سلام من الله الرحمان الرحيم عليكم إخوتنا المستمعين وأنتم تدخلون معنا روضة أخلاق سبطي نبي الرحمة وقد إخترنا لكم روايتين في خلقهما الكريم – صلوات الله عليهما – في تعظيم الخالق وخدمة الخلق وهما جناحا السير والسلوك الأصيل في مدرسة الثقلين، كونوا معنا.
قال الحافظ الثقة والعلامة الورع الشيخ الحلبي المازندراني في الجزء الثالث من كتابه (مناقب آل أبي طالب): جاء في كتاب (روضة الواعظين) أن الحسن بن علي (ع) كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفر لونه، فقيل له في ذلك فقال: حق على كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه وترتعد مفاصله.. وكان (ع) إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه يقول: إلهي ضيفك ببابك يا محسن قد أتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم.. وروي أيضاً أن الحسن (ع) كان إذا فرغ من صلاة الفجر لم يتكلم حين تطلع الشمس وإن زحزح، أي وإن أريد تنحيه من ذلك باستنطاق ما يهم... عن الصادق (ع) قال: إن الحسن علي (ع) حج خمسة وعشرين حجة ماشياً وقاسم الله تعالى ماله مرتين.. وفي خبر: قاسم ربه ثلاث مرات وحج عشرين حجة على قدميه.
أيها الإخوة والأخوات ومن موسوعة كلمات الإمام الحسين – عليه السلام – ننقل لكم الرواية التالية المعتبرة عن الخلق المحمدي الكريم في دفع الأذى عن العباد، إذ روي عن الصادق عن أبيه الباقر عن جده زين العابدين (عليهم السلام) قال: جاء أهل الكوفة إلى علي (عليه السلام) فشكوا إليه إمساك المطر، وقالوا له: استسق لنا.. فقال الحسين (عليه السلام): قم واستسق، فقام وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وقال: "اللهم معطي الخيرات ومنزل البركات أرسل السماء علينا مدرارا واسقنا غيثا مغزارا، تنفس به عن الضعيف من عبادك وتحيي به الميت من بلادك، آمين رب العالمين" .. فما فرغ (عليه السلام) من دعائه حتى غاث الله تعالى غيثاً بغثة وأقبل أعرابي من بعض نواحي الكوفة فقال: تركت الأودية والآكام يموج بعضها في بعض.
نشكر لكم أيها الأطائب طيب المتابعة في هذه الدقائق التي أنرنا قلوبنا فيها بذكر الأخلاق الطيبة ونحن نتجول في روضة (من أخلاق السبطين).. دمتم بكل خير.