السلام عليكم أيها الأطائب وطابت أوقاتكم بكل ما تحبون..
من المعلوم أن أحد العوامل الأساسية التي أدت إلى إنتشار الإسلام وإقبال القلوب عليه هو خلق النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – فحسن الخلق يجذب القلوب بفطرتها، وهذا ما تجلى في سيرة أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – فكثير من الناس إهتدوا إلى معرفة الدين الحق ببركة الأخلاق المحمدية التي تجلت في العترة الطاهرة.
ومن شواهد ذلك، الرواية الأولى التي إخترناها لكم في لقاء اليوم، أما الرواية الثانية ففيها إشارة جميلة إلى جمال مواساة سبطي نبي الرحمة لأضعف الناس، تابعونا على بركة الله.
في مقدمته العقائدية لرسالته الفقهية (منهاج الصالحين) نقل آية الله المرجع الورع الشيخ الوحيد الخراساني رواية بشأن الشجاعة الحسنية ثم قال: وقد شيبت هذه الشجاعة في نفسه القدسية بالحلم، ذلك الحلم الذي روى فيه المبرد وابن عائشة أن شامياً رآه راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يرد، فلما فرغ أقلب الحسن (عليه السلام) فسلم عليه وضحك فقال: أيها الشيخ أظنك غريباً ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك ولو استرشدتنا أرشدناك ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك وإن كنت عرياناً كسوناك وإن كنت محتاجاً أغنيناك وإن كنت طريداً آويناك وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفاً إلى وقت ارتحالك كام أعود عليك، لأن لنا موضعا وجاها عريضاً ومالا كثيرا.. فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، ألله أعلم حيث يجعل رسالته، لقد كنت وأبوك أبغض خلق الله إلي، والآن أنت أحب خلق الله إلي، وحول رحله إليه، وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم عليهم السلام.
أيها الإخوة والأخوات، والرواية الثانية نقلها عن عدة من المصادر التأريخية المعتبرة العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار وجاء فيها: أن رجلاً من خثعم رأى الحسن والحسين (عليهما السلام) يأكلان خبزاً وبقلاً وخلاً.. فقال لهما: أتأكلان من هذا وفي الرحبة ما فيها – يعني ما فيه من أموال بيت المال – أي في وسعكما بصفتكما أبناء الحاكم أن تأكلا أكلاً ألذ مثل أبناء الحاكم الآخرين.. فقالا: "ما أغفلك عن أمير المؤمنين (عليه السلام)" أي كيف تغفل عن سيرة الإمام علي – عليه السلام – في مواساة أضعف الرعية.
نسأل الله لنا ولكم أيها الأطائب المزيد من التخلق بأخلاق سيدي شباب أهل الجنة – صلوات الله عليهما – فهي من تجليات أخلاق صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وآله.
شكراً لكم على طيب المتابعة لنا في روضة (من أخلاق السبطين) وطابت أوقاتكم بكل خير.