البث المباشر

السبطان في آية "أهل الذكر"

السبت 28 ديسمبر 2019 - 09:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من اخلاق السبطين: الحلقة 15

السلام عليكم أيها الأطائب، طبتم وطابت أوقاتكم بكل ما تحبون، جميل الرضا بالإختيار الإلهي؛ وحسن الشفاعة والسعي في قضاء حوائج السائلين، هما خلقا اللذان نستنير بهما من أخلاق سيدي شباب أهل الجنان، في هذا اللقاء، فكونوا معنا على بركة الله.
نتدبر معاً أولاً – أيها الأعزاء – بالرواية التي أخرجها الحافظ إبن عساكر الدمشقي في كتاب تأريخ دمشق بسنده عن محمد بن يزيد المبرد، قال: قيل للحسن بن علي إن أباذر يقول: الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة.. فقال: رحم الله أباذر.. أما أنا فأقول: من إتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له، وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء.
وهذا الخلق النبيل هو الذي تجلى في السيرة الحسنية بجميع فصولها ومراحلها، فقام راضياً بما إختاره الله تبارك وتعالى حتى لو كان مصالحة طاغية كمعاوية لكي يبين حقيقته للمسلمين.
أيها الأكارم، ومن كتاب مناقب آل أبي طالب للحافظ التقي رشيد الدين الحلبي المازندراني، ننقل لكم هذه الرواية في الشفاعة الحسينية الجميلة لقضاء حاجة السائل ولو بالطلب من الطاغية، جاء في هذه الرواية: دخل الحسين (ع) على معاوية وعنده أعرابي يسأله حاجة فأمسك وتشاغل بالحسين، فقال الأعرابي لبعض من حضر: من هذا الذي دخل؟ قالوا: الحسين بن علي، فقال الأعرابي للحسين: يا ابن بنت رسول الله لما كلمته حاجتي، فكلمه الحسين في ذلك فقضى حاجته فقال الأعرابي:

أتيت العبشمي فلم يجد لي

إلى أن هزه إبن الرسول

هو إبن المصطفى كرما وجودا

ومن بطن المطهرة البتول

وإن لهاشم فضلاً عليكم

كما فضل الربيع على المحول


فقال معاوية: يا أعرابي أعطيك وتمدحه؟ فقال الأعرابي: يا معاوية أعطيتني من حقه وقضيت حاجتي بقوله.
نشكر لكم أيها الأكارم كرم المتابعة الجميلة لهذه الجولة القصيرة في روضة الأخلاق الطيبة وبرنامج (من أخلاق السبطين) لكم مني خالص الدعوات وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة