البث المباشر

السبطان في آيات المسائلة الإلهية

السبت 28 ديسمبر 2019 - 09:44 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من اخلاق السبطين: الحلقة 18

سلام من الله عليكم أيها الأكارم..
الشجاعة هي ولا شك من فضائل الأخلاق، ولها صور متنوعة، منها الجرأة في قول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر ورد أباطيله، صورة سامية لهذه الجرأة المبدأية نتلمسها في الرواية الأولى التي إخترناها للقاء اليوم في هذه الروضة الأخلاقية المباركة.
أما الرواية الثانية، ففيها درس بليغ في تواصل العطاء والفيض لعباد الله بجميع أشكال العطاء... تابعونا على بركة الله.
أيها الأطائب، روى المؤرخون في مصادر عدة مثل كتاب الإحتجاج وغيره أن معاوية، وبعد أن تسلط على حكم المسلمين، قال للحسن بن علي (عليهما السلام): أنا خير منك يا حسن، قال – عليه السلام - : وكيف ذلك يا بن هند، قال: لأن الناس قد أجمعوا علي ولم يجمعوا عليك.. قال: هيهات، هيهات، لشر ما علوت يا بن آكلة الأكباد، المجتمعون عليك رجلان، بين مطيع ومكره، فالطائع لك عاص لله، والمكره معذور بكتاب الله، وحاش لله أن أقول: أنا خير منك، فلا خير فيك، ولكن الله برأني من الرذائل كما برأك من الفضائل.
ومن هذه الشجاعة الحسنية الغراء، ننقل بكم إلى صورتين من صور العطاء الحسيني الجميل، فنقرأ في كتاب (المناقب) للحافظ الحلبي المازندراني ما وري من شعيب بن عبد الرحمن الخزاعي قال: وجد على ظهر الحسين بن علي يوم الطف أثر، فسألوا ولده الإمام زين العابدين – عليه السلام – عن ذلك فقال: هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين.
ونقل أن عبد الرحمن السلمي علم ولد الحسين الحمد فلما قرأها على أبيه، أعطى – عليه السلام – عبد الرحمن ألف دينار وألف حلة وحشا فاه دراً، فقيل له في ذلك قال: وأين يقع هذا من عطائه، يعني تعليمه لولده سورة الحمد ثم أنشد عليه السلام:

إذا جادت الدنيا عليك فجدبها

على الناس طراً قبل أن تتفلت

فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت

ولا البخل يبقيها إذا ما تولت


وفي هذا العطاء الحسيني الكريم إشارة لطيفة تنبهنا إلى قيمة العلوم القرآنية وضرورة الإقبال عليها لعظيم بركاتها في الدنيا والآخرة، وفقنا الله وإياكم لذلك ببركة موالاة محمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين -.
وبهذا ننهي لقاءنا بكم اليوم في روضة (من أخلاق السبطين)، شكراً لكم وطابت أوقاتكم بكل ما تحبون.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة