البث المباشر

شرح فقرة: "يا من تعالي جده

الثلاثاء 3 سبتمبر 2019 - 10:14 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا من تعالي جده " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها دعاء (الجوشن الكبير) حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه والآن نحدثك عن احد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا من تعالي جده، يا من لا اله غيره، يا من جل ثناؤه، ...) هذه العبارات تظل امتداداً لما سبقتها ونحدثك الان عن الاولي منها وهي (يا من تعالي جده) والسؤال مالمقصود من العبارة المذكورة؟ 
الجد، اصله من جد جداً، اي: اشتد وعظم، وهذا يعني ان الجد هو: العظمة، وبذلك يكون المعني: يا من تعالت عظمته، كما ان ثمة دلالات اخري ينسحب عليها المصطلح المذكور، بيد ان هذا المعني يتساوق مع عبارة سبق ان حدثناك عنها (في لقاء سابق) وهي: (يا من تبارك اسمه)، فالمباركة والتعالي يتجانسان اكثر مما لو اتسعنا الي المعاني الاخري لـ (الجد) مثل: الحظ، الحضوة، الرزق الى آخره.
وايا كان الامر فان التعالي وهو السمة التي يتفرد بها تعالي يظل هو: الرفعة في الموقع المقام الذي يحتله تعالي في حظوته وتفرده وهيمنته الى آخره. 
بعد ذلك نواجه عبارة (يا من لا إله غير الله) تعالي، وذلك لبداهة ان العبارة المتقدمة من الوضوح بمكان دون أدني شك، لكن مع ذلك نتساءل: لماذا مثلاً جاءت الصفة او المصطلح (اله) دون سواها من اسمائه تعالي؟ 
الجواب: من الواضح، ان (الرب) مثلاً يرتبط بالتربية، وان (الملك) يرتبط مثلاً بالادارة والسيطرة، ولكن كلمة (الاله) تعني: المعبود، من هنا فان المعبود لا معبود غير الله تعالي، وهذا يعني - من زاوية بلاغية - ان عبارة الدعاء تظل من الدقة بمكان، لانها تتحدث عما ينفرد به تعالي من حيث عبادة الاخرين اياه، ولا اله غيره البتة: كما هو واضح.
بعدها نواجه عبارة (يا من جل ثناؤه). فماذا نستخلص منها؟ 
الجواب: الثناء هو المدح، وعندما نقول (يا من جل ثناؤه) يعني: يا من عظم مدحنا اياه، بحيث تتعذر الاحاطة او القدرة بما يستحقه تعالي من الثناء، بقدر ما يعظم الثناء، اي: يجل بمعني يعظم ويكبر ونحو ذلك ثناؤنا او مدحنا حياله، وتعظيم المدح هو اعم من عظمة وكبير المدح بقدر الاستطاعة البيانية، او عدم امكان الاحاطة بذلك، والمهم في الحالات جميعاً ان عظمته تعالي تستدعي عظمة مدحنا اياه: بغض النظر عن حجم قدراتنا في التعبير عن ذلك، بعد ذلك نواجه عبارة (يا من تقدست اسماؤه). فماذا نستلهم منها؟
الجواب: التقديس هو المباركة والتطهير ونحوهما او التنزيه، وبذلك تكون الدلالة المذكورة بمعني ان اسماؤه تعالي لها القدسية او التنزيه مما هو المماثل لها، فكما ان اسمه تعالي مبارك، وموقعه او مقامه متعال، ومدح ذلك عظيم، فان سائر اسمائه تعالي تظل مقدسة، مباركة، مطهرة الى آخره. 
هنا قد يثار سؤال: لماذا وردت العبارة الاولي بهذا النحو (يا من تبارك اسمه) ووردت الآن عبارة (يا من تقدست اسماؤه). 
الجواب: الاسم في النص الاول هو الاعم من جميع الصفات، اي: هو مطلق الصفات، بينما عبارة (اسماؤه) تعني المصاديق المتنوعة لصفاته تعالي.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة