السلام عليكم ايها الأعزاء، نقرأ لكم في اللقاء بعض أبيات بديعة (قطوف طوبى) التي أنشأتها قريحة الأديب الولائي الصادق الدكتور السيد مسلم الجابري من أعلام الأدب العربي المعاصر في إقليم خوزستان، قال:
يا سرّ فاطم ما مررت بخاطر
إلا وأهدتك السماء حباءها
البست شيعتها رداء كرامة
وجلوت سفر مآثر أبناءها
تلك التي اعطت فنضّرت الثرى
وسمت فجاز سموّها جوزاءها
ما موقف وقفته بعد محمّد
تصمي بصائب رأيها خصماءها
للعلم ما عقدت عليه ضلوعها
والطهر ما مدت عليه كساءها
يا صفوة الله التي مدّت لها
كف العناية فاصطفت آباءها
الروح من افق السماء منزل
يروي لبنت محمّد أنباءها
ترضى فيرضى الله في ملكوته
ويسوء قلب محمّد ما ساء ها
وتقوم ما قام النبي بليله
يخفي النشيج عن الظلام نداءها
ما اومأت نحو السماء تضرعاً
الاّ وسابق دمعها إيماءها
فاذا تجلى للسماء جبينها
بدراً تساقطت النجوم إزاءها
واهتز محراب تكنف ركنه
ليل أحبّ الله فيه لقاءها
يا قصة للمجد ردّد بعدها
تاريخ أمة أحمد اصداءها
خلدت على مرّ العصور فما وهي
صرحٌ على التقوى أطال بقاءها
كفُّ لاحمد شيدت أركانه
فرعت لها عين الإله بناءها
وشريعة للحب كوثر نبعها
يجري ويمنع ورده غرباءها
عهد لفاطم في ضمائر عصبة
نسيت له عند الوفاء وفاءها
حشدت على باب الوصي وعبأت
أضغانها واستنفرت غوغاءها
ما كان أقساها تروّع بضعة
من أحمد فرض الإله ولاءها
ولقد جفت حتى تلبّد افقها
بالظلم واشتكت البتول جفاءها
أيكون حب محمّد في قلبه
من مات حيراناً يكنّ عداءها
ودعت عليه بعد كل فريضةٍ
وليسمعنّ الله فيه دعاءها
ولئن بكى يوماً وطال شقاؤه
من هجرها فلقد أطال بكاءها
كانت هذه إخوتنا مستمعي إذاعة طهران، أبياتٌ منتخبة من قصيدة (قطوف طوبى) التي أنشأها في مدح مولاتنا سيدة نساء العالمين عليها السلام الأديب المبدع الدكتور السيد مسلم الجابري فجزاه الله خيراً. وشكراً لكم أيها الأعزاء على جميل الأصغاء لهذا اللقاء من برنامج (من المدائح الفاطميّة)، دمتم بكل خير.