بسم الله والحمد لله الذي رزقنا مودة وموالاة أنوار صراطه المستقيم وأعلام نهجه القويم محمد المصطفى سراجه المنير وأهل بيته الممدوحين بآية التطهير، صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة مباركة عطرة نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، وقد أعددنا لكم فيه قصيدتين من مدائح الأنوار الإلهية، الأولى في مدح سيدة أمهات المؤمنين منار الإنفاق في سبيل الله التي قام الإسلام في الأركان الأربعة لقيامه بإنفاقها الخالص إبتغاء مرضاة الله؛ مولاتنا خديجة الكبرى زوج رسول الله وصفيته – صلى الله عليه وآله -.
أما الثانية فهي مدح العقيلة الحوراء زينب الكبرى التي وردت الرواية بأنها شبيهة جدتها خديجة الكبرى، وهي – سلام الله عليها – التي حفظ الإسلام بمواقفها الغراء في إيصال رسالة قيام أخيها سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه.
القصيدة الأولى من إنشاء الأديب المصري المعاصر (عبد المعطي الدالاتي) أما الثانية فهي من إنشاء الشاعر العالم آية الله السيد محمد جمال الهاشمي – رضوان الله عليه – تابعونا على بركة الله..
أيها الإخوة والأخوات؛ قدم الدكتور عبد المعطي الدالاتي لقصيدته بنقل حديث صحت روايته في كتب الجمهور عن منزلة سيدة أمهات المؤمنين – عليها السلام – فقال:
((أتى جبريلُ النبيَّ عليه الصلاة والسلام فقال : يارسولَ الله ، هذه خديجةُ قد أتت .. فإذا هي أتتكَ فاقرأ عليها السلامَ من ربها ومني، وبشّرْها ببيت في الجنة من قصب ، لاصخَبَ فيه ولا نصَب )) . . ثم قال بعد نقله هذا الحديث الشريف عن قصة إنشاء مديحته لسيدة أمهات المؤمنين عليها السلام:
((أمّلتُ النفس بكتابة قصيدة عن الطاهرة خديجة التي قامت بأعظم تحفيز لأعظم إنسان يحمل أعظم رسالة في التاريخ..
وأبطأ بي قلمي،وطال انتظاري، حتى كانت ليلة وتر من الليالي المباركات العشر ، وأرجو أن تكون ليلة القدر،وعند السحَر الأعلى فتح الله عليّ بهذه الأبيات)) وهي:
ذكراكِ يا أماهُ عطرُ الياسمينْ
قد فاح طهراً في مدارات السنينْ
ذكراكِ ذكرى الحقِّ يبدأ خَطوَهُ
في الأرض يمضي بالرسالة لايلينْ
أنتِ التي صدّقتِ أحمدَ بالهدى
فغدوتِ بالإيمان أولى المسلمينْ
أنتِ التي دثـَّرْتهِ .. زمـَّلْتهِ
أنتِ التي آزرتِ خيرَ المرسلينْ
أنتِ التي قد كنتِ أولى من تلتْ
"اِقرأ "وأنتِ كنتِ أولى الساجدينْ
أمـّاهُ ! بيتكِ كان أولَ منزلٍ
متلألئٍ بتلاوة الوحي المبينْ
أمـاهُ ! بيتكِ ضمّ أولَ سجدةٍ
نبويةٍ لله ربِّ العالمينْ
بشراكِ يا أماهُ بيتٌ في السما
من قصبٍ .. بشراكِ أمَّ المؤمنينْ
بشراكِ إذ أقراكِ جبريلُ الأمينُ
سلامَهُ وسلامَ ربِّ العالمينْ !
كم كان قلبُ المصطفى رمزَ الوفا
في الحبِّ إذ يحدوهُ للماضي الحنينْ
فيقولها:"كانتْ وكانتْ ،كان لي
منها البناتُ وكان أنوارُ البنينْ"
ذكراكِ حبٌّ في فؤادِ المصطفى
ذكراكِ عطرٌ في شفاهِ الذاكرينْ
ذكراكِ أحمدُ والرسالةُ والهدى
ذكراكِ إيمانٌ وإسلامٌ ودينْ
كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصيدة الدكتور عبدالمعطي الدالاتي في مدح سيدة أمهات المؤمنين مولاتنا خديجة الكبرى صلوات الله عليها، ومنها ننقلكم الى الأبيات التالية في مدح شبيهتها وحفيدتها سيدتنا بطلة كربلاء العقيلة الحوراء زينب الكبرى سلام الله عليها حيث قال في مدحها الأديب الولائي العالم السيد محمد جمال الهاشمي – رضوان الله عليه – وهو يشير الى مشهدها المقدس:
باب البطولات فالثمه، وقف وزر
واستوح روح العلى من جوه العطر
هنا القداسة في أسمى مراتبها
مصونة عن يد الأحداث والغير
هنا الجهاد الذي من ذكره ارتعدت
فرائص الدهر في الأجيال والعصر
هنا الجلال، جلال الله تخشع
من جماله الفذ حتى أعين القدر
هنا لزينب أفق فيه قد ألقت
آلاؤه كائتلاق الأنجم الزهر
بنت الولاية، بل بنت النبوة من
سمت بأمجادها عن عالم البشر
أخت الحسين.. التي سارت متابعة
خطاه في كل درب للعلا خطر
ففي المواقف قد لاحت مكانتها
بهالة.. أين عنها هالة القمر؟!
مضى الحسين شهيد البغي وهي مضت
سبية كسبايا الروم والخزر!
قد قاسمته وسام الخلد، فهو له
شطر، وشطر لها في كل مفتخر
لولا مواقفها في الطف ما خفقت
للدين فيه بنود الفتح والظفر
وختاماً نشكركم أيها الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في امان الله.