السلام عليكم مستمعينا الأفاضل وتقبل الله منكم تقربكم إليه بإقامة مجالس سيد الشهداء ومعلم الإباء والرفض للظالمين مولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
معكم أحباءنا في حلقة أخرى من هذا البرنامج نخصصها للحديث عن أحد آثار الشعائر الحسينية في تطهير القلوب من الشرك.
ولكن نقدم لذلك بنقل مقطع من البحث الإستدلالي الذي أورده الفقيه المحقق آية الله السيد محمد تقي الإصفهاني في كتابه القيم (مكيال المكارم) ضمن حديثه عن حكم تعظيم ما يرتبط بمولانا إمام العصر _عجل الله فرجه_. وهذا الحكم نفسه يصدق على الشعائر الحسينية، قال رضوان الله عليه: روي في كتاب مرآة الأنوار عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) مرسلا أنه قال: (نحن الشعائر، والأصحاب) ولا يخفى أن المراد بقوله (نحن) إما رسول الله والأئمة أو الأئمة فإنهم أعظم شعائر الله وأفضلها ولا ريب في أن تعظيم ما ينتسب إليهم تعظيم لهم وهم شعائر الله فتعظيم ما يختص بهم وينتسب إليهم تعظيم لهم، هم شعائر الله وهذا واضح لا سترة فيه فقد ظهر بحمد الله رجحان تعظيم وتوقير كل ما ينتسب إلى مولانا الحجة _عجل الله فرجه_ وكذا سائر الأئمة عليهم السلام ويضاف إليهم بإضافة خاصة من مواقفهم ومشاهدهم وضرائحهم، وخطوطهم، وكتبهم، وملابسهم، وأحاديثهم وكلماتهم، وذراريهم وشيعتهم، وغير ذلك واستحباب ذلك مما لا مجال للتأمل فيه.
كان مستمعينا الأكارم جانب من البحث الإستدلالي للفقيه الورع آية الله السيد محمد تقي الإصفهاني رضوان الله عليه، ومنه يتضح إستحباب تعظيم الشعائر الحسينية التي تتميز بثمرة كبرى هي قوة آثارها في حفظ وتقوية روح الرفض للظلم والظالمين في النفوس. لنستمع معا أحباءنا لما يقول سماحة (الشيخ اديب حيدر الباحث الاسلامي من لبنان) في توضيح هذه الحقيقة.
السيد موسى الجبيلي: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
شعائر الامام الحسين سلام الله عليه فيها فوائد كثيرة ودروس وعظة وفائدة للمجتمع البشري بل للانسانية جمعاء لأن الامام الحسين سلام الله عليه عندما وقف ودافع عن دين جده ووقف بوجه الطاغية ليس هو للشيعة فحسب وانما هو بأعتباره اماماً معصوماً هو ايضاً المجسد لدين جده من بعد رسول الله يعني يقوم بمهامه كما ان النبي ارسل لكل البشرية، لكافة البشرية كذلك الامام قام من اجل البشرية جمعاء حتى تعيش الناس تحت شعار الاسلام والامن والامان والتعايش والمحبة وايضاً نستفيد منه ومن منبره في هذه الايام اي نستفيد من هذا المنبر بأعتبار انه جامعة من الجامعات، منبر الامام الحسين هو عظة، عبرة وعبرة، اولاً نأخذ منه الدروس في جميع مسائل الحياة، في العلم، في العطاء، في الجهاد، في التعليم، في التضحية، في الاخلاق، في التزكية، في التواضع، في التوصل الى معرفة الله عزوجل وطاعة الله فمنبر الامام الحسين جامعة متكاملة عندما نستفيد وعلى اخواني الاعزاء الخطباء في هذا الشهر ان يغتنموا الفرصة في هذا الحضور ومن خلال الفضائيات ومن خلال الراديو ان يستغلوا الفرصة ليفيدوا الناس لأن الامام الحسين سلام الله عليه قتل من اجل هذا الدين فنحن عندما نرقى المنبر ونتحدث عن حياة الحسين، ماذا هي حياة الحسين؟ حياة الحسين مليئة بالعطاء، ماذا يقول؟ لأطلب الاصلاح في امة جدي يعني دعوة الامام، نهوض الامام، موقف الامام من اجل الدعوة الاصلاحية، الاصلاحية في الدين، في جميع مراتب الحياة، الامور الاجتماعية، الدينية فالامام الحسين مدرسة متكاملة لذا يجب علينا في هذا الوقت مع الوسائل المتطورة التي توصل صوت الامام الحسين الى العالم اجمع علينا ان نتحدث ونستفيد من هذا المنبر كي نبين اهداف الحسين واخلاق الامام الحسين وكلكم من اهل المعرفة يعني انا وفقت مع الكثير عنما اجلس واحياناً حتى الذين هم من المسيح عندما نتحدث عن الامام الحسين سلام الله عليه وموقف الامام فكل يشيد بعطاء الامام يقول نعم حقاً وقف الامام في وجه الطاغية يعني يعترفون ان الحق مع الامام الحسين سلام الله عليه اذن الكل يتفاعل مع مصيبة الامام الحسين ومع نهضة الامام الحسين ويستفيد منها فللمنبر الحسيني تأثير راسخ في التعليم والتثقيف وتقريب وجذب الناس واحتضان الناس الى الاسلام والى الدين لأن الامام الحسين نهضته هي نهضة دينية، ايضاً نهضة لتطبيق رسالة السماء الذي حاول الاخرون ان يجعلوا الغبار على تلك النهضة من اجل اهدافهم ومناصبهم فالحسين انتفض لأنه العين الحارصة لهذا الدين.
نشكر سماحة (الشيخ اديب حيدر الباحث الاسلامي من لبنان) على هذه التوضيحات ونتابع أعزائنا مستمعي صوت الجمهورية الإسلامية في إيرن تقديم هذه الحلقة من برنامج (الشعائر الحسينية منطلقات وبركات).
نعود بكم أعزائنا إلى البحث الإستدلالي للفقيه المحقق آية الله السيد محمد تقي الإصفهاني الذي نقلنا لكم مقطعا منه في بداية اللقاء، ففي جانب آخر من بحثه بشأن تعظيم ما يرتبط بأهل بيت النبوة –عليهم السلام– قال رضوان الله عليه: ورد في بعض الروايات أن المؤمن أعز من الكعبة المشرفة. ووجهه أن الإيمان بالله تعالى أعز الأمور وأشرفها ولهذا قال الله تعالى: "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" في مقام بيان فضل تعظيم الشعائر تنبيها على أن تقوى القلوب أعظم الأمور وأشرفها وأنه مما يستغني عن ذكر فضله وبيان علو مقامه وشرف منزلته عند الله عزوجل وبيان ذلك أن الله تعالى بعد ما بين جملة من الأحكام في سورة الحج أمر بالتوحيد والإخلاص والتبري من الشرك بقوله: "حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ" ثم نبه على نتيجة الإشراك وعاقبته بقوله "وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ". ثم نبه على علامة التوحيد والإيمان بقوله : "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" تنبيها على أن علامة من خلص قلبه من الشرك وتحلى بزينة الإيمان، واستنار بنور التوحيد، تعظيم شعائر الله وذلك لأن من أحب شيئا أحب كل ما يختص به، وينتسب إليه وهذا أمر مشاهد بالوجدان، مؤيد بالعقل والنقل فالمؤمن بسبب معرفته بالله تعالى وحبه له، يحب كل شيء يضاف وينتسب إليه تعالى بخصوصية يمتاز بها عما سواه ولهذا تتفاوت مراتب التعظيم والتوقير بتفاوت مراتب إيمان المؤمن وحبه وإخلاصه لله عزوجل وتفاوت مراتب الشيء المنتسب إلى الله تعالى في الخصوصيات والأسباب التي أوجبت انتسابه إلى الله واختصاصه به.
كان هذا مستمعينا الأكارم الإستدلال الفقهي الذي عرضه الفقيه الورع آية الله السيد محمد تقي الإصفهاني – رضوان الله عليه – في كتابه القيم (مكيال المكارم)، ومنه نخلص إلى أن تعظيم ما يرتبط بالله عزوجل عموما هو من القربات التي تثمر تطهير قلب الإنسان من الشرك وتقوي فيه روح الإيمان والتوحيد. وهذا الحكم يتأكد كلما عظمت حرمة الشيء الذي ينسب إلى الله عزوجل، والمؤمن أعظم حرمة كما ورد في الأحاديث الشريفة فكيف الحال بسادات المؤمنين أهل بيت النبوة –عليهم السلام–؟
فما يصدق على الكعبة ومشاعر الحج وتعظيمها يصدق عليهم بدرجة أكثر تأكيدا وتكون النتيجة أن تعظيم ما يرتبط بهم عليهم السلام جميعا هو عبادة – بالمعنى العام – تطهر القلب من الشرك وتنوره بنور التوحيد، وهذا الحكم يصدق على تعظيم الشعائر الحسينية بصورة أوضح لقوة عنصر الرفض للظالمين فيها. وبهذه النتيجة ننهي أيها الأحباء حلقة اليوم من برنامج (الشعائرالحسينية منطلقات وبركات) شكرا لكم ودمتم في أمان الله.