سلام عليكم أيها الأعزة ورحمة الله وأهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نستلهم فيه من سيرة سبطي صاحب الخلق العظيم – صلى الله عليه وآله – درساً جديداً من الأخلاق الفاضلة التي يحبها الله ورسوله، فمن أخلاقهما – عليهما السلام – جميل التعبد لله جل جلاله بقضاء حوائج خلقه وتقديم ذلك حتى على العبادات المستحبة، تابعونا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل روي في كتب الفريقين مسنداً عن مولانا الإمام زين العابدين – عليه السلام – قال: خرج عمي الحسن – عليه السلام – يطوف بالكعبة فقام إليه الرجل فقال: يا أبا محمد إذهب معي في حاجتي إلى فلان. فترك الطواف وذهب معه، فلما ذهب خرج إليه رجل حاسد للرجل الذي ذهب معه، فقال: يا أبا محمد تركت الطواف وذهبت مع فلان إلى حاجته؟ قال: فقال له الحسن: وكيف لا أذهب معه؟ ورسول الله صلى الله عليه وآله قال: من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته كتبت له حجة وعمرة وإن لم تقض له كتبت له عمرة. فقد اكتسبت حجة وعمرة ورجعت إلى طوافي.
وروي أيضاً أنه جاءه رجل وهو معتكف في المسجد فذكر له حاجته فخرج معه حتى قضيت حاجته وقال: لقضاء حاجة أخ في الله أحب إلي من إعتكاف شهر.
وفي سيرة الإمام الحسين – عليه السلام – نجد أنه قد خفف صلاته لقضاء حاجة سائل، فقد روى ابن عساكر في تأريخ دمشق عن الذيال قال: خرج سائل يتخطى أزقة المدينة حتى أتى باب الحسين بن علي فقرع الباب وأنشأ يقول: لم يخب اليوم من رجاك ومن حرك من خلف بابك الحلقة.
قال الراوي: وكان الحسين بن علي واقفاً يصلي فخفف من صلاته وخرج إلى الأعرابي فرأى عليه أثر ضر وفاقة، فرجع ونادى بقنبر وقال: تبقى معك من نفقتنا؟ قال: مأتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك.
قال: فهاتها. فقد أتى من هو أحق بها منهم فأخذها [من قنبر] وخرج فرفعها إلى الأعرابي وأنشأ يقول: خذها فإني إليك معتذر واعلم بأني عليك ذو شفقة.
شكراً لكم أيها الأعزاء على طيب المتابعة وإلى لقاء آخر دمتم بكل خير.