غرائب اجتمعت في شهيد ايراني إبان الحرب المفروضة علي ايران من قبل الجيش البعثي العراقي.
هل تعرفونه؟
أسطورة من أبناء الثورة الإسلامية الإيرانية في السابعة عشرة من عمره، وقيادي في سن التاسعة عشرة، وقائد في الخامسة والعشرين من عمره، وشهيد يبلغ من العمر ٢٧ سنة.
عاد جثمانه الطاهر إلى أرض الوطن وهو في التاسعة والأربعين من عمره، لكنه لا يزال مجهولاً لدى الكثير من الناس إلى الآن.
ولد الشهيد عام 1961 م في مدينة الأهواز، ونشأ في أسرة بسيطة ومتدينة ورغم قبوله في كلية طب الأسنان بجامعة مشهد ومنحة دراسية بأمريكا، فضّل الجهاد في جبهات القتال دفاعًا عن الإسلام والوطن.
لعب خلال الثورة دورًا مهمًا في النشاط السياسي، فقد اعتقلته عناصر السافاك التابعة للنظام الشاهنشاهي المقبور عدة مرات وقام بأعمال دعائية ووزع إعلانات الإمام الخميني (قدس).
قبل اندلاع الحرب شكل الشهيد وhصدقاؤه الشباب، حرس الثورة في منطقة "الحميدية." وعينه قائد فيلق خوزستان علي "شمخاني" قائداً لفيلق حميدية.
شارك الشهيد عبر قيادته للواء "نور" السابع والثلاثون بدورٍ فاعل في تحرير مدينة خرمشهر وكذلك تحرير وتطهير منطقة خوزستان الغربية من المجرمين المعتدين وهو أحد المخططين الرئيسيين لعمليتي "خيبر" و"بدر".
في يوليو 1988م، وضع العدو خطة كبيرة لاستعادة جزر مجنون. قام العدو برش مساحة كبيرة من المنطقة كيميائياً ثم هاجم الجزر. قاوم المجاهدون كثيراً وبقي الشهيد صامداً هناك، ورغم طلب القادة منه العودة، فلم يقبل بذلك. وكان يقول: "لن أعود وهناك شخص واحد على الجزر. ماذا أقول للناس عندما أعود؟ هل أقول إنني تركت أطفالك وعدت".
في النهاية بقي 13 شخصًا في الجزر ولم يتراجعوا، وبعد سقوطها عاد 7 أشخاص وأُسر شخصان وفُقد 3 أشخاص آخرين، واكتنف مصير الشهيد الغموض.
لفترة طويلة كان يمنع ذكره في الإعلام والاجتماعات العامة ظنا من أنه لجأ إلي أحضان العدو.
في عام 2010م، وبعد فحص جثث الشهداء في مناطق العمليات، تم العثور على جثمان اللواء الشهيد مع ثلاثة من مرافقيه المخلصين، وعاد الشهيد بعد 22 عاماً من الغياب إلى حضن الوطن.
قال قائد الثورة الإسلامية - آية الله خامنئي، بحق هذا الشهيد:
"في خوزستان، وقف الشباب العربي في وجه غزو نظام صدام. كانوا عربًا، وكان المعتدي عربيا أيضا، لكن هذا العربي وقف بحزم. الشهيد علي هاشمي، اللواء العربي الشاب - من الأهواز لن يُنسى اسمه؛ هؤلاء وقفوا. كان يتحدث العربية، وكان ذلك يتحدث العربية أيضا، لكنه (اللواء الشهيد هاشمي) فهم الحقيقة، وأدرك مؤامرة العدو ووقف ضده."
يروي شقيق الشهيد، "عارف هاشمي" نبذة عن حياة الشهيد اللواء علي هاشمي:
"تمكن الشهيد علي هاشمي و بمساعدة بعض الشباب الغياري في الأهواز والحميدية من تشكيل لواء 37 نور وتمكن هذا اللواء من إثبات قدراته القتالية وبطولاته من خلال عدة عمليات ناجحة في جبهة الحميدية ويعد فتح خرمشهر وزيادة استعداد القوات البعثية ومساعدة القوي العظمي للنظام العراقي وعدم نجاح القوات الايرانية في بعض العمليات مثل عمليات رمضان ومقدمات عمليات الفجر وعمليات الفجر الأولي ولهذا السبب فقد بادر قائد حرس الثورة آنذاك محسن رضائي وبمساعدة الشهيد هاشمي غلي ايجاد خطة للتغلب علي هذة الحالة وكانت تلك الخطة مبنية علي القيام بالعمليات العسكرية في منطقة هور الهويزة وهي خطة لم تكن القوات البعثية تتوقعها وتم تاسيس مقر نصرت السري في هور العظيم وقد تم تاسيسه بشكل سري بحيث أن المسؤلين السياسيين العسكريين لم يعلموا بوجوده إلا بعد عدة أشهر من تأسيسه ".
تقول والدة الشهيد علي هاشمي التي التحقت بابنها الشهيد:
" لقد كان (رحمه الله ) من خيرة الدعاة إلى خط الإمام الخميني (رضوان الله عليه) قولاً وعملاً، شديداً في الله، مواظباً على حضور الندوات الدينية ومشاركاً في الاحتفالات الإسلامية. وكان يقبل وجهي ويدي وحتي رجلي دائما".
ورثاه الشاعرالأهوازي الكبير – عباس الحزباوي قائلا:
سموت مقاما علي الهـاشمي سمي علي وخـــــــير سمي
فيا علويا بسوح القــــــــتال ويا هـــاشمي الطباع الكمي
شهود لك الســنوات الثمان بأنك فيهن لم تهـــــــــــزم
وتعرفك الهجمات الكــبار تخوض بها الحرب كالمغرم
وحول كيفية استشهاده يقول رفيق الشهيد هاشمي- العقيد علي كياني:
"في تاريخ 1988 وقبل نهاية الحرب بعدة أيام قامت القوات البعثية بالهجوم علي جزر مجنون والقيام بعمليات غنزال بواسطة طائرات الهليكوبتر وتمت محاصرة مقر الفيلق السادس للحرس هناك وانقطعت منذ ذلك التاريخ أخبار الشهيد هاشمي حتي تم الإعلان في نشرة أخبار الساعة الثانية ظهراً من يوم استشهاد السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها في ربيع عام 2010 عن اكتشاف الجثمان الطاهر للشهيد الحاج علي هاشمي".
فقد استشهد ابن حي حصيرآباد في الأهواز، في معركة عاشورائية بجزيرة مجنون (جنوب العراق) عام 1988 وفاز بمكافأة الشهادة والمظلومية معاً.