وأوضحت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس أنّ مقاتليها استهدفوا دبابة "ميركافاه" صهيونية بقذيفتي "الياسين 105" قرب مسجد الأنباشي حسن في حي تل الهوى، ما أسفر عن مقتل نحو جنديين إسرائيليين.
كما أكدت كتائب القسام تنفيذ عملية إغارة على تجمع لجنود الاحتلال وآلياته في محيط بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، حيث اشتبك مقاتلوها معهم من مسافة صفر، وأنباء عن مقتل جنديين آخرين بينهم ضابط.
وبيّنت كتائب القسام أنّ هذه العمليات تأتي في إطار التصدي لمحاولات الاحتلال السيطرة على مدينة غزة وتهجير سكانها، ومواجهة حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ ما يقارب العامين.
وكان شهود عيان قد أفادوا، الاثنين، بتقدّم آليات جيش الاحتلال مئات الأمتار شمال حي تل الهوى، انطلاقاً من محيط مفترق الدحدوح في شارع "8" ومحيط الكلية الجامعية التي وصل إليها الجيش خلال الأسابيع الماضية.
وفي السياق، قصفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بقذائف "هاون" من عيار 60 ملم آليات الاحتلال المتوغلة في الحي ذاته جنوبي غربي مدينة غزة.
واعترف الاحتلال الإسرائيلي بمقتل جنديين في قطاع غزة، حيث أعلن متحدث باسم الجيش أن أحدهما قضى متأثراً بجروح بالغة أصيب بها في كمين للمقاومة، بينما قُتل الآخر في معركة شمالي القطاع، وفق ما أوردته القناة 12 العبرية تحت بند "سُمح بالنشر".
يشار إلى أنّ كتائب القسّام كانت قد أطلقت في 3 سبتمبر/ أيلول الجاري عملية "عصا موسى" للتصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة، وذلك بعد إعلان الاحتلال بدء عملية "عربات جدعون 2" التي تهدف إلى احتلال كامل مدينة غزة.
منذ أغسطس/ آب الماضي، يشنّ الاحتلال عدواناً واسعاً على المدينة، تصاعدت خلاله وتيرة القصف وعمليات التفجير والتفخيخ باستخدام المركبات والآليات العسكرية، وسط سيطرة نارية إسرائيلية جوية ومدفعية كثيفة، وعمليات نسف وتدمير غير مسبوقة.
وقد أدت هذه العمليات إلى تدمير مئات المنازل كلياً، وإلحاق أضرار جسيمة بغيرها جعلتها غير صالحة للسكن، فيما اضطر مئات الآلاف من السكان للنزوح نحو وسط وجنوب القطاع.
من جهتها أكدت حركة حماس أنها لم تكن يوماً عقبةً في طريق الوصول إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مفندة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي ادّعى فيها أن الحركة هي من يرفض عروض وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت حماس إنها قدّمت في سبيل ذلك كلَّ المرونة والإيجابية اللازمة، وتعلم الإدارة الأمريكية والوسطاء والعالم أجمع أنّ مجرم الحرب نتنياهو هو المعطِّل الوحيد لكل محاولات التوصل لاتفاق.
وشددت على أن الإرهابي نتنياهو انقلب على اتفاق يناير الماضي، وقابل مُقترَح ويتكوف، الذي أعلنت الحركة موافقتها عليه، بالتجاهل الكامل، قبل أن يرتكب جريمته الآثمة بقصف مقر اجتماع وفد الحركة للمفاوضات في الدوحة أثناء مناقشته لورقة الرئيس ترامب الأخيرة.
ودعت الإدارة الأمريكية إلى الانحياز لقيم العدالة، والتدخّل الإيجابي لإلزام حكومة الاحتلال الإرهابية بوقف جرائم الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري ضد شعبنا الفلسطيني، ورفع غطائها السياسي والعسكري عن هذه الحرب الوحشية.