البث المباشر

حديث الامام علي (ع) عن صفة أهل الدنيا

السبت 9 نوفمبر 2019 - 09:07 بتوقيت طهران
حديث الامام علي (ع) عن صفة أهل الدنيا

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 268

نص الحديث

قال الامام علي عليه السلام عن أهل الدنيا بأنهم: "أهلها على ساق وسياق ولحاق وفراق".

دلالة الحديث

يتميز هذا الحديث بجملة خصائص بلاغية ابرزها: الصياغة الايقاعية، حيث ان صياغة حديث او جملة أو فقرة تقوم بأكملها على وحدة ايقاعية لا يتخللها نثر غير ايقاعي، يظل من النصوص الملفتة للنظر، وللامام علي عليه السلام خصائص فنية لا نجدها عند غيره منها: هذا النمط الذي لاحظناه وله نظائر كثيرة قد نقف عندها لاحقا انشاء الله تعالى.
المهم: ان هذا النص تنتظمه أربعة قرارات او اربع فواصل تنتهي جميعاً بالالف والقاف وهي وحدها تكفي لادراج النص في خانة البلاغة بصفة ان الايقاع هو أحد ركني النصوص ويقصد بهما: (الصوت والصورة) حيث تتحدد النصوص الفنية عن غيرها بهاتين الخصيصتين مضافاً الى خصائص اخرى اقل ظهوراً منها.
والان الى دلالة النص ثم: ملاحظة صياغته صورياً ولنقف عند دلالته، ثمة (ايقونات) أو (فواصل) اربع، وكل فاصلة او قافية لها صياغتها الصورية اي (الرمز)، ونحسبك ستتساءل عن الرمز واستحضار دلالالته (الغائبة) من ذلك، وهذا ما نبدأ به أولاً وهو: رمز (الساق) فلم يرمز هذا المصطلح الصوري؟ القيام على ساق: يرمز الى حركة ما، اي: المشي مثلاً، فالى اين السير؟ الى الموت وهذه هي الدلالة الغائبة، فاذا مشى العبد الى حيث الموت، فماذا ينتظر؟.
المسح على السوق ولنتذكر العبارة القرآنية الواردة في سورة (ص): (فطفق مسحاً بالسوق والاعناق)، والضرب بالسوق والاعناق هنا نحسبك ايضاً تتساءل عن عبارة (السياق) الواردة بعد الساق وتعني: السوق اي: الدفع الى الامام سيراً وهو: بداية النزول الى ساحة الموت، ثم ماذا؟ (لحاق) اي الالتحاق بقافلة الموتى، ثم ماذا؟ (فراق) وهو فراق الاحبة، اذن: امكننا الوثوق عند الرموز الاربعة واستحضار دلالالتها الغائبة، لكن لانزال بحاجة الى ربط هذه الرموز بدلالاتها من حيث التركيب فماذا نواجه؟.

بلاغة الحديث

التركيب للعبارة هنا مجرد متواليات أو تتابعات أربعة لا يسبقها ولا يلحقها رمز اخر، ولذلك نحسبك ايها المواجه لهذا الحديث او النص تتساءل للمرة الجديدة عن الاسرار الفنية وراء ظاهرة (التتابع) واداته؟ (الواو) العاطفة ومن ثم: الاستخلاص لدلالتها، الجواب: لا ترديد ان هذا العطف بحرف الواو: يجعلك مستشعراً بالسرعة وبملاحقة المرحلة لما بعدها دون فواصل زمنية وهذا ما يتسق مع طبيعة الحياة البشرية انها رحلة سريعة سرعان ما نجد ان الزمن او العمر قد انطوى والرحيل او السوق عن الاهل وعن الاصحاب قد حدث ولا اثر للدنيا في النهاية.
اذن: السرعة في الرحلة تتساوق مع طبيعة التركيبة اللفظية وايقاعها بالنحو الذي اوضحناه.
ختاماً: نسأله تعالى ان يوفقنا الى ادراك مهمتنا في الحياة وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة