السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة أخرى هي الثالثة والعشرين من هذا البرنامج نخصصها للحديث عن كون الشعائرالحسينية إحدى أهم قنوات إيصال العطاء والفيض الإلهي بمختلف أشكاله للناس وهذه حقيقة مشهودة تحمل ذاكرة تأريخ هذه الشعائرالمقدسة بآلاف الحوادث التي تشهد بها...
فكثيرون هم الذين إهتدوا الى الدين الحق من مختلف الأديان والمذاهب ببركة هذه الشعائرالمقدسة وقد نقلنا قصص طائفة منهم من أديان شتى وجنسيات عديدة في الحلقات الستين لبرنامج ( بالحسين إهتديت)...
وكثيرون هم الذين فازوا بالشفاء لأمراض عجزالأطباء عن علاجها ببركة الإنفاق أوالمشاركة في هذه الشعائرالمقدسة...
وكثيرون هم الذين فازوا بالشفاء من أمراض روحية ومعنوية أعيتهم وأتعبت أرواحهم فأزالتهم عنهم المشاركة في هذه الشعائرالقدسية ودموع البكاء على الحسين _عليه السلام_ وهي الطهورالإلهي الذي يزكي النفوس والقلوب من رجس الذنوب .
إن مما يميزالشعائرالحسينية مستمعينا الأعزاء هو تنوعها غيرالمألوف في غيرها من المراسم التي عرفها المجتمع الإنساني، وفي هذا التنوع حكمة مهمة هي جذب جميع الفئات الى هذه السفرة الإلهية لكي يحصل الجميع على ما يحتاجونه من بركاتها وبما يتناسب مع طبيعة توجهاتهم.
وهذه الخصوصية في شعائر سيد الشهداء سلام الله عليه نابعة من الملحمة الحسينية نفسها فقد إشتملت هذه الملحمة على جميع صور التضحية من مختلف الاعمار و النساء والرجال فصارت تهز وجدان جميع الفئات للتفاعل معها والإستهداء بها رجالاً كانوا أم نساءً شيباً أو شبابا أو أطفالاً عرباً كانوا أم عجماً كما أن الملحمة الحسينية إشتملت على جميع صورالبذل والعطاء فانعكست هذه الصور في شمولية البذل والعطاء الإلهي في الشعائرالحسينية التي تخلد هذه الملحمة...وكل ذلك لأن العطاء الإلهي نفسه متنوع الأشكال لاحدود فيه.
والملحمة الحسينية وكذلك شعائرها فروع لهذا العطاء الشمولي.
أيها الأخوة والأخوات، إن الإطعام من مظاهرالعطاء الإلهي الواضحة وقد أثنى الله عزوجل عليه في قرآنه الكريم وهو ينقل حكاية وفاء علي وفاطمة والحسنين وفضة عليهم السلام بالنذر في سورة الدهر فقال عزوجل "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً{۸} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً{۹}" (سورة الإنسان )وقد أصبحت هذه السنة الإلهية جزءً أصيلاً في الشعائرالحسينية تفيض بالبركات الإلهية...عن أهمية الإطعام في شعائر سيد الشهداء صلوات الله عليه يحدثنا ضيفنا الكريم في هذا اللقاء سماحة (السيد راضي الحسيني) نستمع معاً .
السيد راضي الحسيني: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين
الحقيقة ان الاسلام اهتم بالشؤون الاجتماعية كثيراً ومن جملة هذه الامور تحقيق مزيد من الروابط الاخوية والايمانية فيما بين المسلمين وعملية الاطعام وسيلة من هذه الوسائل لتحقيق مزيد من الروابط الاجتماعية والروابط الاخوية فيما بين المسلمين فحينما تتم مراسم ابي عبد الله الحسين او مراسم التوعية او مراسم المحاضرات الدينية لابأس بتقديم الطعام لما له وجهة ايجابية في هذا المجال فهي في الواقع ليست عملية رشى لهذه البرامج وانما هو تتميم لمزيد من الاواصر الاخوية فيما بين المسلمين اذن هذه العملية في حد ذاتها في الواقع هو عمل استحبابي يعني افشاء السلام واطعام الطعام هذه من سجايا المؤمنين، من سجايا الكرماء وهذه خصال حميدة في الواقع وربما الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب للانسان الذي يبذل الطعام للضيوف، للناس الجياع، للناس الراغبين في زيارته فكيف اذا كانت المجالس مجالس وعي وارشاد ونصح وتسديد وذكر لأهل البيت عليهم السلام وفي ذكر مراسم اهل البيت ومناقب اهل البيت هي في الواقع احياء للقلوب وعملية احياء القلب تحتاج الى احياء للجسد ودعم للجسد فأذن بما قدموا لهم من مواعظ وارشادات في الجانب الروحي فلابد من تتميمها في المجال الاخر، لااقول ان هذا يفتقر الى هذا ولكن من باب تعميق الروابط الايمانية، من باب تحقيق الاستحباب الذي هو اصلاً هو مطلوب في الشريعة، ان الانسان يبذل الاخلاق الفاضلة ويبذل الطعام للضيوف، للناس الزائرين فهذا بالرغم من انها طبيعة اعتاد عليها الكثير ممن يقيمون مجالس العزاء ولكن هي في حد ذاتها عمل مستحب له مردودات ايجابية، هذه المردودات الايجابية تنعكس على الحالة النفسية للانسان المشارك من جهة وكذلك تنعكس على الانسان الباذل، الانسان الباذل في الواقع سوف يترفع من الناحية الاخلاقية اتجاه حاجات المجتمع فنجد هذا الانسان الذي يبذل هذا المال والمال عزيز عند الانسان نجد ان هذا الانسان يبذل من وقته ومن جهده لأجل خدمة المجتمع اذن هذه العملية لها اهداف متعددة وليس هدف واحد وهو عمل بحد ذاته مبارك، طبعاً ضروري ان نؤكد على النوايا الصادقة والنوايا الايجابية والنوايا الحسنة حتى يكتب هذا الثواب للانسان الباذل للطعام من اجل الثواب في مجالس الامام الحسين عليه السلام.
