا بما نقله العلامة المجلسي في كتاب البحار عن كتب المناقب المعتبرة مسنداً عن أنس بن مالك قال:
حيت جارية الحسن بن علي – عليه السلام – بطاقة ريحان فقال لها: أنت حرة لوجه الله، فقلت له في ذلك.. فقال: أدبنا الله تعالى بذلك: فقال: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها وكان أحسن منها إعتاقها).
وجاء في البحار أيضا: أن الإمام الحسن – عليه السلام – كان يقول شعراً:
إن السخاء على العباد فريضة
لله يقرأ في كتاب محكم
وعد العباد الأسخياء جنانه
وأعد للبخلاء نار جهنم
من كان لا تندى يداه بنائل
للراغبين فليس ذاك بمسلم
أيها الأحبة وقد رويت في المصادر المعتبرة رواية أخرى مشابهة عن الإمام الحسين – عليه السلام – تشير إلى تكرر هذه التحية بالتي هي أحسن منهما – صلوات الله عليهما -.
ومن كتاب المناقب للحافظ الحلبي المازندراني نقرأ لكم أيها الأحبة ما روي عن شعيب بن عبد الرحمن الخزاعي قال: (وجد على ظهر الحسين بن علي يوم الطف أثر، فسألوا زين العابدين عن ذلك فقال: هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين، وقيل إن عبد الرحمن السلمي علم ولد الحسين الحمد فلما قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار وألف حلة وحشا فاه دراً، فقيل له في ذلك قال: وأين يقع هذا من عطائه، يعني تعليمه لولده سورة الفاتحة، وأنشد الحسين:
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها
على الناس طرا قبل أن تتفلت
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت
ولا البخل يبقيها إذا ما تولت
هذه هي الثمار التي أعددناها لكم أيها الأحبة للقائنا اليوم في روضة (من أخلاق السبطين).. دمتم بأطيب الأوقات.