السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، طبتم وطابت أوقاتكم بكل رحمة وبركة وأنتم تدخلون معنا روضة أزكى الأخلاق الإلهية التي تخلق بها قرتا عين البتول – عليها وعليهما السلام -.
نقرأ لكم – أيها الأحبة – في لقاء اليوم روايتين جديرتين بالمزيد من التأمل والتدبر، ففيها هداية بالغة الى مصاديق معرفة الله وحسن الثقة بتدبيره تبارك وتعالى.. تابعونا على بركة الله.
أيها الإخوة والأخوات.. نبدأ من سيرة سيد أهل الحلم والكرم مولانا صاحب الكوثر المحمدي الإمام الحسن المجتبى – صلوات الله عليه – فنقرأ قول الحافظ الحلبي المازندراني في كتاب (المناقب):
(روي عن أبي حمزة الثمالي، عن زين العابدين – عليه السلام – قال: كان الحسن بن علي جالساً فأتاه آت فقال: يا بن رسول الله قد احترقت دارك.. قال: لا ما احترقت.. ثم أتاه آت فقال: يا بن رسول الله: قد وقعت النار في دار إلى جنب دارك حتى ما شككنا إنها ستحرق دارك ثم إن الله صرفها عنها.
أيها الأكارم، أما الرواية الثانية فنختارها من سيرة مصباح الهدى وشفيع الأمة المحمدية مولانا سيد الشهداء الحسين – صلوات الله عليه – فقد روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي بسنده عن العبد الصالح زاره بن أعين رحمه الله قال:
قلت لأبي جعفر الباقر – عليه السلام -: هل أدركت الحسين – عليه السلام -؟ قال: نعم، أذكر وأنا معه في المسجد الحرام، وقد دخل فيه السيل، والناس يتخوفون على المقام [يعني مقام إبراهيم الخليل عليه السلام] يخرج الخارج يقول: قد ذهب به السيل، ويخرج منه الخارج فيقول: هو مكانه، قال: فقال جدي الحسين – عليه السلام – لي: يا فلان! ما صنع هؤلاء؟ قلت: أصلحك الله يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام، فقال – عليه السلام -: ناد في الناس: إن الله قد جعله علماً، لم يكن ليذهب به، فاستقروا.. فاستقر الناس وذهب الخوف).
نشكر لكم أيها الإخوة والأخوات جميل المتابعة لجولتنا القصيرة هذه في روضة (من أخلاق السبطين) ودمتم بكل خير.