سلام من الله عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وبركاته..
تحية مباركة طيبة أهديها لكم في مطلع هذا اللقاء المتجدد مع أخلاق مناري الأخلاق النبوية عليهما السلام.
في هذا اللقاء نقرأ روايتين ترغبنا في المزيد من التحلي بخلقي عفة اللسان وحسن النصيحة.
أيها الأخوات والأخوة.. روى العلامة الحلي في كتاب العدد القوية عن عمير بن إسحاق قال: ما تكلم أحد أحب إلى أن لا يسكت من الحسن بن علي (عليهما السلام) وما سمعت منه كلمة فحش قط وإنه كان بين الحسن بن علي وعمرو بن عثمان خصومة في أرض فعرض الحسين أمراً لم يرضه عمرو، فقال الحسن (عليه السلام): ليس له عندنا إلا ما أرغم أنفه، فإن هذه أشد وأفحش كلمة سمعتها منه قط.
مستمعينا الأفاضل، ومن هذا السمو الحسني في عفة اللسان، ننقلكم إلى التأمل في الرواية التالية التي روتها عدة من المصادر المعتبرة بشأن حسن النصيحة في الأخلاق الحسينية، فنقرأ في موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه السلام:
كان الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب خطب إلى عمه الحسين.. فقال له الحسين (عليهم السلام): يا ابن أخي، قد كنت أنتظر هذا منك، إنطلق معي! فخرج به حتى أدخله منزله، فخيره في إبنتيه فاطمة وسكينة، فاختار فاطمة فزوجه إياها وقال عبد الله بن موسى في خبره: إن الحسين (عليه السلام) خيره، فاستحيا، فقال له: قد اخترت لك فاطمة، فهي أكثرهما شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله).
تلاحظون أيها الأطائب طيب كلام الإمام الحسين – عليه السلام – لإبن أخيه الحسن المثنى – سلام الله عليه – الذي يخفف به مشاعر الحياء وهو في هذا الموقف؛ وهذا من أسمى مصاديق الكلمة الطيبة التي إعتبرها النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – صدقة كما ورد في الحديث النبوي المشهور.
وبهذه الملاحظة ننهي، أيها الأكارم، جولتنا القصيرة هذه في روضة (من أخلاق السبطين)، شكراً لكم.