بسم الله وله الحمد والشكر أن جعلنا من أهل الولاء والوفاء لسيد الأنبياء وآله الأصفياء صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوة الإيمان، معكم أيها الإعزاء في وقفة أخرى مع القصيدة الأزرية التي أنشأها شاعر الولاء الشيخ كاظم البغدادي التميمي الأزري في قرابة الستمائة بيت متقرباً الى الله بمدح حبيبه المصطفى ووصيه المرتضى والصديقة الزهراء صلوات الله عليهم وآلهم. والشيخ الأزري هو من أعلام الأمامية في القرن الهجري الثالث عشر، والمتوفى في سنة ۱۲۱۱ والمدفون في حجرات المشهد الكاظمي المقدس، في هذا اللقاء اخترنا طائفة من أبيات قصيدته الخالدة تلك يتحدث فيها عن طائفة من خصائص النبي الأكرم صلى الله عليه وآله التي فاق بها الأولين والآخرين، تابعونا مشكورين.
قال رضوان الله عليه في إشارة الى أن الرحمة المحمدية قد شملت الخلائق أجمعين:
سيد سلم الغزال عليه
والجمادات أفصحت بنداها
وإلى طبه الآلهي باتت
علل الدهر تشتكي بلواها
كيف لا تشتكي الليالي إليه
ضرها وهو منتهى شكواها
وبه قرت الغزالة عينا
بعد ما ضل في الربى خشفاها
من لشمس الضحى بلثم ثراه
فتكون التي أصابت مناها
بأسه مهلك وادنى نداه
منقذ الهالكين من بأساها
كم سخي منعما فأعتق قوما
وكذا أكرم الطباع سخاها
لا تسل عن مكارم منه عمت
تلك كانت يدا على ما سواها
حاز من جوهر التقدس ذاتا
تاهت الأنبياء في معناها
لا تجل في صفات أحمد فكرا
فهي الصورة التي لن تراها
تلك نفس عزت على الله قدرا
فارتضاها لنفسه واصطفاها
صيغ للذكر وحده والآلهيون
كانت في الذكرعنه شفاها
سل ذوات التمييز تخبرك عنه
ان حال التوحيد منه ابتداها
حاز قدسية العلوم وان لم
يؤتها أحمد فمن يؤتاها
وترقى لقاب قوسين حتى
شاهد القبلة التي يرضاها
حيث لا همس للعباد كأن
الله من بعد خلقها أفناها
داس ذاك البساط منه برجل
نيرا كل سؤدد نعلاها
وعلى متنه يد الله مدت
فأفاضت عليه روح نداها
وأراه مالا يرى من
كنوز الصمدانية التي أخفاها
ليت شعري هل ارتقى ذروة
الأفلاك أم طأطأت له فرقاها
ونبقى إخوة الإيمان مع الشيخ كاظم الأزري وهو يتابع إستعراض كرامات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله قائلاً:
كم روى العسكر الذي ليس يحصى
حيث حر الربى يذيب حصاها
واعاد الشمس المنيرة قسرا
بعدما عاد ليلها يغشاها
وأظلت عليه من كلل السحب
ظلال وقته من رمضاها
واخضر العصى بيمنى يديه
كاخضرار الآمال من يسراها
وكلام الصخرالأصم لديه
معجز بالهدى الإلهي فاها
وهو سر السجود في الملأ
الأعلى ولولاه لم تعفر جباها
وهو الآية المحيطة في الكون
ففي عين كل شيء تراها
الفريد الذي مفاتيح علم
الواحد الفرد غيره ما حواها
هو طاوس روضة الملك بل
ناموسها الأكبر الذي يرعاها
وهو الجوهر المجرد منه
كل نفس مليكها زكاها
من يلج في جنان جدوى يديه
يجد الحور من أقل إماها
ما حباه الله الشفاعة إلا
لكنوز من جاهه زكاها
ما رأت وجهه الغمامة إلا
وأراقت منه حياء حياها
ثق بمعروفه تجده زعيما
بنجاة العصاة يوم لقاها
كيف تطمى حشى المحبين منه
وهو من كوثر الوداد سقاها
شربة أعقبتهم نشوات
رق نشوانها وراق انتشاها
لا تخف من أسى القيامة هولا
كشف الله بالنبي أساها
رحم الله أديب الولاء الصادق الشيخ كاظم الأزري وجزاه خيراً على هذه الأبيات المنعمة بمشاعر المودة الصادقة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله، وشكراً لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران على طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج (مدائح الأنوار)، الى لقاء آخر دمتم في رعاية الله سبحانه ورحمته.