السلام عليكم إخوة الايمان ورحمة الله، تحية طيبة نفتتح بها لقاء اليوم من هذا البرنامج.
إعزائنا المستمعين، يذكر المورخون أن الطاغية الاموي الحجاج بن يوسف الثقفي أتخذ فور تسلمه ولاية العراق من البلاط الاموي قرارا حاسما بمنع إحياء يوم عاشوراء رغم إن الشيعة في العراق كانوا يقيمونه في الخفاء وبصورة محدودة، الا ان الطاغية شدد المنع وتعقب كل من يحي مصاب يوم عاشوراء بأيه صورة وينزل به أشد العذاب.
وفي المقابل أجبر الطاغية الأموي الحجاج الثقفي الناس في العراق على اتخاذ يوم عاشوراء يوم عيد كان جلاوزته يوزعون فيه الحلوى ويجبرون الناس على القيام بمثل ذلك. وبذل هذا الطاغية الاموي جهودا حثيثة مقرونة بالترهيب والترغيب بهدف ترويج البدعة الاموية للأحتفال بيوم عاشوراء ليس كيوم حزن وعزاء بل يوم عيد وفرح وسرور بما ارتكبه طغاة بني أمية بحق الذرية النبوية المحمدية في هذا اليوم من سنة إحدى وستين للهجرة في واقعة الطف الأليمة.
وإلى جانب ذلك امر طغاة بني أمية وضاع الاحاديث من المأجورين الذين اتخذوا الكذب على رسول الله، -صلى الله عليه واله وسلم- مهنة يكسبون بها الرزق الحرام أمرهم بوضع احاديث تنسب الى رسول الله عن إتخاذ يوم عاشوراء كعيد يحتفل به فرحا وسرورا وأخذوا بترويجها بين المسلمين...
مستمعينا الافاضل، لقد شكلت محاربة الشعائر الحسينية بمختلف اشكالها عنصرا أساسيا في سياسات الحكم الأموي منذ واقعة كربلاء الى حين سقوطه بعد ثمانين عاما من هذه الواقعة على أيدي بني العباس... وفي الواقع فان هذه الحرب الشعواء شكلت جزء من سعي طواغيت بني أمية لطمس الإسلام وتحريف معارفه والعودة بالمجتمعات الإسلامية الى حاكمية القيم الجاهلية... وهذه حقيقة واضحة لكل من درس تاريخ الحكم الاموي بروح موضوعية بعيدا عن التعصبات والقناعات المسبقة واستنادا للمصادر التاريخية المحايدة بل وحتى التي صنفها مولفون ذوي ميول أموية ويكفي في هذا الباب مراجعة أخبار معاوية وسائر خلفاء بني أمية في كتب التاريخ مثل تاريخ الطبري والكامل لأبن الاثير أو حتى كتاب الاغاني لابي الفرج الإصفهاني.
من هنا نفهم مستمعينا الأعزاء أن محاربة الحكم الاموي للشعائر الحسينية جاء نتيجة لخشيته من دور هذه الشعائر في نشر المعارف الإسلامية الصحيحة وفضح التحريفات الخطيرة التي بثها بين المسلمين والبدع المقيتة التي أحدثتها هذه البدع.
أيها الاخوة والأخوات، لقد كانت الشعائر الحسينية على مدى التأريخ الاسلامي منبعا أساسيا لترويج معارف الدين الحق وحفظهما بين المسلمين إذ شكل المنبر الحسيني عنصرا أساسيا في هذه الشعائر يبين للناس حقائق القران والسنة النبوية وأحكامها النقية البعيدة عن التحريفات الاموية.
لنستمع معا لما يقوله عن دور شعائر سيد الشهداء -عليه السلام- في نشر معارف الأسلام، ضيفنا الكريم سماحة (السيد موسى الجبيلي – الباحث الاسلامي من الكويت).
