السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله، نرحب بكم في الحلقة العشرين من هذا البرنامج نتابع فيها الحديث عن بركات الشعائر الحسينية بعد أن تحدثنا مفصلاً عن منطلقاتها الشرعية، وفي هذا اللقاء لنا إشارات الى دور هذه الشعائر المقدسة في حفظ الهوية الإسلامية للمسلمين وترويج العمل بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تابعونا على بركة الله.
أعزاءنا المستمعين، في مقابلة أجريت معه بشأن الشعائر الحسينية ونشرت على عدة مواقع الإلكترونية، أشارآية الله الشيخ محمد سند البحراني الى إصدار بعض دوائر الدراسات الإستراتيجية الأميريكية، لكتابٍ موضوعه هو (التخطيط لبناء معرفي حول إيديولوجية أتباع مدرسة أهل البيت _عليهم السلام_)، وقد ترجمت عدة صحف ومجلات إسلامية نبذاً ومقاطع من هذا الكتاب الأميريكي، وطبقاً لما ذكره سماحة الشيخ محمد سند فإن هذا الكتاب أعزى الهدف الرئيسي لدى الدول الغربية من استهداف الشعائر الحسينية الى كونها مصدر قوة ومنبعا للإستقلال وأصالة الهوية والثقة بالنفس لدى المسلمين.
كما ذكر الكتاب أن من الخطط الغربية لاستهداف الشعائر الحسينية هو تحريك الأقلام الداخلية للنيل منها بالإستهزاء والقول بخرافيتها ومحاولة تنفير الناس منها ورصد سبل الإثارات ضدها.
أعزاءنا المستمعين، هذا النص يبين في الواقع أهداف مثيري الشبهات تجاه شعائر سيد الشهداء- سلام الله عليه- وإحدى علل الحرب الفكرية والإرهابية ضدها، وهي كونها أحد العوامل المهمة والقوية في حفظ أصالة الهوية الإسلامية للمسلمين من خلال ترسيخ هذه الشعائر المقدسة للقيم الإلهية التي خلدتها الملحمة الحسينية المباركة…. ولايخفى عليكم- مستمعينا الأفاضل، أن الإمام الحسين _سلام الله عليه_ قد صرح في بدايات نهضته القدسية أنه إنما خرج طلباً للإصلاح في أمة جده المصطفى- صلى الله عليه وآله- و ليأمربالمعروف وينهى عن المنكر.
ومعلومٌ أن من أهم آثار فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هوحفظ أصالة هوية المسلمين لأنها تمنع ظهور المظاهر المنافية لهذه الهوية الإلهية أوتثير في قلوب المسلمين النفرة والكراهية لهذه المظاهر في الأقل.
وهذا الأمر تتضمنه أيضا الشعائر الحسينية التي إنما تخلد ملحمة تجلى فيها العمل بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولذلك فإن لها آثاراً مباركة في ترويج العمل بهذه الفريضة.
أيها الاخوات والاخوة لنستمع معاً للحديث الهاتفي التالي وما يقوله بهذا الخصوص ضيفنا الكريم سماحة (الشيخ ابراهيم الحجاب الباحث الاسلامي في السعودية).
الشيخ ابراهيم الحجاب: دور الشعائر الحسينية في تحسين الامر بالمعروف والنهي عن المنكر طبعاً نتأمل في كتاب الله عزوجل قول الباري جل وعلا "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ" مضمون هذه الاية انكم لاتصبحوا خير امة اخرجت للناس الا اذا امرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، بالطبع هناك قنوات كثيرة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن جملة هذه القنوات هي الشعائر الحسينية ونلاحظ انطلاقة المؤسس التي من اجله انطلقت الشعائر الحسينية وهو الحسين بن علي سلام الله عليه، انطلاقته كانت انطلاقة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث يقول "اني لم اخرج أشراً ولابطراً انما خرجت لطلب الاصلاح" ثم يبين، ماهو الاصلاح؟ "اريد ان آمر بالمعروف وانه عن المنكر" فأنطلاقة الحسين سلام الله عليه انطلق لكي يصلح ويصلح من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. نلاحظ ان الشعائر الحسينية اقيمت اساساً لكي تحرر الناس من عبودية الشهوات، من عبودية الشيطان، قل للناس تلك الكلمة التي قالها الحسين سلام الله عليه "كونوا احراراً في دنياكم" انطلقوا في المجتمع، هو يقول انما خرجت لطلب الاصلاح فلها دور كبير تلك الشعائر الحسينية، دور كبير وهام جداً اولاً من خلال العشق الذي نحمله في قلوبنا للحسين سلام الله عليه فنجتمع ويسمعونا الناس تحت سقف واحد وينطلق المتحدث او المتكلم من خلال المنبر الحسيني، منبر الحسين سلام الله عليه وهذا من يصعد عليه هو خادم الحسين، هنا يبين انطلاقة الامر ودور الامر بالمعروف من خلال الشعائر الحسينية، لاحظ زين العابدين جاء اسيراً ومر في كل مكان وانشد الناس وبين لهم دور الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولما وجد فرصة المنبر هناك قال يايزيد هل تأذن لي ان اصعد هذه الاعواد لأقول كلمة للناس في الله فيها رضاه، فهنا انطلاقة من خلال مجالس الحسين عليه السلام ومن خلال منبر الحسين يستطيع الانسان ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهذا دور كبير ايضاً من خلال تربية النفس، تثقيف النفس ودراسة اهداف الامام الحسين من خلال شعائره يعني هل فقط الامام الحسين ثار لكي نحزن ونتألم؟ وان كان في الاحزان اجر وثواب لكن لا، اخذ الموعظة واخذ العبرة وتحريك الوازع الديني والضمير في داخلنا من خلال انطلاقة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيتضح لنا من خلال انطلاقتنا ان للشعائر الحسينية دورها الكبير والرئيسي في انطلاقة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من انطلاقة قائدها الامام الحسين الذي اذا سرنا على نهجه يوصلنا الى السعادة في الدنيا والاخرة ان شاء الله.
كانت هذه مستمعينا الأكارم توضيحات سماحة (الشيخ ابراهيم الحجاب الباحث الاسلامي في السعودية) بشأن آثار إقامة شعائر سيد الشهداء- صلوات الله عليه- في الترويج للعمل بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فشكراً له، وشكراً لكم وأنتم تتابعون الإستماع للحلقة العشرين من برنامج (الشعائرالحسينية منطلقات وبركات).
نتابع أيها الأحباء من إذاعة صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم البرنامج فنسجل الملاحظات التالية فيما يرتبط بالموضوع المتقدم.
الملاحظة الأولى هي أن الشعائر الحسينية تقوي أولاً روح الرغبة في المعروف في قلب الإنسان من خلال الصور التي تحملها لسمو المعروف الإلهي الحسيني الذي تجلى بأسمى الصور في مواقف سيد الشهداء وصحبه وأهل بيته في يوم عاشوراء وفي ملحمة السبي بعد الواقعة الدامية.
وإذا قويت روح الرغبة في المعروف إندفع الإنسان بطاقةٍ مضاعفة للدعوة له والأمر به، وبذلك يكون قيامه بالأمر بالمعروف ذا روح حسينية دؤوبة.
الملاحظة الثانية أعزاءنا المستمعين هي أن الشعائر الحسينية تقوي في المقابل روح النفرة والكراهية للمنكر بشتى أشكاله من خلال تعريفها وتذكيرها المستمر بأبشع صور المنكر الشيطاني واليزيدي الأموي التي أظهرها طواغيت بني أمية وأشياعهم في يوم عاشوراء وفي طول مسيرة سبي عيالات رسول الله _صلى الله عليه وآله_.
ولا يخفى عليكم مستمعينا الأفاضل أن تقوية روح الكراهية للمنكر من شأنه أن يزود الناهي عن المنكر بطاقةٍ إضافية للقيام بهذه الفريضة وتنقية نفسه والمجتمع من مظاهر المنكربعد أن تشبعت روحه بكرهه ببركة ملحمة سيد الشهداء _صلوات الله عليه_. وها نحن نصل- مستمعينا الأكارم- الى ختام حلقةٍ أخرى من برنامج (الشعائر الحسينية منطلقات وبركات) قدمناها لكم من إذاعة صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله منكم جميل المتابعة ودمتم في رعايته سالمين.