بسم الله وله الحمد والمجد الحي القيوم وصلواته الناميات على أعلام نهجه القويم وابواب رحمته وفضله العميم محمد وآله أهل الصراط المستقيم. السلام عليكم إخوة الإيمان، معكم أيها الأعزاء في هذا اللقاء وبعض أشعار الولاء التي أنشأها فقيه أديب ومحدث صادق هو السيد ابو الحسين الحمّاني الكوفي رضوان الله عليه تابعونا مشكورين.
الحمّاني الأفوه هو السيد أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد بن زين العابدين عليه السلام، الكوفي الحمّاني المعروف بالأفوه شاعر فحل، وحمّان (بالكسر ثم التضعيف) بلدة في الكوفة. والحمّاني يعد من الرعيل الأول من فقهاء الشيعة ومدرسيهم في الكوفة، وهو بشهادة الإمام الهادي عليه السلام أشعر الناس لما سأله المتوكل عن ذلك. دخل السجن مرتين بأمر الحاكم العباسي الموفق بالله. وكان قد نظم في بعض مناقب الإمام علي عليه السلام، وما نزل فيه من القرآن منها ما كان يشير إليه في بعض أبياته كآية الحسد "أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ..."(النساء٥٤) التي ذكر ابن المغازلي في مناقبه وابن أبي الحديد في شرح النهج أنها كانت في النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام، وسيأتي ذكر ذلك في شعره. توفي رضوان الله عليه عام ۳۰۱هـ وخلف ذرية كراماً في الفضل والنسب.
قال السيد الحمّاني الكوفي من قصيدةٍ يذكر فيها واقعة إعلان يوم الغدير، وفيها يذكر منقبة ردّ الشمس للإمام علي عليه السلام وغيرها من مناقبه المذكورة في صحاح روايات الفريقين:
ابن الذي ردت عليه
الشمس في يوم الحجاب
وابن القسيم النار في
يوم المواقف والحساب
مولاهم يوم الغدير
برغم مرتاب وآبي
وله في ذكر بيعة الغدير:
نسيتم خطبة خم وهل
يشبّه العبد بمولاه
إن عليا كان مولى لمن
كان رسول الله مولاه
ومن نماذج شعر الحماني الأفوه الولائي قوله في بعض قصائده يشير فيه الى ما ذكرته الروايات الصحيحة بشأن وثاقة العلاقة بين النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ووصيه حيث قال:
بين الوصي وبين المصطفى نسب
تختال فيه المعالي والمحاميد
تفرقا عند عبد الله واقترنا
بعد النبوة توفيق وتسديد
وذرّ ذو العرش ذرّاً طاب بينهم
فأنبث نور له في الأرض تخليد
نور تفرع عند البعث فانشعبت
منه شعوب لها في الدين تمهيد
هم فتية كسيوف الهند طال بهم
على المطاول آباء مناجيد
محسدون ومن يعقد بحبهم
حبل المودة يضحى وهو محسود
مستمعينا الكرام وقال هذا الفقيه الأديب في وصف أئمة العترة المحمدية عليهم السلام بأنهم (محسدون) إشارة إلى قوله تعالى: "أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ... "(النساء٥٤) وقد ورد فيها، أنهم الأئمة من آل محمد. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ۲ص ۲۳٦: إنها نزلت في علي عليه السلام، وما خص به من العلم. وأخرج ابن حجر في (الصواعق) ص۹۱ عن الباقر عليه السلام أنه قال في هذه الآية: نحن الناس والله.
واخيراً نختار من شعر الفقيه الأديب السيد الحمّاني الأفوه قوله في مدح أمير المؤمنين عليه السلام مقتبسا من الأحاديث الصحيحة حيث قال:
وأنزله منه على رغمة العدى
كهارون من موسى على قدم الدهر
فمن كان في أصحاب موسى وقومه
كهارون لازلتم على ظلل الكفر
وآخاهم مثلا لمثلٍ فأصبحت
أخوته كالشمس ضمت إلى البدر
فآخا عليا دونكم وأصاره
لكم علما بين الهداية والكفر
وأنزله منه النبي كنفسه
رواية أبرار تأدت إلى البشر
فمن نفسه منكم كنفس محمد
إلاّ بأبي نفس المطهر والطهر
إنتهى اخواتنا وإخوتنا مستمعي إذاعة طهران لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) تقبل الله منكم جميل إصغائكم ودمتم بكل خير.