السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته، أهلا بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج نتعلم فيه من سيرة سيدي شباب الجنة(عليهما السلام) درساً في شمول كرمهما للإغناء المعنوي والروحي معاً، تابعونا على بركة الله.
روى الشيخ الكليني في كتاب الكافي بسنده عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: جاء رجل إلى الحسن والحسين(عليهما السلام) وهما جالسان على الصفا، فسألهما أي طلب منهما صدقة، فقالا: إن الصدقة لاتحل إلا في دين موجع أو غرم مفظع(أي خسارة باهضة) أو فقر مدقع؛ ففيك شيء من هذا؟ قال: نعم. فأعطياه المال.
قال الإمام الصادق (عليه السلام) وقد كان الرجل سأل عبد الله بن عمر وعبد الرحمان بن أبي بكر فأعطياه ولم يسألاه عن شيء، فرجع إليهما فقال لهما: ما لكما لم تسألاني عما سألني عنه الحسن والحسين، وأخبرهما بما قالا، فقالا: إنهما غذيا بالعلم غذاءً.
وروى الشيخ الصدوق في كتاب الخصال عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: إن رجلاً مر بعثمان بن عفان وهو قاعد على باب المسجد، فسأله، فأمر له بخمسة دراهم، فقال له الرجل: أرشدني، يعني دلني على من يعطيني ما يكفيني.
فقال له عثمان: دونك الفتية الذين ترى، وأومأ الى ناحية من المسجد فيها الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر الطيار.
فمضى الرجل نحوهم حتى سلم عليهم وسألهم، فقال له الحسن (عليه السلام): يا هذا إن المسألة لا تحل إلا في إحدى ثلاث: دم مفجع، أي دية القتل خطأً، أو دين مقرح أو فقر مدقع، ففي أيها تسأل؟
فقال الرجل: في وجه من هذه الثلاث، فأمر له الحسن بخمسين ديناراً وأمر له الحسين بتسعة وأربعين ديناراً وأمر له عبد الله بن جعفر بثمانية وأربعين ديناراً.
فانصرف الرجل فمر بعثمان؛ فقال له: ما صنعت؟ فقال: مررت بك فسألتك فأمرت لي بما أمرت ولم تسألني فيما أسأل، وإن صاحب الوفرة، أي اللحية الكثة، يعين الإمام الحسن (عليه السلام) لما سألته قال لي: يا هذا فيما تسأل؟ فإن المسألة لا تحل إلا في إحدى ثلاث فأخبرته بالوجه الذي أسأله من الثلاثة، فأعطاني خمسين ديناراً وأعطاني الثاني تسعة وأربعين ديناراً وأعطاني الثالث ثمانية وأربعين ديناراً، فقال عثمان: ومن لك بمثل هؤلاء الفتية اولئك فطموا العلم وحازوا الخير والحكمة.
مستمعينا الأفاضل، وكما تلاحظون فإن من خلق سيدي شباب أهل الجنة أنهما يعطيان السائل ما يغنيه ويرفعان فاقته مادياً، كما أنهما يغنيانه معنوياً بتعليمه الموارد التي يحل فيها السؤال، رزقنا الله وإياكم التحلي بأخلاقهما المحمدية إنه سميع مجيب.
شكراً لكم لجميل متابعتكم للقاء اليوم من برنامج (من أخلاق السبطين) دمتم بكل خير.