البث المباشر

شرح فقرة: "حتى لا نريد به غيرك ولا نطلب به الا وجهك"

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 13:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " حتى لا نريد به غيرك ولا نطلب به الا وجهك " من دعاء عصر الغيبة.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها الدعاء الموسوم بدعاء الغيبة غيبة الامام المهدي(ع) حيث يقرأ بعد فريضة العصر من يوم الجمعة وسائر الاوقات وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع يتوسل بالله تعالى ان يحقق لنا املنا في المشاركة عند ظهور الامام(ع) ويقول (واجعل ذلك منا خالصاً من كل شك وشبهة ورياء وسمعة، حتى لا نريد به غيرك، ولا نطلب به الا وجهك) ... ان هذا المقطع من الدعاء مع انه من الوضوح بمكان الا انه ايضاً ينطوي على نكات متنوعة بخاصة انه يتضمن عبارات تبدو وكأنها مترادفة او بمعنى واحد مثل (الرياء والسمعة) ومثل (الشك والشبهة) ومثل (لا نريد به غيرك) و (لا نطلب به الا وجهك)، لكن هذه العبارات في الواقع تختلف احداها عن الاخرى وان كانت ذات طابع مشترك من جهة اخرى وهذا ما نبدأ بتوضيحه الآن.
من الواضح ان فقرة الدعاء تتوسل بالله تعالى بان يجعل املنا في مشاركة الامام المهدي(ع) في حركته الاصلاحية خالصة من الشك والشبهة والرياء والسمعة.
هنا نتساءل قائلين ان المتمني بان يلتحق بالامام(ع) في معركته الاصلاحية هل هو شاك او في شبهة من ذلك؟ طبيعياً لا ولكن لماذا يتوسل الدعاء بهذا الشكل؟ لنتحدث اولاً عن الشك ثم عن الشبهة فماذا تعنيان؟
عندما يظهر الامام(ع) عبر الفتن والادعاءات والتباس الامر حينئذ فان الشك والشبهة قد تردان على الشخصية فيتقدم للمشاركة مثلاً ولكنه شاك في شخصية الامام(ع) في غمرة ما يظهر من الادعاءات باسمه(ع) مثلاً وقد تتكثف الشبهة الى درجة ان المنتظر لظهوره لا يعرف اياً من الرايات التي ستظهر مثلاً هي راية الهدى في امثلة هذه الحالة قد يلتحق باحدى الرايات وهو لا يملك بصراً نافذاً في معرفة ايها هو الحق، وحينئذ يتقدم وهو خائض في الشبهة من هنا يتوسل الدعاء بالله تعالى بان يجعل قارئ الدعاء لا يحيا شكاً ولا شبهة حيال الموقف.
ليس هذا فحسب بل نجد ان عبارة الدعاء تفترض مثلاً ان الآمل بان يلتحق بموكب الامام متيقناً وعارفاً لا شك لديه ولا شبهة ولكنه قد يلتحق وهو يبحث بشكل او بآخر عن السمعة او يعمل ذلك من خلال الرياء كيف ذلك؟
من الممكن ان تبحث الشخصية عن السمعة كأن نفكر مثلاً بانها عندما تلتحق بموكب الامام(ع) فانها تحتل موقعاً اجتماعياً عندما يسمع الاخرون بذلك.
ولا نستبعد امثلة هكذا سلوك من خلال الضعف الذي ينتاب الشخصية لان البحث عن السمعة او التقدير يكاد يطبع غالبية الناس هو واضح.
والامر نفسه بالنسبة الى الرياء. هنا نسأل عن الفارق بين السمعة وبين الرياء فنقول الرياء هو العمل لكسب التقدير من الاخرين واما السمعة فهي العمل مقروناً بالبحث عن الجاه أي المرائي يعمل من اجل الله تعالى ولكنه يشرك رضى غير الله تعالى في عمله.
وفي ضوء هذه الحقائق من الممكن ان تتصاعد درجة الضعف عند الشخصية لدرجة انه من اجل الموقع الاجتماعي يمارس رياءاً في انتسابه الى عمل عسكري يضطلع به مع الحركة الاصلاحية للامام(ع).
اذن السمعة والرياء من الممكن ان تصدر عنهما الشخص في غمرة تفاقم الضعف النفسي او تفاقم احساسه بـ الانا.
اخيراً نسأله تعالى ان يوفقنا لخدمة الامام(ع) بمنأى عن السمعة والجاه وان يوفقنا لاداء مهمتنا العبادية والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة