وللإجابة على هذا السؤال او التسائل نقول:
ان المتسائل يعيش في القرن 21 وثقافة حقوق الانسان ولكن في دولة يحكمها يزيد بن معاوية لاتعترف بالانسان ولا قيم السماء حيث جندت اوباش يرافقون موكب السبايا لا يعرفون أي معنى للإنسانية ، وكانوا يحثون السير للوصول الى سيدهم يزيد في أقرب وقت لينالوا جوائزهم مقابل تعذيب آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله.
كما ان تاريخ والروايات في قصة سبايا كربلاء لم تؤخذ من المصادر الشيعية بل من مصادر اسلامية من السنة والشيعة.
فجميع المصادر تتفق على أن مسير سبايا واقعة الطف كان من كربلاء إلى الكوفة ثم إلى الشام ثم العودة إلى كربلاء وهو يوم الأربعين (العشرين من صفر) يوم عودة الرأس الشريف إلى الجسد الطاهر، وهذه المدة من الذهاب والإياب قد نص عليها علماء أهل السنة إضافة إلى مشهور الشيعة.
قال أبو ريحان البيروني المتوفى سنة 440 في كتابه (الآثار الباقية) ص 331 : "وفي العشرين رد رأس الحسين إلى جثته حتى دفن مع جثته ".
وجاء عن أبي عبد الله بن زكريا القزويني المتوفى سنة 682 قوله في كتابه (عجائب المخلوقات) هامش (حياة الحيوان الكبرى) للدميري ج1 ص 109 : " اليوم الأول من شهر صفر هو عيد بني أمية ، لأن رأس الحسين عليه السلام قد ورد دمشق في مثل ذلك اليوم ، وفي العشرين من ذلك الشهر رد رأسه إلى البدن ".
وجاء عن أبي بكر حمد الله المستوفي المتوفى سنة 750 في (التاريخ المختار) ص 220 : "وكان ابن أبي أيوب الأنصاري حاضرا في الشام فلام يزيد على فعلته ، وأخذ رأس الحسين عليه السلام منه ثم رده إلى جسده في يوم الأربعين".
وجاء عن المؤرخ الكبير غياث الدين محمد بن همام الهروي المتوفى سنة 942 في كتابه (تاريخ حبيب السير في أخبار خير البشر) ص 60: " وفي العشرين من صفر ألحق رأس الإمام الحسين عليه السلام رؤوس شهداء كربلاء - رضي الله عنهم - إلى أبدانهم".
وقد نقل المناوي الشافعي في كتابه (فيض القدير) ج1 ص 205 ، والشبراوي الشافعي في (الاتحاف) ص 127 ، والصبان الشافعي في (إسعاف الراغبين) ص 215 ، والشبلنجي الشافعي في (نور الأبصار) ص 269 عن الشيعة الإمامية عودة الرأس الشريف إلى كربلاء في يوم الأربعين (العشرين من صفر ) ، ولم يناقشوا هذه الدعوى ، الأمر الذي يكشف عن تسالم الطرفين : سنة وشيعة على هذا الأمر ، أو على الأقل هو المشهور عندهم.
وتذكره الروايات التي نقلت رحلة السبي وكيف كان يحث (مأمورين عبيد الله بن زياد الذين يرافقون موكب السبايا) هؤلاء الأوباش الجفاة كيف كان يحثون أهل البيت عليهم السلام على المسير الشديد لتأكد لنا عدم استحالة ذهابهم وايابهم في مثل هذه المدة.