نشكر سماحة (السيد راضي الحسيني) على هذه التوضيحات ونتابع أعزاءنا من صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقديم هذه الحلقة من برنامج ( الشعائرالحسينية منطلقات وبركات).
أيها الأعزاء وعلى ذكرالإطعام في الشعائرالحسينية نشير الى أن بركته لم تنحصر في التعبير عن عنصرالعطاء الذي تجلى في الملحمة الحسينية، بل إنه صار وسيلة للهداية والرحمة ينزلهما الله عزوجل على من شاء من عباده وما أكثرالذين إستشفعوا بطعام المأدبة الحسينية من أمراض يأس الأطباء من إمكانية علاجها...ونود هنا أن ننقل لكم أيها الأعزاء نموذجاً واحداً لذلك... نقله لكاتب البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني و قد شاهده عن قرب خلال زيارته للعاصمة البريطانية...والنموذج معبر يحمل أكثر من دلالة...
ملخص الحكاية التي نقلها سماحة الشيخ الكوراني والتي جرت في محرم سنة ۱٤۲٦ هي أن أحد البريطانيين آثار إنتباهه توزيع الطعام في المراسم العزاء الحسيني التي تقيمها جالية أتباع مدرسة الثقلين في لندن...فجاء اليهم بعد إنتهاء المراسم وسألهم عن علة توزيعهم الطعام فأخبروه بقضية الإمام الحسين وملحمته وأن توزيع الطعام جزءً من مراسم إحياء ذكراه- عليه السلام-...فلم يقتنع وقال:
إنها ملحمة مؤثرة حقاً ولكن لا حاجة لمثل هذه الأموروتوزيع الطعام، يكفي أن تقيموا محفلاً تلقى فيه الكلمات والأشعارعن هذه المناسبة...
وهنا قال أحد المقيمين لهذه المراسم ما مضمونه ...إن لهذا الإطعام فوائد كثيرة منها أن بعض المرضى يحصلون على الشفاء ببركته...
هذه الكلمة هزت الضيف البريطاني فقال لمحدث: لا إصدق ما تقولون إلا إذا شفاني طعام حسينكم...لقد إكتشف الأطباء وجود ورم سرطاني في معدتي ولا أمل يرجى من العلاج الكيمياوي!
في هذه اللحظة أجرى الله عزوجل على لسان الحاضرين أن يقول لضيفهم البريطاني: أنا أضمن شفاءك بالشاي المتبقى من المجلس الحسيني!
ولما سمع الضيف إسم (الشاي) رفض وقال: لقد منعني الإطباء منه بالكامل لأنه يزيد من آلام معدتي بسبب الورم السرطاني...
فأصرالأخ على كلامه وهو يردد: وأنا أضمن لك الشفاء بهذا الشاي الذي منعك الأطباء ...لأنه شاي مجلس الحسين عليه السلام...
وبعد فترة من التأمل وافق الضيف البريطاني على شرب هذا الشاي فقدموه له وشربه ثم ذهب ليعود لهم في اليوم الثاني وهو يقول: لقد شافاني شاي الحسين، فور أن شربته أحسست بدمٍ جديد يجري في عروقي ونشاط يدب فيّ لكنني أردت الإطمئنان فذهبت اليوم الى المستشفى وأجريت فحوصات جديدة أخبرني الأطباء بنتيجتها وهم في تعجب ودهشة قالوا: لا أثر للورم السرطاني في معدتك!!
وها نحن نصل أيها الأعزاء الى ختام حلقة أخرى من برنامج (الشعائرالحسينية منطلقات وبركات) إستمعتم لها من وها نحن نصل أيها الأعزاء الى ختام حلقة أخرى من برنامج (الشعائرالحسينية منطلقات وبركات) إستمعتم لها من إذاعة صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبل الله حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.