بسم الله والحمد لله الذي أنار قلوبنا بأنوار محبة وموالاة ينابيع رحمته الكبرى للعالمين سيدنا الهادي محمد المختار وآله الأطهار عليه وعليهم صلوات الله وبركاته وتحياته آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة، أهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، إخترنا لكم فيها قصيدة توسلية بسيدة أمهات المؤمنين مولاتنا خديجة الكبرى عليها السلام وهي لأحد أدباء السودان المشهورين هو السيد جعفر الميرغني رحمه الله، وفيها يتوسل الى الله عزوجل بأمه الطاهرة ووزيرة نبيه المصطفى – صلى الله عليه وآله – وأم سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء، مولاتنا سيدة أمهات المؤمنين خديجة الكبرى سلام الله عليها.
ومما لا ريب أن في مدحها مرضاة لله عزوجل ومن جميل مصاديق الوفاء لرسوله الأعظم – صلى الله عليه وآله – فقد أجمع المسلمون على أن صدق إخلاصها لله في إنفاق ثروتها المالية العظيمة على المسلمين في أشد الظروف التي مروا بها كان من الأركان التي قام عليها الإسلام وانتصرت بها الدعوة المحمدية الى جانب الخلق المحمدي العظيم والجهاد العلوي الفريد والنصرة والحماية الشجاعة التي أبداها العبد الصالح أبو طالب – عليه السلام -.
ولذلك كان التوسل بسيدة أمهات المؤمنين خديجة الطاهرة – عليها السلام – من الأبواب الواسعة لإستنزال الرحمات الإلهية، ولذلك كان المؤمنون في السودان يحرصون على قراءة هذه القصيدة التوسلية بخديجة الكبرى عليها السلام في مجالس الدعاء أو عند التقرب الى الله بزيارة قبرها الشريف في مقبرة المعلى في منطقة الحجون بمكة المكرمة.
قال المرحوم السيد جعفر الميرغني:
قف بالحجون سويعة يا حادي
وأقر السلام علي أهيل ذاك الوادي
وأنخ ركاب الشوق في سوح العلا
سوح الكرام السادة الأمجاد
وأقصد هناك فريدة الفضل التي
حوت الفخار بسيد العباد
وقل السلام عليك يا أم الهدى
زوج الرسول الهاشمي الهادي
أم البتول خديجة ذات التقى
من بشرت بالفوز والاسعاد
وعلت علي هام السما برتبة
وسمت على الامثال والأنداد
فخر بقصر أي قصر مثله
في جنة جلت عن التعداد
جادت علي خير الأنام بمالها
فأنالها الحسنى وخير مراد
نصرت حبيب الله في أعدائه
ظفرت بكل جميلة وأيادي
حازت فضائل لم يحزها غيرها
في فضلها من حاضر أو بادي
شرفت بتصديق وصدق ظاهر
سبقت بأسلام على الأجواد
كانت إذا ما الوحي يأتيه أتى
لخديجة تأتيه بالأرفاد
وتزمل المختار حتى يسكن
الروع المخيف بأذن مولى هادي
ويفيدها وحيا وقولا صادقا
في حالة الإصدار والإيراد
وتثبت المحمود في عزماته
بمقالة تدني من الابعاد
هذا لعمري الفخار والشان الذي
تسمو به أبدا علي الاباد
يا جدة الحسنين والسبطين يا
بحر الندى والجود والأمداد
يا من كرامتها كشمس ظهيرة
يا من إغاثتها كقدح زناد
يا من لها الجاه العريض ومن لها
الفيض المفيض لكل قلب صادي
يا أفضل الأزواج سيدة النسا
يا جدة الأشراف والأسياد
رب أستجب بجاهها وببنتها
وبنسلها الأطهار و الأمجاد
وبحق طه المصطفى غوث الورى
وبآله الأطياب الأفراد
أن تصلح الأقوال والافعال يا
من جودهـ لا يحص بالتعداد
وتنيلني فتحا وعزا دائما
في هذه الدنيا وفي الميعاد
وقضاء حاجاتى وخذل معاندي
وسعادة تمحو لكل فساد
أنزل على هذا الضريح مواهباً
للزائرين وجملة القصاد
فلكم به منا أغثت أخا أسى
ولكم به فرجت عن أكباد
لا زال كهفا للشدائد ملجأ
يأوي له من رائح أو غادي
يا ربة الإحسان بنت خويلد
أدني لعبدك من ضنى الإبعاد
فضلا أغيثيني بنصر عاجل
لا آجل يا غوث هذا الوادي
وتقبلى قول الفقير وسامحي
عجز الحقير وأصلحي إفسادي
وسلى الجواد يجود منه بنفحة
ويقيل عثراتي بحق الهادي
وصلى عليه الله ما برق سرى
أو لاح وصل من قباب سعاد
وبهذا نصل أيها الإخوة والأخوات الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) قرأنا لكم فيها قصيدة توسلية الى الله عزوجل بوليته الطاهرة خديجة الطاهرة سلام الله عليها وهي من إنشاء الأديب السوداني السيد جعفر الميرغني رحمه الله.
ختاماً تقبلوا من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الشكر ودمتم في أمان الله.