السيد موسى الجبيلي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشعائر الحسينية لها اهمية كبرى وعندما تسمى الشعائر الحسينية اي عندما تهيء الاجواء اي مأتم كماتم للحسين كمكان تتهيء الاجواء لتعظيم شعائر اهل البيت فعندما يوجد المأتم والمجتمع والخطيب فتجد ان هناك مؤهلات بالنسبة لذلك الخطيب ليستطيع ان يستفيد من هذه الشعائر. الشعائر عظمة الحسين، اهداف الحسين ولكن تأثير الشعائر؟ ان لتأثير الشعائر راسخ جداً، مانلاحظه ان الخطيب الحسيني ما يسمى بالخطيب الحسيني، خادم الحسين، الفاضل، عندما يستغل الفرصة في هذه الايام ومتاحة له الفرصة ايضاً من خلال الفضائيات ومن خلال الانترنت يستطيع ان يوصل صوته الى العالم كله والكثير من المجتمع البشري من الاخوة في الدول الاسلامية الان بسبب هذه المنابر الحسينية وبسبب هذه الشعائر وبسبب هذه الفضائيات توصلوا الى معرفة اهل البيت، أتعرف ان حتى من الاشراف الذين هم من سلالة رسول الله في الدول الاخرى لايعرفون انفسهم وانهم بعيدين عن الولاء ولكن من خلال هذه الفضائيات وتعتبر هذه الفضائيات والحسينيات، الفضائيات تنشر هذه الشعيرة والخطيب يستغل الفرصة، اكبر حجة على البشرية انه لاعذر للمجتمع البشري، لماذا؟ لأنهم عرفوا واتيحت لهم الفرصة كما كان الكتاب يمنع ان يدخل في دولة من الدول الاسلامية وحتى على مفاتيح الجنان يحاسب او يعاقب، الان يستطيع من خلال الانترنت والفضائيات ان يستفيد من كل الدروس ومنبر الامام الحسين على الخطيب ان يستفيد منه ليس للدمعة فحسب انما الحسين "عَبرة وعِبرة" فنستفيد من الدرس الحسيني، نأتي الى حياة الامام الحسين وماعرف به الامام الحسين من مميزات كالخلق، كالاخلاق، كالبأس، كالكرم، كالشجاعة، في الايمان، في صلاته، في زهده، في اهتمامه بالفقراء، في كل الحالات اضافة الى نهضة الامام الحسين التي اشار اليها الحسين، ماذا قال؟ "خرجت لأطلب الاصلاح في امة جدي وشيعة ابي" يعني كما قال الرسول الاكرم "اني بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" الحسين كذلك يحافظ على جهود رسول الله ليكمل تلك الجهود بقوله الاصلاح يعني دعوة اصلاحية وليست دعوة تبعد المسلمين، تشتت المسلمين، تفرق بين المذاهب الاسلامية بالعكس، دعوة يريد بها الحسين ان يقرب مابين المسلمين مادام ان الانسان مسلم اخوك وتختلف معه في الرأي عليك ان تحترم مشاعره وتأتي به بأسلوب حضاري من خلال المنبر الحسيني وتوصل المعنى اليه بدون نعرة وبدون عصبية وبأدلة قاطعة ومفيدة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كانت هذه أعزائنا مستمعي صوت الجمهورية الاسلامية في إيران توضيحات سماحة (السيد موسى الجبيلي – الباحث الاسلامي من الكويت) عن دور شعائر سيد الشهداء عليه السلام في نشر وترويج المعارف الاسلامية والدين الحق، فشكرا له.... وشكرا لكم على طيب المتابعة لحلقة اليوم وهي الثامنة عشرة من برنامج (الشعائر الحسينية منطلقات وبركات) وها نحن نتابع تقديمها أيها ألأعزاء بالأشارة الى عدة من خصوصيات هذه الشعائر المقدسة في نشر وترويج المعارف الاسلامية.
فالخصوصية الاولى هي قوة تأثيرها في جذب القلوب الى معارف الاسلام وذلك من خلال عرضها لهذه المعارف واخلاقها من خلال مصاديق تاريخية خالدة تجسدت في سلوكياتها مقتضيات هذه المعارف بأسمى صورها وفي أصعب ظروف المواجهة.
بل وانهم -سلام الله عليهم- ضحوا بكل وجودهم في سبيل حفظ هذه المعارف الألهية.
أما الخصوصية الثانية فهي أن الشعائرالحسينية تتميز بأنها تعرف الناس بمعارف الاسلام وقيمه وأخلاقياته من خلال تعريفهم بضدها أي قيم واخلاقيات أعدائها الذين إنتهكوا جميع القيم الإنسانية وبأبشع صورة من خلال جناياتهم في واقعة الطف الاليمة. وبعبارة أخرى فان الشعائر الحسينية تجسد مصداقية شطري كلمة التوحيد المباركة أي شطر البرائة المتمثل بعبارة (لااله) وشطر الولاية المعبر عنه بقول (إلا الله)...اذ ان هذه الشعائر المقدسة تقوي روح البراءة من الذين اتخذوا أهوائهم وأربابهم الهة من دون الله فارتكبوا فاجعة كربلاء، كما أنها تقوي روح الولاء للحسين وال الحسين -عليه السلام- الذين ضحوا بكل شيء دفاعا عن التوحيد الخالص.
وها نحن نصل اعزاءنا مستمعي إذاعة صوت الجمهورية الاسلامية في إيران الى ختام حلقة اخرى من برنامج (الشعائر الحسينية منطلقات وبركات)... تقبل الله منكم جميل الأصغاء ودمتم في رعايته سالمين.