هذا الجدار وفي امتداد مسيره ينطوي على منشآت مثل الخنادق وعدد من القلاع وأفران لصنع الطابوق ومجاري الماء وقنوات توجيه المياه وما الى ذلك.
ما زالت بقايا آثار هذا الجدار التاريخي الى يومنا هذا؛ وهي تمتد من السواحل الشرقية لبحر قزوين (خزر) في سهول «تركمن صحراء» الى المرتفعات والوديان الشرقية لسلسلة جبال ألبرز في سفوح «بيلي» تحديداً.
عزت الدراسات القديمة تاريخ بناء جدار گرگان الدفاعي الى العهد الأشكاني، بيد أن الأبحاث والدراسات المختبرية التي أجريت في السنين الأخيرة أثبتت أن بناء هذا الجدار يعود الى العصر الساساني، وذلك لمواجهة الهجمات التي كان يشنها الجيران والأقوام الشمالية.
يعتبر جدار كركان الدفاعي الكبير من أفخم المنشآت الدفاعية التي عرفها العالم الى يومنا هذا. كما أنه يعد من اكثر المعالم الساسانية تطوراً وتقدماً (486-429 ميلاد). بني هذا الجدار في القرن الخامس الميلادي لأجل توفير الرفاهية والأمن لسكان سهول كركان.
يحتل جدار كركان الدفاعي المرتبة الثالثة عالمياً من حيث الطول، اذ يسبقه جدار الصين الكبير البالغ طوله 6352 كيلومتراً ومن ثم جدار «ليمس» بألمانيا، حيث يبلغ طوله 548 كيلومتراً.
وتشير الأبحاث الأخيرة التي أجريت على هذا الجدار الى أن احدى قلاع جدار كركان الدفاعي تضمّ ثلاث ثكنات ضخمة، وكان عشرة آلاف جندي يحرسون قلاع هذا الجدار (36 قلعة).
وبلاشك، كانت الامبراطورية الساسانية تتمتع بأكثر جيوش العالم القديم قدرة وعظمة وانسجاماً.