البث المباشر

تهديدات نتنياهو.. محاولة بائسة لعرقلة المفاوضات

الإثنين 28 إبريل 2025 - 22:43 بتوقيت طهران
تهديدات نتنياهو.. محاولة بائسة لعرقلة المفاوضات

"عليكم أن تفككوا بنيتها التحتية النووية.. يجب ألا تكون إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم.. وأي اتفاق يجب أن يحرمها من الصواريخ البالستية".

هذا ما قاله رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في خطاب ألقاه يوم الاحد في القدس المحتلة.

تصريحات، أو بالأحرى تهديدات نتنياهو، التي أشار فيها إلى النموذج الليبي كنموذج مفضل لديه للتعامل مع ايران، جاءت بعد يوم واحد من الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة التي عقدت بين ايران وأمريكا في العاصمة العمانية مسقط، وقد وصف المسؤولون الأمريكيون المباحثات بـ"الإيجابية والبناءة"، فيما أشار مسؤولون ايرانيون إلى إحراز تقدم، مع سعي الجانبين إلى تضييق هوة خلافاتهما حول مجموعة من المواضيع قبل الجولة الرابعة التي ستعقد يوم السبت من الأسبوع المقبل.

-يبدو أن نتنياهو الخائب والبائس، نسي أو تناسى، أن الإدارة الأمريكية التي تفاوض ايران، ليست إدارة باراك أوباما، بل إدارة صديقه المفضل دونالد ترامب، فترامب أكثر حرصا منه على تفكيك البرنامج النووي الإيراني وحرمان ايران حتى من سلاحها التقليدي الردعي المتمثل بالصواريخ، إلا أن الرجل، الذي يقود أكثر الإدارت الأمريكية تطرفا في تاريخ أمريكان أيقن، كما أيقن قبله أوباما، أن كل ما يقال عن تفكيك البرنامج النووي الايراني، ليس سوى أضغاث أحلام، وأن كل ما كان يقال عن إيصال تخصيب اليورانيوم في إيران إلى الصفر، أو طرح القضية الصاروخية، أو القدرة الدفاعية والإقليمية لإيران في المفاوضات، لم تتطرق اليه إدارة ترامب، لأن هذه الأمور هي جزء من الخطوط الحمراء التي حددتها ايران للتفاوض، وعلى أساسها انخرط ترامب فيها.

-نسي نتنياهو أو تناسى، ان الذين صفقوا له عندما ألقى خطابا تحريضيا أمام الكونغرس الأمريكي، ضد الاتفاق النووي لعام 2015 خلال إدارة اوباما، هم الذين يقفون اليوم وراء ترامب للوصول الى اتفاق نووي جديد مع ايران، يقوم على مبادىء، منها حق ايران بالتخصيب ورفع الحظر عن الشعب الايراني، في مقابل آليات يمكن التحقق من خلالها بسلمية البرنامج النووي الايراني، الذي كان ومازال سلميا، وأن امريكا تعرف ذلك قبل غيرها.

إذا كان من الافضل لنتنياهو ان يبتلع لسانه، ولا يطلق هذه التهديدات الجوفاء، التي تعكس الحالة النفسية المتردية التي يمر بها، لاسيما بعد الحديث داخل الكيان الاسرائيلي، لدراسة إمكانية إبرام صفقة إقرار ذنب في محاكمة نتنياهو بتهم الفساد، يخرج بموجبها من الحياة السياسية دون الزج به في السجن!.

-وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كان واضحا جدا في رده على تخريف نتنياهو، عندما أكد ان إيران واثقة من قدرتها على إحباط أي محاولة من الأطراف الخارجية لتعطيل سياستها الخارجية. وقال في منشور له إن: "أوهام الكيان الصهيوني، الذي يظن أنه قادر على أن يملي على إيران ما ينبغي لها أن تفعله أو لا تفعله، بعيدة عن الواقع لدرجة أنها لا تستحق الرد. مذكرا بوقاحة نتنياهو الذي يسعى ليملي على الرئيس ترامب ما يمكنه أو لا يمكنه فعله في دبلوماسيته مع إيران!.

النقطة المهمة التي تضمنها منشور عراقجي، هو تاكيده على انه: "ليس هناك فقط غياب لخيارات عسكرية، بل لا وجود أصلاً لأي حل عسكري. وأي اعتداء سيُقابل برد فوري مماثل".

-يبدو أنه حتى إدارة ترامب نفسها لم تعد تأخذ نتنياهو وتصريحاته على محل الجد، فهذه الإدارة دخلت وبجدية في مفاوضات الجولتين الأولى والثانية مع ايران، وتم خلالهما مناقشة مواضيع عامة، وفي الجولة الثالثة جرى البحث حول بناء الثقة بشأن سلمية البرنامج النووي الإيراني في مقابل تحديد الأطر لرفع جميع العقوبات المفروضة على ايران.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة