حضرات المستمعين الأفاضل السلام عليكم واهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج الذي يعني بمشاهير الفكر الايراني. الذين شاء القدر ان يدفنوا خارج ايران.
كنا قد تعرفنا خلال ماضي الحلقات علي الشخصيات العلمية التاليه ابونصر الفارابي- ابوريحان البيروني. محمد ابن موسي الخوارزمي واسماعيل الجرجاني وحلقة هذا اليوم باب الحديث فها يفتح علي حياة عالم الفلك والرياضيات الأيراني الذي برع في علوم اخري كذلك انه الخواجه نصيرالدين الطوسي. نجم ساطع متألق في سماء العلم والمعرفة لايزال التاريخ يذكره باجلال واكبار.
نصيرالدين الطوسي هو محمد ابن الحسن ولد في طوس من مدن خراسان واليها نسب ولد في عام ٥۹۷ هجري قمري الموافق لعام ۱۲۰۱ ميلادي.
لكن بعض المؤرخين يرون ان نصيرالدين من قرية ورشاه من توابع جهرود قم. واذا كان هذا رأي حمد الله المستوفي فأن اكثر المؤرخين يرون ان الخواجه نصيرالدين كان طوسياً ذلك ان اجداده هاجرو الي طوس واتخذها ما موطناً لهم وفيها ولد نصيرالدين.
هذا وكان والد الخواجه من فتهاء الأمامية ومحدثيها في طوس وفي اسرة علمية وعلي يد ابيه بدأ نصيرالدين الطوسي دراسته فدرس الفقه والأصول والحديث والقرآن كما انه تتلمذ علي خاله المعروف بنور الدين محمد ابن علي اذ درس عنده علم الحديث.
واضافة الي هذه العلوم الدينية درس نصيرالدين الطوسي الحساب والهندسة والجبر والموسيقي وهو في اوان الشباب توجه الي نيسابور لأكمال دراساته.
كان نصيرالدين الطوسي محباً للعلم راغباً في الأستزادة منه ان هذه الرغبة جعلته متفوقاً في عدة علوم مثل الرياضيات والفلك وشيئاً فشيئاً صار نصيرالدين الطوسي عالماً يشار اليه با لبنان في عمق الزمان.
نعم انها حقيقة يشهد بها تاريخ العلم عامة وتاريخ الحضارة الأسلامية خاصة.
مستمرون واياكم في برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية الذي يأتيكم من اذاعة طهران صوت الجمهورية الأسلامية في ايران لحظات ونعود اليكم.
مستمعينا الأعزاء بمناسبة الأشارة الي مدينة نيسابور التي تسمي بالفارسية نيشابور نقول ان هذه المدينة ولها اليوم وجود ايضاً كانت في القرون الخوالي واحدة من اربعة مدن في خراسان ذات شهرة واسعة والواقع ان نيسابور كانت مركزاً علمياً لامعاً.
ومن هنا هاجر الخواجه نصير الدين الطوسي اليها وفيها اقام من الزمن اعواماً، كان شغله الشاغل خلالها الأنتهال من ينابيع العلوم الصافية.
ومن الجدير ان نذكر هنا ان ما يميز الطوسي عن سائر علماء المسلمين براعته في عدة علوم اجل هذا العالم برع في علوم الرياضيات والفلك والطب واللغة والفقه والأصول والحديث وكان من العلماء العرفاء اي الذين سلكوا للعرفان طريقاً.
لكن بعد بيان كل هذا لكم الحق في السؤال من هم اساتذة الطوسي؟
وللأجابة عن هذا السؤال نقول انهم عديدون نشير الي اثنين منهم وهما فريد الدين المصري قطب الدين وهذان الأثنان كانا من اشهر تلاميذ الأمام الفخر الرازي ويحدثنا التاريخ ان نصير الدين الطوسي وهو في نيسابور درس كتاب القانون لابن سينا علي يد قطب الدين المصري آنف الأشارة.
وفي اشارة علمية نقول ان كتاب القانون للشيخ الرئيس ابن سينا هو موسوعة طبية رصينة ليس في عصر الشيخ الرئيس وحسب بل في عصور تلت ذلك الزمان.
ان جماعة من العلماء اطلقوا لقب خاتم الفلاسفة علي نصير الدين الطوسي وبعضهم سماه العقل الحادي عشر ولنختم كلامنا في هذه الحلقة بما كتبه الحسن ابن يوسف ابن المطهر الحلي المعروف بالعلامة الحلي من مشاهير فقهاء الأمامية وصاحب كتاب تبصرة المتعلمين والذي تتلمذ علي نصير الدين الطوسي. انه كتب يقول كان الخواجه نصير الدين افضل علماء عصرنا. وكانت له مصنفات عديدة بل كثيرة في العلوم العقلية والنقلية. كان اشرف من عرفناه من العلماء.
ولقد درست لديه الآلهيات وشفاء ابن سينا وكتاب التذكرة في علم الهيئة وهو عن مؤلفاته رحمه الله رحمة واسعة. انتهي كلام العلامة الحلي وانتهت حلقة هذا اليوم من برنامج [ مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية] الي اللقاء.