البث المباشر

"مذكرات سفيرة" بين يديك

الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - 19:06 بتوقيت طهران
تنزيل

فيديوكاست- إذاعة طهران: فيديوكاست خاص يروي قصة سفيرة الإسلام في دولة فرنسا. سيدة محجبة وربّما مختلفة قليلا عن أقرانها وزملائها والتي غادرت إيران لفترة من أجل استكمال دراستها في مجال التصميم الصناعي.

.. دخلت جوليا إلى غرفتي. تحدّثت عن مدغشقر. قالت إنها كانت قد تزوّجت ذا مرة وكان زوجها سيئا، فانفصلت عنه وهو أمر غير مرحّب به في مدغشقر، والدتها طلبت منها أن تأتي إلى فرنسا حتى لا يتدخَّل الآخرون في حياتها ولتعيش في ظروف أفضل.

تحدّثت عن رغبتِها بمحمد وأنّها راضية جدا لوجودها بجانبه. وأنا أيضا تحدثت لها عن إيران.

وبعد حوالي نصف ساعة طرق محمد الباب وقال:

"جوليا، ألا تأتين لنذهب؟".

عندما أرادت جوليا الذهاب مع محمد من السكن، ذهبت إلى الباب لأودّعها.

كان "نائل" و"ويدد" وبعض الفتيات من السكن موجودين أيضا.

صافح محمد كل واحدة منهن وعانقهن. وعندما وصل إلي، وضع يده على صدره وانحنى برأسه وقال:

"إلى اللقاء".

ألمحت له برأسي ، ولأنَّه احترم حدودي، أَجبت بنبرة أكثر لطفا:

"إلى اللقاء."

وبعد محمد جاءت جوليا لتودّعنا جميعا.

عندما وصَلت إلي، عانقتني بشدة وقالت في أذني:

"شكرا لك لأنَّك لم تصافحي محمدا ولم تعانقيه!".

لم أفهم موقفها تماما.

قلت:

"ديني لا يسمح لي بذلك؛ وإلّا، كما تعلمين، خطيبك محترم بالنسبة لي أيضا."

بينما كانت عيناها تبرقان، قالت:

"أَعلم. أَعلم. شكرا لك."

ربّما علمت بنظراتي الغامضة فأضافت:

"أنت تعلمين، أنَّك كنت أول شخص تحدّث محمد معا ولم أشعر بعدم الأمان."

هذه راوية يوم لسفيرة الإسلام في دولة فرنسا. سيدة محجبة وربّما مختلفة قليلا عن أقرانها وزملائها والتي غادرت إيران لفترة من أجل استكمال دراستها في مجال التصميم الصناعي في فرنسا، وهكذا تبدأ رواية "مذكرات سفيرة".

بعد جولة في شارع الشانزليزيه ونظرة على برج إيفل ساعة غروب باريس، تأخذك الراوية إلى سكنها لتشاركك بالأحداث والتجارب وذكرياتها الخاصة.

ذكريات فتاة مسلمة تعيش في فرنسا، لمواصلة الدراسة ونيل درجة الدكتوراه، وقد أصبحت سفيرة للدفاع عن حقيقة الإسلام.

إنّ مواجهتها مع أشخاص مختلفين وأحداث متنوعة تجعل هذه الذكريات أكثر إثارة، بدأ من عدم قبولها في أفضل جامعة في فرنسا بِسبب حجابها وعدم مصافحتها لأَشهر الأساتذة الرجال، إلى إقامة مراسيم دعاء العهد في غرفة سكنها وقراءة دعاء كميل.

مدّ "هيرفي" يده ليصافحني.

أعدت قراءة النَّص الذي كتبته مسبقا:

"أعتذر... أنا آسفة جدا!.

أنا مسلمة، ولا يمكنني مصافحة الرجال.

ليس لدي أي نية للازدراءِ.

هذه تعاليم دينية، ولا أستطيع تغييرها؛ أعتذر مرة أخرى."

سحب هيرفي يده فجأة وقال:

"أوه... فهمت."

عمر الذي كان جالسا على الكرسي أَشار إلي واستمر في النقاش:

"يبدو أنَّك لا تدركين!.

أمريكا هي أكبر قوة في العالم. إذا شاءت فالجميع سيعاني؛ حتى أنت (هذه الكلمة "حتى" التي قالها لها معنى كبير جدا!).

بوش نفسه قال:

"إنَّه إذا لم تستسلم إيران في القضية النووية، سنجعلها تندم ."

قلت:

"ليس بمقدور أمريكا أن تحدّد لنا معنى السعادة والشقاء، فَكيف يمكننا أن نشعر بالشقاء بكلام الآن. رئيس الولايات المتحدة اعتاد على قول أشياء تافهة كثيرا."

سأل عمر من أمبروجا:

"ماذا تقولين؟:

بوش قال:

"إنّه سيهاجم إيران قبل يونيو."

أجابت أمبروجا:

"حسنا...

في الواقع، أنّ والدة جورج لم تعلمه أنّ الكذب هو عمل قبيح!".

وبعد لحظات من الصمت.. ضحك الجميع.

كتاب "مذكرات سفيرة" هو بقلم السيدة "نيلوفر شادمهري". وتعمل هذه السيدة حاليًا كمستشارة ثقافية لإيران في فرنسا وعضو هيئة التدريس في جامعة الفنون.

تمّت ترجمة هذا الكتاب مؤخرا بواسطة الدكتورة أميمة عليق، وأصدرته دار المعارف الحكمية في لبنان بطبعة جديدة.

وقد حظي الكتاب بإقبال كبير فطبِع أكثر من مرة.


⬅️ نقدم لكم هنا أبرز الكتب الإيرانية التي تكون متاحة "بين يديك" للشراء والقراءة

✅ يمكنم شراء رواية "مذكرات سفيرة" عبر:

 https://maarefhekmiya.org/safira/ 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة