حضرات المستمعين الكرام السلام عليكم واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج مشاهير الفكر الأيراني منار للبشرية.
اعزاءنا، في جملة احاديثنا حول العالم محمد ابن موسي الخوارزمي تحدثنا حول جانب من كتبه ومؤلفاته.
وحيث ان الخوارزمي تخصص في الرياضيات والفلك فقد صنف الكتب والف المؤلفات في هذين العلمين.
ومن كتب الخوارزمي في الفلك كتابان حول الأسطرلاب تناول في اولهما تركيب آلة الأسطرلاب وفي الثاني كيفية الحل به.
والأسطرلاب من آلات الفلك القديمة واذا كان له وجود اليوم فهو في متاحف تاريخ العلوم وعلي صفحات الكتب الفلكية المؤلفة في ماضي العصور والأيام.
والحقيقة ان الخوارزمي لم يؤلف وحده حول الأسطرلاب بل هناك علماء آخرون كتبوا حول تلك الآلة الفلكية لكن هل جاء الخوارزمي بجديد في كتابيه هذين؟
ليس لنا الأجابة علي هذا السؤال علي وجه الدقة لآن الكتابين قد اندثرا وغابا بفعل تعاقب الزمان كما غاب كتاب للخوارزمي حول تحديد الوقت وضبطه بواسطة الساعة الشمسية.
ان كتاب الخوارزمي حول الساعة الشمسية بأسم الرخامة ويقال ان الكتاب هذا تضمن شرحاً لاوقات الصلوات الخمس. بيد انه من ناحية ثانية صار اساساً من اسس علم المثلثات لدي المسلمين وللخوارزمي مقالة تحت عنوان مقالة في استخراج تاريخ اليهود واعيادهم. وقد حررها بقلم عالم فلك وعالم جغرافيا معاً.
جدير ان نذكر ان نسخة من هذه المقالة لا تزال الي يومنا هذا محفوظة في مكتبة بانكي بور في الهند.
اعزاءنا يري بعض مؤرخي العلوم ان محمد ابن موسي الخوارزمي كان مؤرخاً كذلك وقد حرر كتاباً بأسم [ التاريخ] هذا ما ينسب اليه لكن المتقين في ازاد هذا ان الخوارزمي الف مصنفاً جغرافياً هو صورة الأرض.
ويحدثنا التاريخ ان الخوارزمي الف صورة الأرض في عهد المأمون العباسي. وانه حدد في هذا الكتاب خطوط الطول والعرض الجغرافيين للمدن المعروفة في ذلك الزمن. كما وزع المؤلف المناطق في عالمه علي الأقاليم السبعة.
وقد قدم الخوارزمي في هذا الكتاب معلومات طابقت في احيان معلومات بطليموس وفي احيان اخري عارضتها. ومعروف ان فارق الزمن بين العالمين ليس بقليل.
جدير ان نذكر ان كارلو آلفونسو نالينو ( carlo Alfonso Nallino) ترجم كتاب صورة الأرض الي اللغة الأيطالية.
هذا ولا بد ان نضيف هنا ان صورة الأرض اشتملت علي ستة اجزاء تراعت من خلالها اسماء المدن والمواقع الجغرافية والتضاريس الطبيعية كالجبال والسهول والصحاري والبحور والأنهار.
وكما مرمنا آنفاً فأن كتاب التاريخ المنسوب للخوارزمي ليس له من اثر هذا اليوم. بيد انه علي ما يظهر كان مرجعاً للمؤرخين حتي زمان بقائه.
ويقال ان الخوارزمي في كتابه التاريخ. جعل التاريخ قاعدة لبناء قوانين فلكية وعلي اي حال فأن كتاب التاريخ للخوارزمي وان محته الأيام الا ان من المؤرخين من اشار اليه او استند عليه ومنهم المؤرخ الشهير ابوالحسن علي ابن الحسين المسعودي صاحب الكتاب المعروف [ مروج الذهب ومعادن الجوهر].
حضرات المستمعين الأفاضل هكذا وفقنا الله تعالي لختام الحديث حول الخوارزمي. وفي الحلقة القادمة ان شاء الله سنفتح نافذة تاريخية علي حياة الطبيب الأيراني اسماعيل الجرجاني الي اللقاء.