بسم الله وله الحمد أن جعلنا من أمة سيد رسله المصطفى الأمين صلوات الله عليه وآله أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين، إن أهل الولاء والموده للعترة المحمدية الطاهرة هم أهل الوفاء لسيد العترة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله فهم الذين حفظوه في أهل بيته الطيبين الذي جعلهم الله سفن النجاة ونجوم الهداية للبشرية جمعاء والمتمسكون بولايتهم هم أعرف الخلق بمقامات ومنزلة جدهم خاتم الأنبياء صلى اله عليه وآله لأنهم عرفوه بما عرفه لهم به الله عزوجل في قرآنه الكريم وبما عرفه لهم أهل بيته سادة الصادقين عليهم السلام. وقد إنعكست هذه المعرفة الأصيلة في أدب شيعتهم وشعرهم في مدح الهادي المختار صلى الله عليه وآله كما يتجلى ذلك في الأبيات التي إخترناها لهذا اللقاء من القصيدة الخالدة التي أنشأها ربيب مدرسة الثقلين الشيخ كاظم البغدادي التميمي من أعلام القرن الهجري الثالث عشر، والتي عرفت بالقصيدة الأزرية نسبة إليه رضوان الله عليه.
تتلمذ رحمة الله عليه على يد السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ويروي عنه وعن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، وله مولفات كثيرة في الفقه والادب والتاريخ والعبادة:
۱_ كتاب سماه (التحقيق في الفقه) وجد منه (كتاب الطهارة) بخطه في اربعة مجلدات وشوهد منه مجلدا كبيرا في كرمنشاه.
۲_ كتاب في اصول الفقه في مجلدين اسمه التحقيق ايضا.
۳_ رياض الجنان في اعمال شهر رمضان.
وقال الشيخ الأزري بعد مقدمة القصيدة:
كل يوم للحادثات عواد
ليس يقوى رضوى على ملتقاها
كيف يرجى الخلاص منهن إلا
بذمام من سيد الرسل طه
معقل الخائفين من كل خوف
أوفر العرب ذمة أوفاها
مصدر العلم ليس إلا لديه
خبر الكائنات من مبتداها
ملك يحتوي ممالك فضل
غير محدودة جهات علاها
ما تناهت عوالم العلم إلا
وإلى ذات أحمد منتهاها
أي خلق الله أعظم منه
وهو الغاية التي استقصاها
قلب الخافقين ظهرا لبطن
فرأى ذات أحمد فأجتباها
من ترى مثله إذا شاء يوما
محو مكتوبة القضاء محاها
ويتابع الشيخ الأزري مديحته للحبيب المصطفى مشيراً الى مقاماته العرفانية وتواصل وجوده في عترته الطاهره صل الله عليه وآله قال:
لست انسى له منازل قدس
قد بناها التقى فأعلا بناها
ورجالا أعزة في بيوت
أذن الله أن يعز حماها
سادة لا تريد إلا رضا الله
كما لا يريد إلا رضاها
خصها من كماله بالمعاني
وبأعلى أسمائه سماها
لم يكونوا للعرش إلا كنوزا
خافيات سبحان من أبداها
كم لهم ألسن عن الله تنبي
هي أقلام حكمة قد براها
وهم الأعين الصحيحات تهدي
كل نفسٍ مكفوفة عيناها
علماء أئمة حكماء
يهتدي النجم باتباع هداها
قادة علمهم ورأي حجاهم
مسمعا كل حكمة منظراها
ما أبالي ولو أهيلت على الأرض
السماوات بعد نيل ولاها
من يباريهم وفي الشمس معنى
مجهد متعب لمن باراها
ورثوا من محمد سبق أولاها
وحازوا ما لم تحز أخراها
آية الله حكمة الله سيف الله
والرحمة التي أهداها
أريحي له العلى شاهدات
ان من نعل أخمصيه علاها
نير الشكل دائر في سماء
بالأعاجيب تستدير رحاها
فاض للخلق منه علم وحلم
أخذت عنهما العقول نهاها
واستعارت منه الرسالة شمسا
لم يزل مشرقا بها فلكاها
حي ذاك المليح أي ثمار
من حبيبه الإله اجتناها
كيف عنه الغنى بجود سواه
وهو من صورة السماح يداها
أين من مكرماته معصرات
دون أدنى نواله أنداها
نطقت يوم حمله معجزات
قصر الوهم عن بلوغ مداها
بشرت أمه به الرسل طرا
طربا بأسمه فيا بشراها
تلتقي كل دورة برسول
أي فخر للرسل في ملتقاها
كيف لم يفخروا بدورة مولى
فخر الذكر بأسمه وتباهى
لم يكن أكرم النبيين حتى
علم الله انه أزكاها
فلتقواه تنثني الرسل حسرى
حيث لاتستطيع نيل ذراها
نوهت بأسمه السماوات والأرض
كما نوهت بصبح ذكاها
وبدا في صفايح الصحف منه
بدر إقبالها وشمس ضحاها
وصفوا ذاته بما كان فيها
من صفات كمن رأى مرءاها
طربت لأسمه الثرى فاستطالت
فوق علوية السما سفلاها
ثم أثنت عليه إنس وجن
وعلى مثله بحق ثناها
لم يزالوا في مركز الجهل حتى
بعث الله للورى أزكاها
فأتى كامل الطبيعة شمسا
تستمد الشموس منه سناها
وإلى فارس سرى منه سر
فاستحالت نيرانها أمواها
وأقامت في سفح ايوان كسرى
ثلمة ليس يلقى طرفاها
وتهاوت زهر النجوم رجوما
فانزوى مارد الضلال وتاها
رميت منهم القلوب برعب
دك تلك الجبال من مرساها
قرأنا لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، بعض أبيات القصيدة الشهيرة بأسم الأزرية التي أنشأها في مدح النبي المصطفى والوصي المرتضى العالم الأديب الشيخ كاظم البغدادي التميمي رضوان الله عليه. شكراً لكم على جميل الأصغاء لهذه الحلقة من برنامج (مدائح الأنوار)، دمتم بكل خير وفي أمان الله.