نص الحديث
قال الامام الصادق عليه السلام: "العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق، فلا تزيده سرعة السير الا بعداً".
دلالة الحديث
الحديث المتقدم صورة تشبيهية، حيث تقارن بين السائر على غير طريق، وبين العامل على غير بصيرة اي: المقارنة بين من لابصيرة له في الدين، وبين السائر في طريق لايعرف مداه، بحيث كلما سار ازداد بعداً، ولايصل الى هدف، ان هذا التشبيه من حيث الدلالة لا ضبابية فيه، ومن حيث البلاغة ينطوي على طرافة وعمق ونكات مهمة بالنسبة الى من لايأخذ مصادر سلوكه من مصادره التي أمر بها الله تعالى وهي: اطاعة الله تعالى والرسول (ص) واهل البيت عليهم السلام، حيث تعرف ان من يتجه الى غير ما أمر به الله تعالى من الطاعة له تعالى والطاعة للرسول (ص) والطاعة لاهل البيت عليهم السلام، المهم: ان نحدثك الآن عن طرافة الحديث بلاغياً، فماذا نستكشف؟.
بلاغة الحديث
ان التشبيه بين من لابصيرة له في الاخذ بمبادئ السلوك الشرعي وبين السائر في طريق لا يعلم مدى مسافته والهدف وراء ذلك، ان النكتة هي: ان من يسير في طريق لم يدرس ما يحيط بهذا الطريق من معالم واضحة لايدري مسافته، ولا ممراته وشوارعه، ولا ما يتوفر فيه من اماكن الاستراحة، او الغذاء أو الاضاءة او الظلام..الخ، حينئذ لايزداد الا بعداً عن هدفه الذي يسعى نحوه، انه لايتفقه في امور دينه، ولايبحث عن المصادر التي تدله على ما هو الاحق، بل يمضي على غير بصيرة، مقتدياً بأسلافه الذين لابصيرة لهم في الايمان.
اذن: المقارنة بين من لا بصيرة له او مثاله: البعيد عن الله ورسوله واهل بيته وبين السائر في طريق لا يعرفه: يظل من الوضوح ومن الطرافة بمكان كبير، فالمشابهة واضحة وكل من طرفي التشبيه متماثل مع الاخر بالنحو الذي اوضحناه.
ختاماً: نسأله تعالى ان يجعلنا ممن يعمل على بصيرة مهتدياً بتوصيات الله تعالى، ورسوله (ص) واهل البيت عليهم السلام، وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.