سلام من الله عليكم أيها الأطائب، طابت أوقاتكم بكل ما يحبه الله لكم ويرضاه.. أهلاً بكم في لقاء اليوم مع الأخلاق الفاضلة وروايتين نقرأ في الأولى حسن العمل بالوصية القرآنية التي تنهى عن إستكثار الإنسان لما يقدمه من الخير للآخرين وجميل تقديمه بما يحفظ كرامتهم، أما في الثانية فثمة درس بليغ في أدب التعامل مع الإمام الحق، كونوا معنا.
روى المؤرخ الجليل علي بن عيسى الأربلي في كتاب (كشف الغمة في معرفة الأئمة) إن رجلاً جاء إلى الحسن المجتبى (عليه السلام) وسأله حاجة فقال له: يا هذا حق سؤالك يعظم لدي، ومعرفتي بما يجب لك يكبر لدي، ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله، والكثير في ذات الله عزوجل قليل، وما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور ورفعت عني مؤنة الإحتفال والإهتمام بما أتكلفه من واجبك فعلت.
فقال: يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقبل القليل، وأشكر العطية وأعذر على المنع، فدعا الحسن (عليه السلام) بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها [فـ] قال: هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم.. فأحضر خمسين ألفاً .. قال: فما فعلت بالخمسمائة دينار؟
قال: [هي] عندي.. قال: أحضرها، فأحضرها فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال: هات من يحملها لك فأتاه حمالين، فدفع الحسن (عليه السلام) إليه رداءه لكرى الحمالين، فقال مواليه: والله ما عندنا درهم فقال (عليه السلام): لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم.
ومن السيرة الحسينية الغراء ننقل لكم أيها الأطائب هذه القبسة في أدب توقير الإمام والأخ الأكبر، فقد روى الحافظ الحلبي في كتاب المناقب عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: ما تكلم الحسين بين يدي الحسن إعظاماً له ولا تكلم محمد بن الحنفية بين يدي الحسين (عليه السلام) إعظاماً له.. وقال الطبرسي: وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما مشى الحسين (عليه السلام) بين يدي الحسن (عليه السلام) قط، ولا بدره بمنطق إذا إجتمعا تعظيماً له.
رزقنا الله وإياكم أيها الأكارم حسن الإقتداء والتأسي بأخلاق أحب الخلق إلى الله تبارك وتعالى، اللهم آمين.. شكراً لكم على جميل الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (من أخلاق السبطين).. دمتم بألف وألف خير.