البث المباشر

السبطان والتسمية الإلهية

السبت 28 ديسمبر 2019 - 11:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من اخلاق السبطين: الحلقة 26

السلام عليكم أيها الأكارم، تحية ملؤها من الله الرحمة والبركات نهديها لكم في مطلع لقائنا اليوم في روضة مكارم الأخلاق المحمدية التي عرفنا بها سبطا نبي الرحمة صلى الله عليه وآله.
ننقل لكم روايتين نتعلم من الأولى أدب الصحبة الإيمانية وفي الثانية أدب التعامل مع الجاهلين، تابعونا على بركة الله.
نختار الرواية الأولى، مستمعينا الأفاضل، من كتاب (ميزان الحكمة) وقد جاء فيها أن أحد المتملقين وأهل النميمة عرض على الإمام المجتبى أن يصحبه فقال – عليه السلام – له: "إياك أن تمدحني فأنا أعلم بنفسي منك، أو تكذبني فإنه لا رأي لمكذوب، أو تغتاب عندي أحداً".
فقال له الرجل: إئذن لي في الإنصراف، فقال – عليه السلام - : نعم إذا شئت.
ومن صور الحلم والعفو في التعامل مع الجاهلين نقرأ أيها الأعزاء، الرواية التالية نقلها الشيخ عباس القمي – رضوان الله عليه – كما في موسوعة كلمات الإمام الحسين – عليه السلام – قال: رأيت في بعض الكتب الأخلاقية ما هذا لفظه: قال عصار بن المصطلق: دخلت المدينة فرأيت الحسين بن علي (عليهما السلام)، فأعجبني سمته ورواؤه وأثار من الحسد ما كان يخفيه صدري لأبيه من البغض، فقلت له: أنت إبن أبي تراب؟ فقال (عليه السلام): نعم.. فبالغت في شتمه وشتم أبيه، فنظر إلي نظرة عاطف رؤوف، ثم قال: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم*بسم الله الرحمن الرحيم*خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ{۱۹۹} وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{۲۰۰} إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ{۲۰۱} وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ{۲۰۲}".
ثم قال (عليه السلام) لي: خفض عليك، أستغفر الله لي ولك، إنك لو استعنتنا لأعناك، ولو استرفدتنا لرفدناك، ولو استرشدتنا لأرشدناك.. قال عصام: فتوسم مني الندم على ما فرط مني.. فقال (عليه السلام): "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين" أمن أهل الشام أنت؟ قلت: نعم.. فقال (عليه السلام): شنشنة أعرفها من أخزم، حيانا الله وإياك، إنبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك تجدني عند أفضل ظنك إن شاء الله تعالى.
قال عصام: فضاقت علي الأرض بما رحبت ووددت لو ساخت بي، ثم سللت منه لواذاً، وما على الأرض أحب منه ومن أبيه.
نشكر لكم – أيها الأطائب – طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (من أخلاق السبطين) دمتم بألف خير وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة