بسم الله والحمد لله الذي جعلنا من أمة سيد النبيين رسوله المبعوث رحمة للعالمين حبيبنا المصطفى طاها الأمين – صلوات الله وتحياته وبركاته عليه وآله الطيبين الطاهرين -.
السلام عليكم أيها الأفاضل ورحمة الله وبركاته، معكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج، فأهلاً بكم ومرحباً.
أيها الأكارم، من الأحاديث الشريفة التي تواترت روايتها عن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – بين مختلف المذاهب الإسلامية هو الحديث النبوي الذي يصف فيه الصادق الأمين أهل بيته المعصومين بأن مثلهم – عليهم السلام – في هذه الأمة كمثل سفينة نوح – عليه السلام – فؤلاؤهم هو السفينة التي ركبها نجا من طوفان الفتن والضلالات والشقاوات بمختلف أشكالها؛ مثلما أن ركوب سفينة نوح كان وسيلة النجاة من الغرق والعذاب الإلهي.
وهذا المعنى يصوره بلغة الشعر الولائي الرفيع أخونا الأديب الولائي الأستاذ عادل الكاظمي في القصيدة التي إخترناها لهذا اللقاء؛ تابعونا على بركة الله..
مستمعينا الأطائب، إشتملت هذه المديحة على إلتفاتة لطيفة لإمتزاج البراءة من كل الآلهة المزيفين وأعداء الله عزوجل بالولاء الحق الصادق، لكي تتحقق النجاة وركوب سفينة الولاء، ولذلك انطلق أديبنا الكاظمي من المثال القرآني الذي ضربه الله لصدق الولاء والإتباع وهو مثال ابن نوح – عليه السلام – فقال:
غَرَّ ابْنَ نوحٍ جَبَلٌ شَامِخٌ
بِأَنْ يُنَّجيهِ فَظَنَّ الْمُحَالْ
وَمُذْ طَغَى الْمَاءُ إِلَيْهِ التَجَا
فَكَانتْ العُقْبَى حَضيضَ السَّفَالْ
كَذَاكَ مَنْ ظَنَّ سبيل النجا
بمن هوى وظن هم الْجِبَالْ
وَلَمْ يَلُذْ بِفُلْكِ نُوحٍ وَهُمْ
آلُ رَسولِ اللهِ هُمْ خَيْرُ آلْ
هُمْ حَيْدَرٌ وَبِضْعَةُ الْمُصْطَفَى
فَاطِمَةُ الزَّهْراءُ أَوْجُ الكَمَالْ
وَابْنَاهُمَا: ألْحَسَنُ الْمُجْتَبى
كَريمُ أَهْلِ البَيْتَ سَامِي الْخِصَالْ
ثُمّ حُسَيْنٌ مَنْ بِهِ دِينُنَا
قَامَ وَلَوْلاهُ اعْتَرَاهُ الزَّوَالْ
وَالتَّسْعَةُ الأَطْهَارُ مِنْ نَسْلِهِمْ
بِهِمْ أُرَجّي الفَوْزَ يَوْمَ الْمَآلْ
لاَ شَكّ وَالصَّحْبُ لَهُمْ فَضْلُهُمْ
وَالفَضْلُ لِلآلِ بَعيدُ الْمَنَالْ
فَالصَّحْبُ أَتْبَاعٌ وَهَلْ يَبْلُغُ التَّـ
ـابِعُ مَتْبوعاً عَدَيمَ الْمِثَالْ
فَرْضٌ عَلَيْهِمْ أَنْ يُصَلّوا عَلَى الـ
آلِ وَإِلاّ أَمْرُهُمْ فِي وَبَالْ
هُمْ رَحْمَةُ اللهِ وَفُلْكُ النَّجَا
وَالأَمْنُ يَوْمَ الْحَشْرِ فِيهِمْ تُقَالْ
ذُنوبُنا مَا لَمْ نَكُنْ تُبَّعَاً
لِحَاكِمٍ يُقيمُ شَرْعَ الضَّلاَلْ
أَوْ أَنْ نَرَى قَتْلَ الوَرَى سُنَّةً
وَلَيْسَ مِنّا مَنْ يَرَى الإقْتِتَالْ
أَوْ أَنْ نُوَالِي بَعْضَ أَعْدَائِهِمْ
فَذَاكَ ذَنْبٌ مَاحِقٌ لَنْ يُزَالْ
صَلّوا عَلَيْهِمْ وَالْعَنوا مَنْ بَغَوْا
عَلَيْهِمُ بِفِعْلَةٍ أَوْ مَقَالْ
فَالنَّارُ تَبْقَى دَارَ أَعْداءِهمْ
وَجَنَّةُ الفِرْدَوْسِ ذُخْرُ الْمُوَالْ
بِذَا أَدِينُ اللهَ لاَ أَبْتَغِي
سِوَاهُ دِيناً دِينَ رَبِّ الْجَلالْ
تَبَارَكَ اللهُ الَّذِي خَصَّنا
بِحُبِّهِمْ دَونَ الوَرَى بِامْتِثَالْ
بِهِ امْتُحِنّا وَعَلَيْنا انْبَرَتْ
فَوَادِحُ الدَّهْرِ بِرَشْقِ النِّبَال
بِهِ قُتِلْنَا وَعَلَيْنَا عَدَتْ
سُودُ الْمَآسِي بِالْقَنَا وَالنِّصَالْ
تَرْمِي بِنَا فِي مَهْمَهٍ مُتْلِفٍ
لَمْ يُبْقِ مِنّا بُلْغَةً مِنْ ثُمَالْ
بِهِمْ سُقِينَا مِنْ كُؤوسِ الرَّدَى
سُمّاً ذُعَافَاً فِيهِ دَاءٌ عُضَالْ
نَشْرَبُهُ عَسَى نُوَاسِي الَّذِي
لاَقُوا مِنَ القَتْلِ بِسُوحِ القِتَالْ
يَا صَاحِبَ الكَوْثرِ إِنّا هُنَا
نُسْقَى بِكُمْ مِمّا يُشيبُ القَذَالْ
لِكَوْنِنا فِي الحَقِّ أَشْيَاعَكُمْ
وَذَاكَ خَيْرُ الفَضْلِ مِنْ ذِي الْمَعَالْ
يَا صَاحِبَ الْحَوْضِ اسْقِنِا إِنَّنا
ظِمَا وَفِي كَفَّيْكَ يَجْري الزَّلاَلْ
إِنْ لَمْ تُغِثْنَا فَلِمَنْ نَلْتَجي
وَأَنْتَ حِرْزٌ مِنْ نُزولِ النَّكَاَلْ
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ مَا أَشْرَقَتْ
أَنْوارُكَ الغَرَّاءُ يَا ذَا الْجَمَالْ
رزقنا الله وإياكم أيها الإخوة والأخوات الإستقامة والثبات على كمال الولاء وصادق المودة والإتباع لأهل بيت حبيبنا وسيدنا المصطفى الهادي المختار صلوات الله عليه وآله الأطهار.
اللهم آمين، وبهذا نصل أيها الأفاضل مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) قرأنا لكم فيها قصيدة ولائية غراء في الإلتجاء الى سفينة النجاة المحمدية وهي من إنشاء الشاعر الولائي المبدع عادل الكاظمي.
شكراً لكم على طيب المتابعة، دمتم في أمان الله.