السلام عليكم مستمعينا الأطياب ورحمة من الله الوهاب.. أهلاً بكم في هذه الروضة الفيحاء ونحن نعطر قلوبنا بذكر أخلاق المؤمنين الصادقين، وهي الصفات التي جسدها للعالمين بسيرتهما سبطا الصادق الأمين – صلى الله عليه وآله – وبيناها بأقوالهم ومواعظهم البالغة – سلام الله عليهما -.
ومن أهم عوامل شدة تأثير كلماتهما في بيان أخلاق المؤمنين إنطلاقها من قلب جسدها بسلوكه بأكمل صورة قبل أن يهدي الناس إليها.
وقد إخترنا لكم في لقاء اليوم روايتين في الأولى يهدينا السبط المحمدي الأكبر – عليه السلام – إلى أمهات أخلاق المؤمنين، وفي الثانية تجسيد من الحسنين – صلوات الله عليهما – لركني هذه الصفات السامية، إبقوا معنا مشكورين.
نبدأ أيها الأحبة بما ورد في كتاب موسوعة كلمات الإمام الحسن – عليه السلام – الصادرة عن لجنة الحديث في معهد باقر العلوم – سلام الله عليه – حيث جاء فيها:
(قال الحسن بن علي – عليهما السلام -: إن من أخلاق المؤمنين: قوة في دين، وكرماً في لين، وحزماً في علم وعلماً في حلم، وتوسعة في نفقة، وقصداً في عبادة، وتحرجاً في طمع، وبراً في استقامة، لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يحب، ولا يدعي ما ليس له ولا يجحد حقاً هو عليه، ولا يهمز ولا يلمز ولا يبغي، متخشع في الصلاة، متوسع في الزكاة، شكور في الرخاء، صابر عند البلاء، قانع بالذي له، لا يطمح به الغيظ ولا يجمح به الشح، يخالط الناس ليعلم ويسكت ليسلم، يصبر إن بغي عليه ليكون إلهه الذي يجزيه ينتقم له),
أيها الإخوة والأخوات، ومن هذه الكلمات النورانية التي تمثل منهج عمل كامل لكل من يرغب الإقتداء بسيدي شباب أهل الجنة ننقلكم الى نموذج عملي لركني هذه الأخلاق السامية وهما تعظيم الخالق وخدمة المخلوق فقد روى ابن سعد في كتاب الطبقات بسنده عن أبي سعيد: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا زهير بن معاوية قال: (رأيت الحسن والحسين يصليان العصر ثم أتيا الحجر واستلماه، ثم طافا أسبوعاً وصليا ركعتين، فقال الناس: هذان إبنا بنت رسول الله – صلى الله عليه وآله – فحطمهما الناس – أي هجما عليهما إحتفاءً بهما – حتى لم يستطيعا أن يمضيا، ومعهما رجل من الركانات – وهو إسم منطقة – فأخذ الحسين بيد الركاني ورد الناس عن الحسن، وكان يجله وما رأيتهما مرا بالركن الذي يلي الحجر من جانب الحجر إلا استلماه).
نشكر لكم أيها الأطائب طيب الصحبة في لقاءنا اليوم في روضة (من أخلاق السبطين)، دمتم بأطيب الأوقات.