الأزمة الداخلية للنظام
واستمراراً لهذه الاحتجاجات، أغلق المستوطنون المحتجون، شارع "أيالون" في مدينة "تل أبيب". وطالب المتظاهرون الصهاينة في احتجاجاتهم بإسقاط حكومة نتنياهو والعودة الفورية للسجناء الصهاينة من قطاع غزة.
ويتهم معارضو نتنياهو بشراء الوقت للبقاء في السلطة من أجل تجنب المحاكمة في القضايا القانونية المرفوعة ضده. إضافة إلى ذلك، فإن أهالي الأسرى الصهيونيين يريدون إطلاق سراح الأسرى دون إضاعة الوقت وبأي ثمن خلال الاتفاق مع المقاومة الفلسطينية، ووقف الهجمات غير المجدية على قطاع غزة.
وإلى جانب احتجاجات الصهاينة أمام حكومة نتنياهو، أفادت مصادر إعلامية عن اشتباكات بين عدد من اليهود المتطرفين وجنود الجيش الصهيوني في الأراضي المحتلة.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية عن ذلك، وقالت: قامت مجموعة من الصهاينة المتطرفين المعروفين باسم "الحريديس" بمهاجمة جنديين رفيعي المستوى من الجيش في منطقة "بني باراك" وسط اسرائيل وجرحهم.
تجدر الإشارة إلى أنه قبل بضعة أسابيع، أصدرت المحكمة العليا في الكيان الصهيوني أمرا أعلنت فيه أن الصهاينة الحريديم، مثل غيرهم من الصهاينة، يجب أن يؤدوا الخدمة العسكرية الإجبارية في جيش هذا الكيان، في حين صرح الحريديم مرات عديدة أنهم غير مستعدين لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش، لأنهم مشغولون بدراسة تعاليم التوراة والتبشير بها.
وإلى جانب قتال الصهاينة فيما بينهم وإيذاء بعضهم البعض، أطلق الجنود الصهاينة النار عن طريق الخطأ على سيارة بالقرب من مدينة رام الله بالضفة الغربية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، مما أدى إلى إصابة ثلاثة مستوطنين، حسبما أفادت شبكة "كان" العبرية، وقالت: أطلق الجنود النار على سيارة بالقرب من "رام الله"، ومن ثم تبين أن سكانها هم سكان مستوطنة "بيت آيا" الصهيونية.
الاحتجاجات في العالم
وعقب الاحتجاجات العالمية ضد إسرائيل، ذكرت وكالة شهاب الفلسطينية للأنباء أن شعب كوريا الجنوبية تظاهر دعما لفلسطين وإدانة للاحتلال والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، والتي مستمرة منذ 9 أشهر.
كما تتواصل في أمريكا احتجاجات أنصار الفلسطينيين ضد الكيان الصهيوني وسياسات البيت الأبيض الداعمة لنظام قتل الأطفال. وفي هذا الصدد، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أطلقت أيضا مجموعة من الطواقم الطبية في أيرلندا حملة تطالب بالتوصل إلى اتفاق بشأن الإبادة الجماعية التي ارتكبتها تل أبيب في غزة.
وتحتج شعوب العديد من دول العالم على الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، ولا تزال هذه الجرائم مستمرة.
القتل العظيم
وفي واحدة من أبشع جرائمه الأخيرة، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، خيام اللاجئين الفلسطينيين في المواصي بخانيونس جنوب قطاع غزة، وارتكب جريمة مروعة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن 90 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 300 آخرون في الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في منطقة المواصي بخانيونس.
وأكد جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في هذا الصدد: المأساة في غزة تجاوزت كل الحدود وما يحدث غير مقبول بأي حال من الأحوال.
تدمير مباني الأمم المتحدة
كما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة: أن الكيان الصهيوني دمر أكثر من 190 مبنى ومنشأة تابعة للأمم المتحدة. وقالت إيناس حمدان، مديرة مكتب الأونروا في قطاع غزة، في مؤتمر صحفي: "للأسف لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، واللاجئون غير قادرين على إيجاد مكان آمن والاحتماء به".
أحدث الإحصائيات
وتنتقد دول وشعوب العالم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، فيما يواصل الجيش الصهيوني هجماته على قطاع غزة بدعم من أمريكا وأوروبا، ويهاجم مقاتلو هذا الكيان المستشفيات والمباني والأبراج السكنية ومنازل المواطنين الفلسطينيين ويدمرونها على رؤوس سكانها، ويمنعون دخول المياه والغذاء والدواء والوقود إلى هذه المنطقة.
ونتيجة لهذه الإبادة الجماعية الصهيونية التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، استشهد 38664 شخصا، وأصيب أكثر من 89 ألف شخص، ولا أنباء عن مصير أكثر من 10 آلاف شخص. بالإضافة إلى ذلك، تم تهجير أكثر من 1.900.000 من سكان غزة من منازلهم، ويهدد الدمار والمجاعة واسعة النطاق حياة العشرات من الأطفال.
ردود المقاومة على المجرمين ونقص الدبابات الإسرائيلية
في غضون ذلك تناقلت وسائل الإعلام التابعة للجيش الصهيوني وبالتزامن مع جرائم الكيان الصهيوني في غزة والضفة الغربية، نفذ حزب الله اللبناني جولة جديدة من هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ على المستوطنات الصهيونية، بما في ذلك كريات شمونة ومنطقة الجليل. في شمال فلسطين المحتلة.
وفي هذا الصدد، أفاد مراسل شبكة "الميادين"، ليل الاثنين، بإطلاق أكثر من 50 صاروخاً من الجانب اللبناني باتجاه مواقع الاحتلال في منطقة الجليل.
وكتبت وسائل الإعلام العبرية أيضًا عن ذلك: إطلاق ما لا يقل عن 13 صاروخًا على بلدة كريات شمونة.
وعقب هذه الهجمات، كتبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "إن اسرائيل غير مستعدة للحرب مع حزب الله اللبناني، والرأي العام في تل أبيب غير مستعد لقبول آلاف الصواريخ التي تطلق من لبنان".
وتابعت واشنطن بوست: إن حزب الله لديه بالفعل ضعف عدد قوات مقاتلي حماس، وأسلحته تبلغ أربعة أضعاف أسلحة حماس، بما في ذلك الصواريخ الاعتراضية.
كما يقول القادة العسكريون في الكيان الصهيوني إنهم لا يبحثون عن حرب في لبنان، فقد فقدوا كل مواردهم في الحرب على قطاع غزة، والجنود مرهقون ومتعبون وغير مستعدين لحرب جديدة. في الجبهة الشمالية.
وفي هذا الصدد، اعترفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية لأول مرة في تقرير لها بأن الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة نقص في الدبابات بعد أن تم استهداف دباباته على نطاق واسع في الصراعات الدائرة في قطاع غزة.
من جهة أخرى، وبعد التساقط الكثيف للصواريخ التي أطلقها حزب الله اللبناني شمال فلسطين المحتلة، أفادت وكالة أنباء الميادين، أن وسائل الإعلام العبرية سخرت من وزير الحرب في الحكومة بعد الحريق وانتشاره على نطاق واسع.
وكان يوآف غالانت، وزير الحرب في قوات الاحتلال، قد ادعى في وقت سابق في تهديد علني لحزب الله اللبناني أن جيش تل أبيب يمكن أن يعيد لبنان إلى "العصر الحجري".
المصدر : Pars Tpday