البث المباشر

قول النبي (ص): العلم خزائن ومفاتيحه السؤال

السبت 9 نوفمبر 2019 - 11:43 بتوقيت طهران
قول النبي (ص): العلم خزائن ومفاتيحه السؤال

إذاعة طهران- نور وبلاغة: الحلقة 303

نص الحديث

قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: "العلم خزائن ومفاتيحه السؤال".

دلالة الحديث

الحديث المتقدم يجسد صورة (تمثيلية) او (استعارية)، يتناول موضوع (العلم) و(تعلمه)، ومع ان تعلم العلم لايحتاج الى توضيح: بصفة ان المعرفة من حيث اكتسابها اما ان تتم من خلال المحاكاة اي: التقليد للاخر او الشئ او من خلال التتلمذ على يد الاخر، بيد ان (الانا) أو التمحور، حول الذات أو اللهاث وراء الجاه والحرص على عدم خدشه: يحمل الجاهل على عدم التعلم او عدم السؤال عن المعرفة لهذا الموضوع او ذاك أو الاجابة الباطلة عند سؤال الاخر منه وهكذا، من هنا يجئ الحديث النبوي المتقدم: توضيحاً لأهمية العلم وطريقة التعلم وهو ما أعتمد على صياغة صورة بلاغية ان لنا ان نحدثك عن جماليتها الان.

بلاغة الحديث

لقد رمز الحديث الى (العلم) بكونه (خزائن)، والخزائن كما نعرف جميعاً تعني: الثروة المودعة في مكان ما، او جهاز ما يستر عن الاخرين، ويحافظ عليه من خلال اقفاله حتى لا يسرق مثلا، وهكذا، فاذا استعير للعلم مصطلح (الخزائن) فهذا يعني: ان العلم ثروة عظيمة مخزونة في هذا الصدر او العقل ومن ثم فان استخراج هذا العلم يماثل: استخراج الثروة المالية حيث ان اختزانها في الارض او الجهاز المقفل يتطلب وجود (المفاتيح)، وهذا ما رمز له الحديث بالعبارة المذكورة اي (المفاتيح) حيث قال "العلم خزائن: ومفاتيحه السؤال"، والسؤال الان هو عن مصطلح (السؤال) الوارد في الحديث، حيث نتساءل: ما هو المقصود من (السؤال) المذكور؟.
الجواب هو: ان مصطلح السؤال يرشح بعدة دلالات، منها: عملية (التعلم) اي: الذهاب الى العالم والتتلمذ عليه ومنها: عدم الخجل او الحياء من السؤال العلمي كما لو جهل احدنا هذا الحكم الشرعي مثلا او ذاك، أو جهل هذا الضرب المعرفي في ميدان الاخلاق أو العقائد أو العلوم الانسانية أو الطبيعية او البحتة: حينئذ لاحياء في السؤال عن المعرفة المذكورة، من هنا ورد نص شرعي يقرر (من الزاوية النفسية اي: الصحة النفسية) ان الخجل او الحياء نمطان احدهما حياء الايمان والاخر حياء حمق، والاخير اي حياء الحمق هو: الحياء الذي يمنع الشخص من السؤال لهذه المسألة او تلك وبهذا يفضل بقاءه جاهلا على التنازل عن ذاته والسؤال من الاخر وهو: الحماقة بذاتها.
اذن: امكننا ان نتبين النكات الكامنة وراء الحديث التمثيلي او الاستعاري او الرمزي الذي رمز (للعلم) بانه (خزائن) ورمز لتعلمه بالمفاتيح التي تفتح اقفال المخازن المشار اليها متمثلة في السؤال او التتلمذ أو نحوهما من طرائف التعلم .
ختاماً: نسأله تعالى ان يجعلنا ممن لا يخجل من السؤال العلمي: حتى نستطيع ان نكتسب المعرفة العبادية التي أوكلها تعالى الينا وهذا مايقتادنا الى ان نسأله تعالى مكرراً بان يوفقنا الى ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة