البث المباشر

شرح فقرة: "والمسلمين لاحكامه وممن لاحاجة له الى التقية من خلقك"

الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 - 12:21 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " والمسلمين لاحكامه وممن لاحاجة له الى التقية من خلقك " من دعاء عصر الغيبة.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة'>الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة غيبة الامام المهدي حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع يتوسل بالله تعالى بان يجعلنا من اعوانه(ع) «ومقوية سلطانه والمؤتمرين لامره، والراضين بفعله» ثم يقول: «والمسلمين لاحكامه وممن لا حاجة به الى التقية من خلقك» هاتان العبارتان ونعني بهما العبارة المتوسلة بالله تعالى بان يجعلنا من المسلمين لاحكامه والعبارة القائلة وممن لا حاجة به الى التقية من خلقك هاتان العبارتان لهما صلة بنشر الاحكام الاسلامية من خلال ائمة اهل البيت عليهم السلام حيث ان النبي(ص) عهد اليهم بتوصيل الاحكام الى المسلمين بعد وفاته وهم قد اضطلعوا بهذه المهمة حيث تركوا لهما الان الاحاديث المتصلة بالاحكام وبالعقائد وبالاخلاق والمقطع الذي نتحدث عنه الان يتصل بظاهرة الاحكام الفقهية وهو امر يدعونا الى تبسيط الحديث عنه نعتقد اننا جميعاً مطلعون على ما يعانيه ائمة اهل البيت عليهم السلام والطائفة المنتسبة اليهم بعد وفاة النبي(ص) وحتى الان فهم يعانون من الاعداء شدائد كثيرة من قتل وسجن وتشريد وتمثيل وتهجير وتوهين ...الخ، بحيث ان الائمة عليهم السلام كانوا في مقدمة من لحق بهم الاذى من اعداء الله تعالى، ولعل ابسط ما يمكن تصوره من الاذى هو الارهاب الذي نسج حيالهم بحيث ان بعض الاحكام كانت تقية أي تصدر عن الامام(ع) مشنوعة بحذر شديد من مخالفة ما عليه الحكام والعامة ولذلك فان بعض الاصحاب المعاصرين للائمة عليهم السلام كانوا في حيرة من وظائفهم العملية بالنسبة الى تلقي الاحكام بحيث كان البعض مثلاً يسال الامام(ع) عن حكم سمع به من ابيه(ع) بنحو مختلف عن الامام الاخر وهو ما يكشف عن التوقف مثلاً حيال بعض الاحكام الى حيث ملاقاته(ع)، وفي ضوء هذه الحقائق يمكننا ان نوضح دلالة العبارة المتوسلة بالله تعالى بان يجعلنا من المسلمين لاحكام الامام المهدي(ع) ومن الذين لا حاجة لديهم الى التقية. كيف ذلك؟
نقول ما دام الامام المهدي(ع) يرث الارض وينشر فيها الاحكام الواقعية حينئذ لا حاجة الى المسلم بان يتوقف حيال احد الاحكام بل لابد من التسليم بذلك لان الامام(ع) يقدم الاحكام الواقعية مما لا تشكيك فيها من جهة صدورها.
وايضاً هذا يترتب على سابقة تكون الشخصية الاسلامية ليست بحاجة الى ان تمارس التقية من حكام الجور لان الامام المهدي(ع)هو المسيطر على المجتمعات فلا خوف من ظالم او من ناصب او عدو مطلق بعد ذلك تواجهنا فقرات جديدة او لنقل يواجهنا مقطع يمتد الى سابقه او يلحق به وهو المقطع القائل: (وانت يا رب الذي تكشف الضر وتجيب المضطر اذا دعاك، وتنجي من الكرب العظيم).
هذا المقطع ـ كما قلنا ـ مرتبط بسابقه أي التوسل بالله تعالى بان يجعلنا مسلمين لاحكام الامام(ع) عاملين بها بافضل صورها واشملها بعد زوال العقبات التي كانت تصد عن تنفيذ كثير من الاحكام اجتماعياً ولذلك توسل القارئ بالله تعالى بان يكشف الضر والكرب عن الامام(ع) ليمارس حركته الاصلاحية بالنحو المطلوب هنا قبل ان نغادر هذه العبارات المتوسلة بالله تعالى بكشف الضر والنجاة من الكرب يحسن بنا ان نحلل هذه العبارات المقتبسة من القرآن الكريم وهو ما نؤجل الحديث عنه الى لقاءات لاحقة ان شاء الله تعالى.
ختاماً نسأله تعالى ان يعجل ظهور الامام(ع) ويجعلنا من المسلمين لاحكامه ويوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة