البث المباشر

ابن الرومي والهلالي في مدح العترة المحمدية

الأحد 8 ديسمبر 2019 - 14:16 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 258

بسم الله وله خالص المدح والثناء حبيب أهل الولاء وصلواته المباركات على ابواب رحمته الواسعة شموسه الطالعة محمد المصطفى وعترته الأوصياء النجبا. السَّلام عليم إخوة الإيمان. نحييكم أطيب تحية في مستهل لقاء آخر مع مدائح الأنوار الإلهية نطيب نفوسنا وقلوبنا فيه بقراءة مدائح في مودة أصفياء الله وأحبائه. إثنتان منها من ديوان أديب القرن الهجري الثالث وشاعره المبدع وهو أبوالحسن علي بن عباس بن جريح الشهير بابن الرومي. مفخرة من مفاخر الشيعة، وعبقري من عباقرة الأمة، وشعره الذهبي الكثير الطافح برونق البلاغة قد أربى على سبائك التبر حسنا وبهائا، وعلى كثر النجوم عددا ونورا، برع في المديح والهجاء والوصف والغزل من فنون الشعر فقصر عن مداه الطامحون، وشخصت إليه الأبصار، فجلَّ عن الند كما قصر عن مزاياه العد. وله في مودة ذوي القربى من آل الرسول ـ صلوات الله عليه وعليهم ـ أشواط بعيدة، واختصاصه بهم ومدائحه لهم ودفاعه عنهم من أظهر الحقايق الجلية، وقد عده ابن الصباغ المالكي المتوفى ۸٥٥ في فصوله المهمة ص ۳۰۲، والشبلنجي في نور الأبصار ۱٦٦ من شعراء الإمام الحسن العسكري ـ صلوات الله عليه.

 


قال ابن الرومي، في واحدة من أروع الشعر وأصدقه في مدح الوصي المرتضى علي ـ عليه السَّلام:

يا هند لم أعشق ومثلي لا يري

 

عشق النساء ديانة وتحرجا

 

لكن حبي للوصي مخيم

 

في الصدر يسرح في الفؤاد تولجا

 

فهو السراج المستنير ومن به

 

سبب النجاة من العذاب لمن نجا

 

وإذا تركت له المحبة لم أجد

 

يوم القيامة من ذنوبي مخرجا

 

 

 

قل لي: أأترك مستقيم طريقه

 

جهلا وأتبع الطريق الأعوجا؟!

 

وأراه كالتبر المصفى جوهرا

 

وأرى سواه لناقديه مبهرجا

 

ومحله من كل فضل بين

 

عال محل الشمس أو بدر الدجا

 

 

 

قال النبي له مقالا لم يكن

 

يوم الغدير لسامعيه ممجمجا

 

من كنت مولاه فذا مولى له

 

مثلي وأصبح بالفخار متوجا

 

وكذاك إذ منع البتول جماعة

 

خطبوا وأكرمه بها إذ زوجا

 

وله عجائب يوم سار بجيشه

 

يبغي لقصر النهروان المخرجا

 

ردت عليه الشمس بعد غروبها

 

بيضاء تلمع وَقْدَةً وتأجُّجا

 

 


وقال ابن الرومي، في اشارة لطيفة الى دور مودة أهل بيت النبوة ـ عليهم السَّلام ـ في تأليف قلوب المؤمنين:

ويدمج أسباب المودة بيننا

 

مودّتنا الأبرار من آل هاشم

 

وإخلاصنا التوحيد لله وحده

 

وتذييبنا عن دينه في المقاوم

 

بمعرفة لايقرع الشك بابها

 

ولا طعن ذي طعن عليها بهاجم

 

وأعمالنا التفكير في كل شبهة

 

بها حجة تعيي دهاة التراجم

 

يبيت كلانا في رضى الله ماحضا

 

لحجته صدرا كثير الهماهم

 

 


ومن ديوان شاعر القرن الهجري الثالث ابوالحسن ابن الرومى ـ رحمه الله، ننتقل بكم ايها الكرام الى شعر أديب ولائي معاصر هو الخطيب المحقق الشيخ جعفر الهلالي، وهذه الأبيات في مدح أهل البيت نقتطعها من قصيدة له في مدح الإمام الرضا ـ عليه السَّلام ـ قال:

من معشر هم لهذا الخلق سادته

 

من حبهم في كتاب الله قد وجبا

 

آل الرسول وهل تحصى مناقبهم

 

عدا، وهل يبلغ المعشار من كتبا

 

حار الأنام فأفكار الحصيف بها

 

تاهت وردت على أعقابها نكبا

 

وهل يحيط بماء البحر من غرفت

 

كفاه والبحر زخار وما نضبا

 

ماذا يقول أخو الأشعار في بشر

 

جلوا عن المدح حتى أخرسوا الخطبا

 

 

 

سر الوجود فلولاهم لما برأ

 

الله الخلائق لا شمسا ولا قطبا

 

كانوا البدور بعرش الله محدقة

 

أنوارهم تكشف الظلماء والحجبا

 

من قبل آدم للباري تسبحه

 

حتى تحوَّل فيه النور والتهبا

 

وحين تسجد أملاك السماء له

 

كانوا هم السبب المنشود مطلبا

 

هذا الفخار فأين المدعي كذبا

 

وهل يسوى برأس أبترا ذنبا

 

آل النبي وأبناء الوصي فقد

 

طابوا بذلك أما برَّة وأبا

 

 


إخوتنا متابعي إذاعة طهران، وبهذه الأبيات الغراء في مدح أهل البيت ـ عليهم السَّلام ـ للشيخ جعفر الهلالي نختم هذا اللقاء من برنامج (مدائح الأنوار) طبتم وطابت أوقاتكم بكل ما تحبون.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة