سلام من الله عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله... على بركة نلتقيكم في الحلقة الأخيرة من هذا البرنامج نفتتحها بمقطع من مقدمة الوصية السياسية الإلهية التي كتبها للإمة الإسلامية قبل رحيله الإمام العارف السيد الخميني... قال رضوان الله عليه:
(أطلب بكمال الجد والإلحاح من الشعوب الإسلامية أن تسير على منهج الأئمة الأطهار فلا تألوا جهداً بالتضحية بالغالي والنفيس والأعزة في هذا السبيل وإتباع هؤلاء الأئمة وهم هداة البشرية العظام إتباعهم في المجالات كافة الثقافية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية...)
ثم قال _رضوان الله عليه_ ضمن ذكره لمصاديق السير على منهج الأئمة الإطهار _عليهم السلام–:
(.. وكمصداق على الإلتزام بذلك أن لا يغفلوا ولا للحظة عن إقامة شعائر العزاء للأئمة الأطهار _عليهم السلام_ لاسيما سيد المظلومين ورائد الشهداء أبي عبدالله الحسين صلوات الله الوافرة وصلوات أنبيائه وملائكته والصالحين من عباده على روحه الملحمية العظيمة.
وليعلموا أن تأكيدات الأئمة عليهم السلام بأحياء هذه الملحمة التأريخية الإسلامية وأوامرهم بأدامة اللعن على ظالمي ال البيت، نابعة من كون ملحمة سيد الشهداء _عليهم السلام_ تمثل كل الصرخات الشجاعة للشعوب بوجه الظالمين على مدى التأريخ الطويل والى الأبد.
وإعلموا إن اللعن الدائم على بني أمية _لعنة الله عليهم_ يمثل على الرغم من إنقراضهم ووردهم جهنم وبئس الورد المورود، صرخة اللعن والرفض لظالمي العالم... ففي إحياء هذه الصرخة إبادة للظلم...
وعلينا أن نعلم جميعاً بأن هذا الشعائر والمراسم الحسينية هي التي أوجدت الوحدة بين المسلمين وحفظت هويتهم...).
مستمعينا الأكارم... هذه الوصية الخمينية المؤكدة بشأن لزوم إحياء وإقامة الشعائر الحسينية وجهها العارف الخميني كما لاحظنا الى المسلمين جميعاً وليس فقط الى أتباع مدرسة أهل البيت _عليهم السلام - ، إنها دعوة عامة الى أن لا يغفلوا _ولا للحظة _عن هذه الشعائر المقدسة لعظيم بركاتها في حفظ الهوية الإسلامية للمسلمين ولتشكيلها محور وحدة لهم على أساس إتباع النهج الحسيني في رفض جميع أشكال الظلم في كل عصر وزمان... وهذا المعنى نتلمسه في دعوة صدرت من زعيم نهضوي من المذهب السني هو قائد الباكستان الشهير (محمد علي جناح).. حيث قال رحمه الله: -
(منذ صغري كنت أشاهد مواكب العزاء الحسيني فتثير في نفسي عميق الحزن وتؤثر في... فلا يوجد في العالم كله مثال للشجاعة والتضحية أعظم مما جسده الحسين، لذا على المسلمين كافة أن ينتهجوا نهج هذا الشهيد الذي ضحى في ارض العراق.
أعزاءنا المستمعين ولأهمية وعظمة بركات شعائر سيد الشهداء _عليه السلام _سعت قوى الشر والطغيان والجور الى مكافحتها وطمسها ولكن العجيب أن إقامتها تتسع يوماً بعد اخر وفي أرجاء العالم... وقفة تأملية عند هذه الظاهرة الغريبة نقضيها في الدقائق التالية ونحن نستمع لحديث ضيفنا الكريم سماحة (الشيخ ابراهيم الحجاب)
الشيخ ابراهيم الحجاب: من خلال الاية المباركة التي تقول "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" (سورة الحج۳۲) اي كل من يمتلك قلباً تقياً خائفاً من الله عزوجل لابد ان يعظم شعائر الله ومن جملة هذه الشعائر التي تعظم هي الشعائر الحسينية التي تقودنا الى الحسين بن علي سلام الله عليه. الان كلما نتمعن ونتفحص انه كلما برز الاعلام بفنونه المتعددة، بأدواره المتعددة نجد ان شعائر الحسين تتطور اكثر من تطور تلك الوسائل الاعلامية بل بالعكس هذه الوسائل الاعلامية تصبح مسخرة للامام الحسين عليه السلام وللشعائر الحسينية طبعاً نلاحظ مثلاً القنوات الفضائية هي منطلق لبث هذه الشعائر التي تدعو للالتصاق بالحسين هذا جانب، نلاحظ مثلاً الانترنت وهذه الوسائل المتطورة سلاح ربما يستخدمه الناس لأبعاد الناس عن شعائر الحسين وتصوير الصور التي تخل بشعائر الحسين وربما يستخدموه بل استخدموه شيعة الحسين سلام الله عليه في بث الوعي الحسيني والفكر الحسيني وشيء طبيعي ان الحق يعلو وكلما نظر الانسان الى الحق وتعلق بالحق عرف الحق حقاً فطلب من الله يرزقه اتباعه فينظر الى هذه الشعائر الحسينية بنظرة تأمل وتمعن وتدبر فعقله يرشده الى ان كل مايقال عن هذه الشعائر ليس صحيحاً فشيء طبيعي ان النور دائماً يجذب الناس فمن يعيش في ظلام دامس يحتاج الى نور فالشعائر الحسينية مصدر اساسي في هذه الانطلاقة والناس دائماً، الانسان الواعي، الفاهم يتبع كل ماهو مفيد والنافع فهذه الامور التي تجعل هذه المجالس والشعائر الحسينية تزداد وتتطور لأنها حق ودائماً الحق يعلو وكذلك سيد الشهداء رمز الخلود ويبقى الحسين سلام الله عليه رمزاً للخلود والناس تنتصر لهذا الرمز الذي يمل شعار الحب والولاء لله ولرسوله ولأهل بيته الاطهار الابرار سلام الله عليهم اجمعين وجعلنا الله ان شاء الله من الذين يهتمون بهذه الشعائر ويروجون لها لأنها هي مصدر الحق. حياكم الله.
جزيل الشكر نقدمة لسماحة (الشيخ ابراهيم الحجاب) على هذه التوضيحاتن ونقدم لكم مثله اعزاءنا مستمعي صوت الجمهورية الإسلامية في ايران وأنتم تتابعون الإستماع للحلقة الأخيرة من برنامج ( الشعائر الحسينية منطلقات و بركات)...
أيها الأحبة نخصص الدقائق المتبقية من البرنامج لإستعراض سريع لأهم النتائج التي توصلنا إليها في الحلقات الست والعشرين منه فقد إتضح:
أولاً: إن إقامة الشعائر الحسينية يستند الى أدلة قرآنية منها دليل تعظيم شعائر الله بأعتبارها أحد مصاديقها وكذلك دليل العمل بالسنة القرآنية في تعظيم وتمجيد النهضات الإلهية.
ثانياً: كما أن إقامة هذه الشعائر المقدسة يستند الى دليل سنة النبي الأكرم _صلى الله عليه وآله _ فقد ثبت إستناداً الى أحاديث صحت روايتها عند مختلف الفرق الإسلامية إقامته _صلى الله عليه وآله _ لأنماط من الشعائر الحسينية بنفسه الشريفة وحتى قبل ولادة الحسين _عليه السلام _ ودعوته أيضاً المسلمين لإقامتها...
ثالثها: ثبت في سيرة أئمة العترة المحمدية إقتدائهم بسيرة جدهم المصطفى _صلى الله عليه وآله _في إقامة الشعائر الحسينية ودعوة الناس لإقامتها.
رابعا: كما ثبت التأكيد على إقامتها في فتاوي الفقهاء والعرفاء كأهم القربات التي تقرب الإنسان الى الله عزوجل.
خامساً: هذا عن المنطلقات الشرعية لهذه الشعائر المقدسة، أما عن بركاتها ، فقد تعرفنا على نماذج كثيرة منها كالإصلاح الذاتي وتقوية روح رفض الظلم في النفوس.
وكذلك في الإصلاح الإجتماعي وحفظ روح الرفض للظلم والجور بمختلف أشكاله وتقوية ركني الولاية والبراءة...
وكذلك في تقوية القيم الإنسانية والإلهية وجذب النفوس والقلوب من المسلمين وغيرهم الى الإهتداء للدين الحق ومواساة المظلومين ونصرتهم وتقوية روح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و نشر و ترويج المعارف الإلهية وغير ذلك مما يصعب إحصاؤه من البركات والخيرات...
نشكر لكم إعزاءنا مستمعي صوت الجمهورية الاسلامية في ايران طيب المتابعة والإستماع لسائر حلقات برنامج (الشعائر الحسينية منطلقات و بركات) تقبلوا منا خالص التحيات والدعوات ودمتم في رعاية الله.