في حديثٍ إلى إذاعة طهران العربية عبر برنامج "حدث وحوار"، تناول الكاتب والمحلل السياسي اللبناني الدكتور علي بيضون التطورات الأخيرة في لبنان، مركّزاً على ملف سلاح حزب الله واستراتيجية الدفاع الوطنية، مشدداً على أهمية تقييم الوضع الراهن، ولا سيما ما يتصل بطرح مسألة نزع سلاح الحزب.

وأوضح علي بيضون أنّ الورقة التي قدمها المبعوث الأميركي توم باراك لا تزال قيد البحث لدى الحكومة اللبنانية، لافتاً إلى أنّ النقاشات الدائرة تتمحور حول أهدافها وتوقيتها ونقاط الخلاف المطروحة، من دون أن تصل إلى حسم بسبب اعتراض الثنائي الوطني الشيعي، الذي يعتبر أنّ الأولوية في المرحلة الراهنة تكمن في مواجهة التهديد الإسرائيلي ووقف العدوان، لا في البحث عن سحب سلاح المقاومة.

وأكد أنّ حزب الله غير مستعد للتخلي عن سلاحه، مشيراً إلى أنّ المقاومة منفتحة على حوار يفضي إلى استراتيجية دفاعية مشتركة مع الجيش اللبناني، بعيداً عن أي محاولة لإضعاف الدولة أمام إسرائيل. واعتبر أنّ سلاح المقاومة يعزز قدرة لبنان على الردع وحماية السيادة الوطنية، في وقتٍ تتمسك بعض القوى السياسية برؤية مغايرة تقوم على إضعاف لبنان وإعادته إلى دائرة التبعية.

وفي ما يتعلق بالانتقادات التي تُوجَّه إلى سلاح حزب الله بوصفه ذريعة للاعتداءات الإسرائيلية، شدّد بيضون على أنّ المقاومة ليست سبباً للحرب بل ردّاً على الاحتلال، مذكّراً بأن القوانين اللبنانية والدولية تكفل للشعوب حق الدفاع عن أرضها.

أما عن البعد الإقليمي والدعم الإيراني، فأوضح أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تضطلع بدور أساسي في دعم لبنان والمقاومة، محذّراً من الانجرار وراء ما وصفها بالمخططات الأميركية والإسرائيلية الهادفة إلى تقويض المقاومة وإضعاف لبنان.

وختم بيضون بالتشديد على أنّ الحوار الداخلي بين مختلف القوى يبقى السبيل الأمثل لتفادي الانقسام والفوضى، مؤكداً أنّ سلاح المقاومة يشكل عنصر استقرار ودرع حماية للبنان، لا سبباً للفتنة أو الصراع الداخلي.